خطف وتحرير اثنين من صحافيي "تايمز" بسوريّة

15 مايو 2014
+ الخط -

تمكّن أمس مصوّر ومراسل تابعان لجريدة "تايمز" من الهروب عبر الحدود السورية، بعد أنّ تم إطلاق النار عليهما مرّتين واختطافهما، كما تعرضا للضرب والتقييد على يد عصابة من المسلّحين في شمال سورية. لكن قراءة المشهد توحي بانتقام ما من الصحافي الذي فضح استخدام النظام السوري للكيماوي.

وقالت "تايمز"، في عددها الصادر، الخميس، وعلى صفحتها الأولى، إنّ الصحافيين أمضيا  أياماً عدة في مدينة حلب، التي تعدّ أكبر مدينة بسورية اختفت معالمها وتحولت إلى أنقاض جرّاء ثلاث سنوات من القتال، بينما يقوم نظام الأسد بإسقاط "البراميل المتفجرة" بشكل يومي على أنحاء المدينة التي يسيطر عليها المتمردون.

وتابعت الصحيفة وصفها للحادث بقولها، إنّ لويد وهيل، في طريق عودتهما إلى تركيا بعد رحلة إلى مدينة "تل رفعت"، وكان بصحبتهما مرافق شخصي، وعلى بعد أقل من عشرة كيلومترات من الحدود، قامت سيارة بي أم دبليو وسيارة أخرى بملاحقة سيارتهم وأجبرتهم جميعاً على التوقف إلى جانب الطريق. ثم ترجلت مجموعة من الرجال من السيارات يقدر عددهم بنحو سبعة رجال، قاموا بتقييد الصحافيين ووضع هيل والدليل السوري في صندوق السيارة، بينما تم عصب عيني لويد وتقييد يده ووضعه في المقعد الخلفي للسيارة. وتحركت السيارة قافلة إلى تل رفعت، حيث تم احتجاز الرهائن بأحد المستودعات هناك.

واستطاع هيل والدليل، التلصص من خلال صدع موجود في صندوق السيارة على الخاطفين الذين اتضح أنهم الرجال المكلفون بتأمين عبورهم الحدود. وأثناء تغيير نوبة الحراسة وجد هيل وفيكسر فرصة للهروب، فنجحا في فتح صندوق السيارة بأقدامهما، وتغلبا على الحارس، ثم قام الدليل بسرقة دراجة وهرع بها إلى منزل قريب آمن. أما هيل فقد ألقى الحراس القبض عليه مرّة أخرى، ثم تعرض هيل ولويد للضرب الوحشي، وتم اطلاق النار مرّتين على ساق لويد من مسافة قريبة لمنعه من الهروب.

تدخل لإنقاذ الصحافيين

لكن أنباء اختطاف الثلاثة كانت قد انتشرت مثل النار في الهشيم في كل أنحاء البلدة، فقامت الجبهة الإسلامية، بإرسال أحد قادتها إلى حيث يتم احتجاز صحافيي "تايمز"، وعملت على أن يتم الإفراج عنهما. بعدها، تم نقل لويد إلى مستشفى محلي حيث تلقى العلاج لبضع ساعات، كما تم إحضار الدليل وهيل، وعبر الثلاثة الحدود التركية مساء أمس.

وصرح مصدر مسؤول، كانت له صلة بالإفراج والمفاوضات التي جرت لتأمين عودتهم: "أنّ الخاطفين غلبهم الجشع، عندما أدركوا أنّ في حوزتهم اثنين من الصحافيين الغربيين. ولكنهم لم يتوقعوا أنّ يحاصرهم المئات من أعضاء "الجبهة الإسلامية" ليطالبوهم بتسليم الصحافيين".

من هما المراسلان؟

فاز لويد في وقت مبكّر من هذا العام بجائزة أفضل مراسل شؤون أجنبية، من "جمعية المحررين الصحافيين"، تقديراً لدوره في الكشف عن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، كما قامت "رابطة الصحافة الخارجية"، ومنظمة العفو الدولية بتكريمه العام الماضي لتغطيته الشأن السوري. أما جاك هيل، ففاز بجائزة "نقابة المحررين المصورين في المملكة المتحدة" للعام 2013 ، تقديراً لتغطيته المصورة للشأن السوري. وعمل لويد مراسلاً لجريدة "تايمز" منذ 20 عاماً وغطى العديد من الحروب، مثل البوسنة وسيراليون والعراق وأفغانستان.

المساهمون