ذكر موقع "معاريف" أن هناك بوادر لتحسن علاقات إسرائيل بالاتحاد الأوروبي لجهة عودة العلاقات إلى سابق عهدها، مشيراً إلى أنه "جرى أخيراً، في ختام اتصالات بين الطرفين، الاتفاق على عقد جلسة مشتركة لمجلس العلاقات بين إسرائيل والاتحاد في بروكسل في 28 فبراير/شباط".
وبحسب ما أورد الموقع، فإن الحديث يدور عن لقاء مشترك يعقد لأول مرة منذ خمس سنوات، علماً، أن عقد جلسة للمجلس، الذي يتولى مراقبة وتوجيه العلاقات بين الطرفين، يؤشر إلى توجه جديد في دول الاتحاد الأوروبي لجهة تحسين العلاقات مع إسرائيل، وذلك على الرغم من الانتقادات التي توجهها بروكسل للسياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
ومن المقرر أن يمثل إسرائيل في الاجتماع المرتقب وزير التعاون الإقليمي، تساحي هنغبي، أما عن الطرف الأوروبي فستشارك في اللقاء منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فريديكا موغريني.
وبحسب الموقع، فإن إسرائيل والاتحاد الأوروبي يقرّان أن "انعقاد المجلس يمثل عودة إلى العلاقات الطبيعية بين الطرفين، بعد سنوات من التوتر، والتي تجلت بالانتقادات الأوروبية الشديدة للسياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وأدت إلى توتر وخلق جو صعب خيم على العلاقات بين الطرفين إلى غاية اتخاذ الاتحاد الأوروبي خطوات ضد إسرائيل"، في إشارة للقرار الأوروبي بوسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية.
ووفقاً لـ"معاريف" و"مكور ريشون"، فإن التغيير في مواقف الاتحاد الأوروبي، لجهة تغيير مواقفه من إسرائيل، وتحسين العلاقات معها، بدأ قبل نحو شهرين، بفعل التغييرات في الخريطة السياسية على الساحة الدولية عموماً، وفي أوروبا على نحو خاص.
ولفت الموقع، في هذا السياق، إلى أن بيان الرد الأوروبي على الإعلان الإسرائيلي الأخير بشأن بناء 2500 وحدة سكنية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ "جاء معتدلاً ومخفف اللهجة نسبياً، فضلاً عن أن من أصدره وقرأه هم الناطقون بلسان الاتحاد الأوروبي، وليس منسقة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي".
وتأتي هذه التطورات بعد أن كانت التقديرات المشتركة لإسرائيل والاتحاد الأوروبي تحدثت عن كون العام 2017، سيكون عام تحول في العلاقات بينهما، بعد ثمانية أعوام من التوتر وتدهور العلاقات.
وشهد العام الماضي عدة جولات وزيارات لمنسقة العلاقات الخارجية في الاتحاد إلى إسرائيل، وعقدها عدة لقاءات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.
وكان موظف رفيع المستوى في مفوضية العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، مدير قسم الشرق الأوسط، نيك ويستكوط، قد أعلن، خلال زيارته تل أبيب، في أواخر عام 2016، أن "أموراً كثيرة جيدة تحدث وراء الكواليس بعيداً عن الأعين، ونأمل أن يعقد مطلع العام المقبل، بعد سنوات من التوقف، لقاء لمجلس العلاقات الأوروبية الإسرائيلية على مستوى الوزراء، لبحث سبل تطوير العلاقات بين إسرائيل والاتحاد".
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، بدورها، أنه "ضمن الجهود الجارية لتعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، يجري فحص إمكانية عقد لقاءات مشتركة، مثل منتدى محاربة العداء للسامية، بعد أسبوعين، ولقاء آخر للجنة الفرعية للاقتصاد في بروكسل الأسبوع القادم".
ونقل "معاريف" عن مصادر وصفها أنها سياسية، من كل من الاتحاد الأوروبي وإسرائيل: "إن 2017 سيشهد تحسناً في العلاقات، لكن الوضع الحالي لا يزال هشاً حالياً، مع ذلك لا يدور الحديث عن تحسين للعلاقات بشكل كامل يحول دون انتقادات أوروبية للبناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة، إلا أنه يعني قطعاً الانتقال لمرحلة جديدة تتسم بتحسين العلاقات المتبادلة بين الطرفين".
وادعى التقرير أن "هذا التحسين في العلاقات مرده إلى عمليات داخلية في دول الاتحاد الأوروبي نفسه، ولا علاقة لها بإسرائيل، بقدر ما تتعلق بإعادة الاتحاد الأوروبي النظر في سياساته مع الدول المجاورة له، وتحديد سلم أولويات وأهمية علاقات الاتحاد مع كل دولة من هذه الدول، وهو ما تم أيضاً بشأن العلاقات مع إسرائيل".
إلى ذلك، لعب الوضع الأمني في أوروبا دوراً في التقارب مع إسرائيل، وخاصة تعزيز العلاقات الأمنية وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وسبل مواجهة العمليات الإرهابية في المطارات الأوروبية، والتعامل مع موجات هجرة اللاجئين عبر "الاستفادة" من سبل الحراسة ومنظومات الوقاية والإجراءات المشددة المتبعة في إسرائيل، حيث أقرت، مثلاً السلطات البلجيكية تطبيق نفس الإجراءات ونفس عقلية الحماية المتبعة في مطار بن غوريون في المطارات البلجيكية. كما يلفت التقرير، في هذا السياق، إلى أن العلاقات الجيدة بين إسرائيل وبين روسيا تحت قيادة بوتين، وتجلياتها المختلفة، بما في ذلك التنسيق الأمني بين الطرفين، كان عاملاً في الدفع نحو تغيير توجه الاتحاد الأوروبي لصالح تحسين علاقاته مع إسرائيل.