اتهم خطيب جمعة الفلوجة، الشيخ عبد الله العيساوي، اليوم الجمعة، إيران بالتدخل في شؤون دول المنطقة بشكل "سلبي وبشع". ورأى أنّ "تقسيم العراق إلى أقاليم مستقلة إدارياً ومالياً أفضل من البقاء تحت هيمنة التدخل الإيراني"، مطالباً سكان الفلوجة "بالصبر وتوقع الأسوأ". وقال عن هذا الموضوع إن "فكرة تقسيم العراق إلى أقاليم مستقلة إدارياً ومالياً، وإبقاء بغداد عاصمة للجميع، هي أفضل الحلول للتخلص من هيمنة ايران وتدخلها".
ولفت العيساوي، في خطبته من جامع السامرائي، وسط المدينة، بحضور نحو ثلاثة آلاف مواطن، إلى أن أزمة المدينة مفتعلة من قبل الحكومة، لمنحها فرصة البقاء أطول فترة ممكنة في الحكم، بعد تيقنه (رئيس الحكومة نوري المالكي) من خسارته في الانتخابات، كون الانتخابات ستؤجل في حال بقاء الوضع في الفلوجة على حاله". وأشار إلى أن دخول قوات عسكرية "ذات انتماء طائفي معيّن" إلى المدينة، "خط احمر"، متوعداً بألا يحصل ذلك "مهما كلف الأمر كونها مسألة كرامة تمس مكون معين بالعراق". وتابع أن أهل الفلوجة "أبعد الناس عن الإرهاب، ولو كان من يسيطر على المدينة إرهابيين، لقتلوا الجنود الذين تم أسرهم ثم أطلق سراحهم بعد أيام".
أما في محافظة الأنبار، غرب البلاد، فقد أعلنت الشرطة العراقية، اليوم الجمعة، مقتل زعيم قبلي بارز بتفجير انتحاري بواسطة سيارة مفخخة، استهدفت منزله في بلدة حديثة (220 كيلومتراً غرب الرمادي مركز محافظة الانبار). والضحية هو الشيخ سعيد فليح الجغيفي، أحد شيوخ عشائر الانبار، وقيادي بارز في قوات "الصحوة" المناهضة لـ"القاعدة". والحادث هو الثاني من نوعه الذي يستهدف شخصيات قبلية في الانبار، وذلك بعد أيام من توعد "القاعدة" بتصفية جميع الشخصيات السنية التي استقبلت المالكي في قاعدة القادسية العسكرية، في 15 من الشهر الجاري.
أمنياً أيضاً، كشف مصدر في وزارة الداخلية العراقية، اليوم الجمعة، أن إجراءات أمنية مشددة اتخذتها قوات الشرطة والجيش في مناطق مختلفة من بغداد، على خلفية ورود معلومات استخبارية بشن هجمات انتحارية تستهدف مناطق حيوية في بغداد.
وذكر المصدر في حديث لــ"العربي الجديد"، أن الاجراءات رافقتها عمليات إغلاق للطرق الرئيسية، ولاسيما تلك القريبة من المنطقة الخضراء، وفندقا فلسطين والشيراتون، ومنطقتا الجادرية والكرادة ومدينة الكاظمية، مع نصب نقاط تفتيش مؤقتة في تلك المناطق لفحص السيارات المارة. وقد تسببت هذه الاجراءات الأمنية في اختناقات مرورية كبيرة، وسط بغداد، رافقتها عملية قطع لثلاثة جسور تربط ما بين جانبي بغداد، الكرخ والرصافة، وهي الصرافية والجمهورية والسنك. وشوهدت مروحيات تحلّق على علو منخفض في سماء العاصمة بشكل دفع الكثير من المواطنين إلى العودة لمنازلهم.
على صعيد متصل، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، اليوم الجمعة، إطلاق "مشروع مهم يتضمن نصب 10 آلاف كاميرا مراقبة في عموم مناطق وأحياء بغداد، للمساهمة في حفظ الأمن".
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد سعد معن، لـ"العربي الجديد"، إنّ المشروع يتضمّن وضع كاميرات المراقبة في الأسواق وتقاطعات الطرق ومراكز التجمعات البشرية الكبيرة، وقرب الدوائر والمباني الحكومية والمؤسسات التعليمية، وربطها جميعاً بمركز مراقبة متطور يشرف عليه ضباط أمن لرصد أي عمليات مشبوهة، كزرع العبوات الناسفة، أو ركن سيارات مفخخة، ورصد عمليات السطو المسلح وجرائم القتل المختلفة. وتشرف شركة بريطانية وأخرى إماراتية على المشروع الذي تموله وزارة الداخلية، وأمانة العاصمة بغداد.