وتخلل التوقف لقاء بين المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، ورئيس المكتب السياسي لطالبان نائب زعيم الحركة الملا عبد الغني برادر، بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لتذليل العقبات التي ظهرت في اللحظة الأخيرة، ومنعت حتى اللحظة الإعلان عن الاتفاق.
وحسب مصادر وثيقة الصلة بالمفاوضات، فإن الخلافات تتعلق بآلية تنفيذ ما توصل إليه الطرفان سابقا، خاصة فيما يتعلق بانسحاب القوات الأميركية، والإفراج عن سجناء حركة طالبان في كابول، فيما ترددت معلومات غير مؤكدة عن رغبة حركة "طالبان" توقيع الاتفاق مع واشنطن، باسم "الإمارة الإسلامية"، وهو ما ترفضه واشنطن، وترفضه بشدة أيضا الحكومة الأفغانية، ولم يتسن لـ"العربي الجديد"، التأكد من صحة هذا المطلب من قبل قياديين في حركة "طالبان".
وقالت هذه المصادر لـ"العربي الجديد"، إن "الأمور كلها كانت منتهية يوم الثلاثاء الماضي، وكان الجانبان على وشك الإعلان عن الاتفاق، إلا أن ظهور بعض العقبات حول آلية تنفيذ الاتفاق، أخرت الإعلان، واستدعت تدخلا من الوساطة القطرية، لتذليل هذه العقبات، مؤكدة أن هناك اتفاقا بين الطرفين، حول انسحاب القوات الأميركية، وضمانات عدم استخدام الأراضي الأفغانية".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد قال في تصريح صحافي إنه "حتى بعد الاتفاقية مع طالبان سيبقى 8600 جندي في أفغانستان". ورد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان" سهيل شاهين على ترامب في حديث مع "بي بي سي" باللغة البشتونية: "إنه في حال بقاء أي جندي أميركي لا يمكن تحقيق المصالحة"، مؤكدا أن الجانب الأميركي "يتفاوض مع "طالبان" في الدوحة على أساس إنهاء الاحتلال الأميركي وإلا فلا طائل من وراء هذه المفاوضات".
وكان الناطق باسم المكتب السياسي لـ"طالبان" في الدوحة، سهيل شاهين، قد توقع في تصريحات، لـ"العربي الجديد"، نشرت في وقت سابق، التوقيع في الدوحة على اتفاق انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان خلال عشرة أيام، بحضور دولي كبير، حيث تطالب حركة "طالبان"، بحضور روسيا والصين ودول الجوار الأفغاني، والأمم المتحدة، حفل توقيع الاتفاق، لتوفير ضمانات دولية لتطبيقه.
وتزامنت هذه التطورات مع هجوم كبير لطالبان على مدينة قندوز، شمال أفغانستان، وسيطرتها على مناطق مهمة. حيث اعتبرت الحكومة الأفغانية هذا الهجوم ضربة لعملية المصالحة ومحاولة من حركة طالبان للضغط من أجل تحقيق مطالبها.