وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد" إن قوة من المليشيات تجاهلت كل القوانين وتوعدت بقتل مواطنين من مكون معين، ضعف العدد الذي قتله داعش من عناصرها في تفجير قرية الهويدر، وشنت حملة واسعة، منذ أربعة أيام، في مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى والبلدات التابعة لها، نتج عنها اختطاف العشرات، بينهم طلاب جامعيون وعمال وسائقو أجرة وأطباء وموظفون، اقتيدوا من مكان عملهم، عثر على جثث غالبيتهم في مكبات نفايات ومناطق مهجورة وأخرى طافية في النهر.
وقال ناصر الشمري، عضو جمعية الرافدين للتنمية، لـ"العربي الجديد"، إن المليشيات انتشرت في عموم ديالى عقب تفجير سوق في قرية الهويدر، واختطفت خلال حملة دهم واسعة العشرات من سكان بعقوبة وبلدة المقدادية والخالص؛ واقتادتهم إلى جهة مجهولة، أمام أنظار قوات الجيش والشرطة التي لم تحرك ساكنا، والتي تخشى إيقافهم أو منعهم.
وعثر على جثث أغلب الضحايا في مناطق مختلفة، وقد قتلوا بعد أن "مثل بهم، من بينهم ثلاثة أطباء و26 طالبا جامعيا وموظفون ومصلون اختطفوا من مساجد عدة"، مؤكداً أن تلك المليشيات تتسبب في بث الرعب والخوف لدى الأهالي الذين لم يبق أمامهم سوى عدم الخروج من المنازل أو النزوح خارج المدينة.
وأشار الشمري إلى أن الحكومة المحلية في ديالى تتعامل على أساس طائفي مع سكان المحافظة، حيث لم تشجب ما تفعله المليشيات من قتل وخطف وابتزاز لعشرات المواطنين، بينما تعلن الحداد في كل مرة على من يقتلهم "داعش"، في تفجيرات تطاول مناطق معينة.
وكانت شرطة ديالى عثرت، خلال اليومين الماضيين، على ثمان وعشرين جثة في نهر ديالى، إضافة إلى نحو خمسين جثة أخرى في بساتين قرية هويدر، (9 كم) شمال شرق بعقوبة، وعليها آثار تعذيب، كما وجدت بعض الجثث ملقاة في الطرقات، بعد ساعات من اختطافهم من قبل المليشيات.
بدورها، قالت النائبة عن محافظة ديالى، غيداء كمبش، لـ"العربي الجديد"، إنها دعت اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة إلى عقد اجتماع طارئ مع مجلس المحافظة، لبحث أسباب انتشار المليشيات المسلحة في بعض مناطق المحافظة، مؤكدة ضرورة وضع خطط أمنية جديدة لطرد المليشيات، وأشارت إلى أن محافظة ديالى تعاني سوءا في إدارة ملفها الأمني، لذا يجب تغيير بعض القادة العسكريين، سواء في الشرطة أو الجيش.
وبيّنت أن ديالى تتعرض إلى حرب إبادة حقيقية من قبل الجماعات المتطرفة، معتبرة ما حدث في خان بني سعد والحديد والهويدر وكنعان، خرقاً يمثل مجازر بشعة استهدفت كل العراقيين من دون استثناء. وطالبت جميع المكونات العراقية في ديالى إلى اتخاذ موقف موحد إزاء هذه المليشيات ووحدة الصف في هذه الأوقات العصيبة، كما دعت رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى زيارة ديالى من أجل تعزيز المسار الأمني واتخاذ ما يلزم من خطوات حازمة تمنع تدهور الأوضاع بشكل يهدد ما تحقق من منجزات.
وتعاني محافظة ديالى، (57 كم) شمال شرق بغداد، من انتشار واسع للمليشيات التي تسيطر على الملف الأمني فيها، خاصة بعد تولي (مثنى التميمي)، منصب المحافظة، وهو أحد قادة مليشيا بدر المنضوية في الحشد الشعبي، وكانت سيارتان ملغومتان يقودهما انتحاريان انفجرتا، الثلاثاء الماضي، استهدفتا نقطة تفتيش أمنية وسط ناحية كنعان، (18 كم) شرق بعقوبة، وسوقا شعبيا في قرية الهويدر، ما أدى إلى سقوط 149 قتيلاً وجريحاً.
اقرأ أيضا: "داعش" و"الحشد الشعبي" يتنافسان على ارتكاب المجازر بديالى العراقية