في أسبوع واحد خسر المشهد الثقافي الفلسطيني الناقد صبحي شحروري (1934 - 2019) الذي رحل الأحد الماضي ودُفن في مسقط رأسه بلعا في طولكرم، والثاني هو الشاعر خليل توما (1945 - 2019) الذي رحل الثلاثاء، ودُفن في مسقط رأسه أيضاً بيت جالا.
كانت بدايات شحروري كاتباً للقصة القصيرة، درس الفلسفة في جامعة دمشق وعاد إلى طولكرم يكتب ويعمل مدرساً فيها، حيث بدأ بنشر القصص في المطبوعات التي كانت حاضرة آنذاك في فلسطين.
نشر صاحب "سرديات ريفية .. مرآة لجمر المسافات" قصصه في مجلّات وصحف مختلفة فلسطينية ولبنانية مثل "الجهاد" و"البيادر" و"الاتحاد" و"كنعان"، و"الآداب، إضافةً إلى "الأفق الجديد" التي كان أحد مؤسسيها عام 1961.
توقف شحروري تقريباً عن كتابة القصة في السبعينيات وانصرف إلى النقد وكتابة المقالات، وأصدر 15 كتاباً في فن القصة والرواية ونقد الشعر داخل فلسطين وشعر الشتات، من بينها "القصة القصيرة في الأرض المحتلة".
من عناوين مجموعاته القصصية "المعطف القديم"، "الداخل والخارج"، كما أن له بعض الروايات منها "الأستاذ والسكين"، و"قصة موت الراعي حمدان".
أما توما، فقد درس الأدب الإنكليزي في جامعة بيت لحم، واشتغل نقيباً لعمال الفنادق، الأمر الذي صقل نشاطه السياسي في خدمة العمال وحقوقهم، قبل أن يلتحق بالعمل الصحافي في جريدة "الفجر" المقدسية بنسختها الإنكليزية.
اعتُقل توما وقضى فترةً في سجون الاحتلال بين 1974 و1976، وجرت مضايقته واعتقاله إدارياً بسبب نشاطه الحقوقي والنقابي.
صدرت له عدة مجموعات شعرية من بينها: "أغنيات الليالي الأخيرة" (1975) و"نجمة فوق بيت لحم" (1978)، وقد جمعت قصائده كلها في كتاب واحد. اشتغل الراحل لفترة طويلة في الترجمة والصحافة باللغتين العربية والإنكليزية.