مضى على وجودهم نحو خمس سنوات محاصرين في جنوب دمشق. هم عشرات آلاف المدنيين الذين توقفت حركتهم وانتهى مستقبل معظمهم، فلا دراسة ولا عمل. حتى العلاقات الإنسانية كالزواج مثلاً باتت ضرباً من الجنون. أنهكهم الهمّ اليومي لتأمين ما قد يبقيهم على قيد الحياة إلى اليوم التالي.
يقول محمد، وهو شاب أعزب في العشرينيات، لـ "العربي الجديد": "هذا العام كان من المفترض أن أنهي تعليمي الجامعي. اليوم، هناك حديث عن فرض النظام لتسوية على جنوب دمشق، وأمامي خياران إما أن أبقى فيرميني على إحدى جبهاته أقاتل من تقاسمنا معه الحلم بالحرية والكرامة، أو أن أقبل التهجير مرغماً إلى منطقة لا أعرف فيها أحداً أو ما الذي سأفعله فيها، فلا مال معي أو شهادة أو مهنة". يتابع: "طوال السنوات الخمس الماضية حاولت أن أهرب من السلاح، وأخاف اليوم ألاّ يبقى لي غيره، فالنظام حرمنا من كلّ فرصنا في الحياة الآمنة والمستقرة".
من جهتها، تنتظر المحاصرة في جنوب دمشق سعاد، وهي في نهاية العشرينيات، لحظة انتهاء الأزمة السورية لتنطلق إلى الحياة، على حد قولها. تقول إنّها لم تعد تفكر في الزواج، فهي اليوم في نظر المجتمع عانس. ما يشغلها هو إيجاد فرصة عمل في اختصاصها، وهي المتخرجة من جامعة دمشق. تضيف: "الحياة تحت الحصار عملية قتل بطيء، فنحن محرومون من كلّ شيء... حتى الطعام نحصل عليه بصعوبة بالغة، ولا أذكر إن كان الجوع فارقنا يوماً واحداً طوال السنوات الماضية".
ينصبّ همّ السكان الأكبر سناً في جنوب دمشق على حماية عائلاتهم، كما يقول الستيني أبو عماد لـ"العربي الجديد". يتابع: "أنا مؤمن أنّ فرج الله قريب، ودائما أقول لأولادي إنّ المستقبل هم من يصنعونه، ولن يستطيع النظام كسرنا وإن طال الحصار والقتل". يضيف: "أدعوهم إلى الزواج رغم ضيق الحال، فيجب أن نترك من يحمل اسمنا ويحمي أرضنا". يضيف: "مضت السنوات الماضية قاسية جداً. فقدت خلالها كثيرين من أحباب قلبي، لكنّي لن أترك بيتي وأرضي. وإن كان الموت قدري فسأنتظره هنا. لا أستطيع المغادرة، بل الموت أهون عليّ".
يشار إلى أنّ بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم في جنوب دمشق تعاني من حصار جزئي منذ عام 2014 جراء هدنة جاءت بعد عامين من صراع عسكري وحصار، كما تستقبل البلدات آلاف النازحين من ريف دمشق. ورغم وجود معبر لدخول المواد الغذائية إلا أنّ الأسعار المرتفعة تجبر غالبية الأهالي على الاتكال على المساعدات، في ظل وضع إنساني متدهور وغياب للخدمات.
اقــرأ أيضاً
يقول محمد، وهو شاب أعزب في العشرينيات، لـ "العربي الجديد": "هذا العام كان من المفترض أن أنهي تعليمي الجامعي. اليوم، هناك حديث عن فرض النظام لتسوية على جنوب دمشق، وأمامي خياران إما أن أبقى فيرميني على إحدى جبهاته أقاتل من تقاسمنا معه الحلم بالحرية والكرامة، أو أن أقبل التهجير مرغماً إلى منطقة لا أعرف فيها أحداً أو ما الذي سأفعله فيها، فلا مال معي أو شهادة أو مهنة". يتابع: "طوال السنوات الخمس الماضية حاولت أن أهرب من السلاح، وأخاف اليوم ألاّ يبقى لي غيره، فالنظام حرمنا من كلّ فرصنا في الحياة الآمنة والمستقرة".
من جهتها، تنتظر المحاصرة في جنوب دمشق سعاد، وهي في نهاية العشرينيات، لحظة انتهاء الأزمة السورية لتنطلق إلى الحياة، على حد قولها. تقول إنّها لم تعد تفكر في الزواج، فهي اليوم في نظر المجتمع عانس. ما يشغلها هو إيجاد فرصة عمل في اختصاصها، وهي المتخرجة من جامعة دمشق. تضيف: "الحياة تحت الحصار عملية قتل بطيء، فنحن محرومون من كلّ شيء... حتى الطعام نحصل عليه بصعوبة بالغة، ولا أذكر إن كان الجوع فارقنا يوماً واحداً طوال السنوات الماضية".
ينصبّ همّ السكان الأكبر سناً في جنوب دمشق على حماية عائلاتهم، كما يقول الستيني أبو عماد لـ"العربي الجديد". يتابع: "أنا مؤمن أنّ فرج الله قريب، ودائما أقول لأولادي إنّ المستقبل هم من يصنعونه، ولن يستطيع النظام كسرنا وإن طال الحصار والقتل". يضيف: "أدعوهم إلى الزواج رغم ضيق الحال، فيجب أن نترك من يحمل اسمنا ويحمي أرضنا". يضيف: "مضت السنوات الماضية قاسية جداً. فقدت خلالها كثيرين من أحباب قلبي، لكنّي لن أترك بيتي وأرضي. وإن كان الموت قدري فسأنتظره هنا. لا أستطيع المغادرة، بل الموت أهون عليّ".
يشار إلى أنّ بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم في جنوب دمشق تعاني من حصار جزئي منذ عام 2014 جراء هدنة جاءت بعد عامين من صراع عسكري وحصار، كما تستقبل البلدات آلاف النازحين من ريف دمشق. ورغم وجود معبر لدخول المواد الغذائية إلا أنّ الأسعار المرتفعة تجبر غالبية الأهالي على الاتكال على المساعدات، في ظل وضع إنساني متدهور وغياب للخدمات.