وأكد المسؤولون المحليون عن الصحة بمحافظات: باجة وسليانة والقصرين والكاف وسيدي، أن المحافظات أصبحت خالية تماماً من الفيروس، وأن المصابين تعافوا بعد صدور التحاليل المخبرية النهائية التي أكدت زوال كل أعراض كورونا، مطالبين في الوقت نفسه بالمحافظة على هذه النتائج والحيلولة دون تسجيل إصابات جديدة مع بداية تخفيف قيود الحجر الصحي، أمس الاثنين، وعودة نحو 3 ملايين تونسي للعمل.
وكشفت البيانات الرسمية لوزارة الصحة، أنّ عدد المتعافين من الفيروس بلغ 406 أشخاص من مجموع 1018 مصاباً؛ من بينهم 47 مصاباً يتلقون العلاج في المستشفيات، و18 في الإنعاش؛ بسبب وضعهم الصحي الصعب.
وتعد المحافظات الخالية من الوباء الأقل تضرراً من عدوى الفيروس حيث لم يتخط فيها عدد الإصابات الـ5 منذ بداية الجائحة الصحية في البلاد، قبل أن يتمكن المصابون من التغلب على المرض والشفاء التام منه.
وأكّد المدير الجهوي للصحة بمحافظة باجة، التي صنفت من بين المناطق الخالية من الوباء، خميس الكعبي، أنّ السلطات الصحية تعمل على تثمين النتائج المحققة لتفادي إصابات جديدة، مشدداً على ضرورة اتباع التدابير الوقائية التي تتكاتف كل المصالح لتطبيقها بهدف درء أي خطر جديد.
وأوضح الكعبي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الهدف هو المحافظة على نتيجة صفر من الإصابات مع التدرج في تخفيف الحجر الصحي وعودة قطاعات اقتصادية إلى نشاطها بنسب متفاوتة"، مبيناً أنّ "وحدات التقصي ستواصل عملها لإجراء التحاليل للحالات المشتبه بها، والتي تخضع للحجر الإجباري سواء بالنسبة للعائدين من الخارج عبر رحلات الإجلاء أو القادمين من محافظات تصنف بؤر وباء".
وتقول وزارة الصحة في تقييمها للوضع الوبائي في البلاد، إن الوضع مستقر إلى حد الآن، وذلك وفق ما أكّده المدير العام للهيئة الوطنية للتقييم والاعتماد في المجال الصحي شكري حمودة، الذي رجّح زيادة مهمة في عدد حالات الشفاء في الأيام القليلة المقبلة.
وأفاد حمودة، في تصريح، لـ"العربي الجديد"، بأنّ تونس سجّلت أعلى المستويات عربياً في حالات الشفاء، غير أنه شدد على ضرورة الوقاية وعدم الركون للنتائج المحققة، لافتاً إلى أن كل الفرضيات واردة ومن بينها انفجار عدد الإصابات بعد الرفع التدريجي للحجر.
ودعا حمودة التونسيين للمساعدة على السيطرة التامة على الوباء والحد من انتشار العدوى، عبر الإقبال على التلقيح من أجل حماية أنفسهم من النزلة الوافدة والتقليل من الاختلاط خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة وكبار السن.
وكانت السلطات الصحية التونسية، قد أكدت، أن تطبيق الحجر الصحي ثم المعالجة، يهدفان إلى تطويق وباء كورونا الجديد، منذ اكتشاف أول حالة إصابة، في 2 مارس/ آذار الماضي، في وقت تسجل فيه المستشفيات العمومية نقصاً في أسرة الإنعاش والتجهيزات الصحية العامة.