وأكد داود أوغلو التزام حكومته دعم المعارضة السورية، قائلاً: "إن موقفنا اتجاه المعارضة السورية واضح تماماً". وذلك بينما كان يذكر بالبيان الذي أصدرته وزارة الدفاع الأميركية، مؤكدة أن "تركيا ملتزمة بدعم تدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة".
وأضاف داود أوغلو "نراقب جيداً ما يحدث على الأرض ونقوم بتحليل ذلك بدقة، إن تدريب المعارضة وتسليحها جاء متأخراً". ولام داود أوغلو الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين ومجموعة أصدقاء سورية على التأخر في خطوة تسليح المعارضة، قائلاُ "لو أن الولايات المتحدة والدول الغربية، ومجموعة أصدقاء سورية وصلوا للنقطة التي تم الوصول إليها اليوم، أي لو أنه تم تدريب المعارضة المعتدلة منذ عامين، لما أصبح داعش بقوته الآن، ولما كان للنظام القدرة على الاستمرار في ارتكاب المجازر التي يرتكبها".
وأشار داود أوغلو إلى أنه "لا طريق آخر لضرب داعش سواء في سورية أو في العراق، إلا عبر السنّة العرب في المناطق التي يسيطر عليها داعش، وبالتالي لا خيار آخر سوى تدريب المعارضة السورية وإعادة تشكيلها. وأكد أنه "لو أن الأمر تمّ عبر النظام السوري، فإن هذا يعني أن تقوم جميع الفئات التي تحاربه الآن بالاندماج مع داعش، وسيفقدون الأمن باحتمالية وجود أي بديل، وأن الأمر ينطبق أيضاً على العراق".
وتابع "وأي محاولة للجيش العراقي باستعادة الموصل ستدفع الناس نحو داعش، وحتى لو تم الأمر عبر قوى عسكرية أجنبية، فإن داعش سيكسب مزيدا من التعاطف كونه سيُقدّم نفسه على أنه يحارب التدخّل الأميركي أو الغربي أو الأجنبي".
وفي ما يخص كيفية إعادة تشكيل "الجيش السوري الحرّ" الذي يبدو أن تركيا ستتحمل مهمة تدريبه، أجاب داود أوغلو في لقاء آخر، تم نشره اليوم أيضاً، مع صحيفة "صباح" التركية المقربة من الحكومة، قائلاً "إن القوة الجديدة يجب أن تتشكل من سوريين ينتمون إلى جميع فئات الشعب السوري، كما هو الحال في الائتلاف السوري المعارض".
وفيما يخص سيناريوهات التدخل العسكري المباشر من قبل قوى التحالف، أكد داود أوغلو بأنه "أمام الحلفاء في حالة التدخل العسكري طريقتين لإحلال السلام في سورية. الطريقة الأولى هي قيام المجتمع الدولي موحداً بنشر قوات برية في المنطقة، لأن تركيا لن تدخل سورية لوحدها". لكنه شدد على أن "أنقرة ستقوم باتخاذ كافة التدابير اللازمة في حال استهداف ضريح سليمان شاه، الذي يمثل الأراضي التركية الوحيدة خارج حدود الجمهورية والواقع في محافظة حلب".
أما الطريقة الثانية، فتقضي بـ"استمرار التحالف في توجيه الضربات الجوية، والتي أثبتت حتى الآن عدم فعاليتها لوحدها"، بحسب داود أوغلو.
وانتقد داود أوغلو الدعوات التي وجهها حزب "الشعوب الديمقراطي" لأنصاره للقيام بتظاهرات في الشوارع ضد هجمات "داعش" على عين العرب وموقف تركيا من ذلك، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 33 محتجاً. واعتبر أن شكوكه تزايدت حول إخلاص حزب "الشعوب الديمقراطي" لعملية التسوية.
في غضون ذلك، يبدو بأن "العدالة والتنمية" بدأ باتخاذ التدابير والإجراءات لاستصدار قوانين من البرلمان لـ"وضع حد لأعمال التخريب والعنف في الشوارع"، حسبما أعلن رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، في خطاب له في ولاية ريزة على البحر الأسود اليوم. وتوقع أردوغان أن تنال القوانين مساندة وتأييداً من قبل الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.