أعلن رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، اليوم الجمعة، استقالته من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، مستبقاً استكمال إجراءات طرده من الحزب بعد قرار اللجنة التنفيذية طرده قبل نحو أسبوعين، وإحالته إلى لجنة الانضباط، بينما لفت إلى أنه سيعمل على تأسيس حزب جديد.
وفي مؤتمر صحافي في أنقرة برفقة عدد آخر من قيادات الحزب المطرودين، بينهم الحقوقي والبرلماني السابق أيهان سفر أوستون، والبرلماني السابق عبد الله باشجي، ونائب الأمين العام السابق سلجوق أوزداغ، كشف داود أوغلو عن استقالته.
ولم ينتظر داود أوغلو تبليغه بقرار الطرد من الحزب، إذ كان ينتظر بعد إحالته إلى لجنة الانضباط، تقديم مدافعة وتبرير للأسباب التي أوجبت طرده، وفي حال عدم رده فإنه سيطرد بشكل تلقائي.
وأعلن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، الاثنين قبل الماضي، تحويل رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو و3 مسؤولين آخرين بالحزب إلى لجنة الانضباط، بعد طلب إخراجهم القطعي من الحزب.
واستعرض داود أوغلو، أحد مؤسسي الحزب، خلال مؤتمر صحافي، أسباب الاستقالة قائلاً إن "حزب العدالة والتنمية ابتعد عن المبادئ التي تأسس عليها، وأن الأحزاب السياسية تقوم على الثراء بتبادل الآراء"، ولكن منذ ابتعاده عن رئاسة الحزب لصالح الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، قدم ملاحظاته مكتوبة وشفوية إلى أكثر المقامات مسؤولية، (يقصد أردوغان)، "دون أن يتم الرد على هذه الملاحظات".
ولفت إلى أنه "تم إبعاد كثيرين خلال فترتين انتخابيتين عن الترشح، ما قضى على ملايين من أنصار العدالة والتنمية، ورغم كلامنا عن الأخطاء ردوا علينا ببدء مرحلة الطرد من الحزب، الأمر الذي أحزننا وجعلنا نخجل منه، دون أن يستند الطرد لمسوغات حقيقية، وما وصلنا أظهر لنا أن مرحلة التقييم في الحزب لا تسير بشكل صحيح".
وشدد على أن قرار الطرد من الحزب "لا يستند لمبادئ الحزب التي تأسس عليها، ومن اتخذ القرار سيدفع الثمن أمام الشعب، فإدارة الحزب الحالية عملت على تصفية إدارة الحزب التي تأسست قبل 18 عاماً".
واستطرد قائلاً "حزب العدالة والتنمية حالياً منغلق على المحاسبة الذاتية، وبناء عليه نعلن استقالتنا"، مضيفاً: "نرغب بتشكيل نظام جديد يعتمد على الديمقراطية الدستورية، ودولة الحقوق، واستقلال القضاء، والابتعاد عن تولي المناصب للأقرباء، والأولوية في الأهلية، وما يحافظ على قيم العائلة، ودور المرأة، وفق منظور بعيد، ونظام تعليمي حديث، ما يؤدي لرفاه الشعب، بدبلوماسية سلمية تجلب السلام للعالم".
وأضاف "اعتباراً من اليوم فإن تأسيس حركة سياسية جديدة مسؤولية كبيرة تقع علينا، ومنذ الآن أدعو جميع الأشخاص للحركة الجديدة مهما كان توجههم السياسي، والاستعداد لتحمل المسؤوليات".
وبعد إلقاء بيانه لم يستقبل داود أوغلو أي سؤال من الصحافيين، واعداً بأن تكون اللقاءات مستمرة مستقبلاً من أجل تقديم مزيد من المعلومات.