أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، اليوم الجمعة، عن خطة متكاملة لمواجهة حزب العمال الكردستاني، تحت اسم "خطة عمل لمكافحة الإرهاب"، مكونة من عشرة بنود رئيسية، وذلك خلال كلمة له في مدينة ماردين، جنوب شرقي البلاد.
وتقوم الخطة على العمل لإزالة أي تمييز اتجاه المواطنين الأكراد، داخل الدولة التركية، وتقوية الإدارات المحلية، مع رفع القدرة على الرقابة المركزية عليها، وذلك إلى جانب اتخاذ عدد من الخطوات التي من شأنها أن ترفع من قدرة الدولة على التواصل مع هذه الفئة، عبر إنشاء هيئات استشارية، تقوم على الوجهاء ومنظمات المجتمع المدني المحلية بقيادة الولاة وقائمي المقامات.
وكشف رئيس الوزراء التركي، عن بعض الإجراءات الاقتصادية التي ستتخذها الدولة التركية، لمساعدة المتأثرين من الاشتباكات التي اندلعت مؤخراً بين قوات الأمن التركية وعناصر العمال الكردستاني في عدد من المدن جنوب شرقي البلاد.
في السياق ذاته، قال داود أوغلو، "أعلن الآن عن خطة عمل مكونة من عشرة بنود رئيسية، الجزء الأول منها سيكون العنصر النفسي، وكما في الماضي، سنعمل على توحيد وعي الأمة مع الدولة، حيث سيتم إزالة كل الخلافات بينهما. وسيكون لنا فهم لوحدة الأمة ودمجها في الدولة التي تقوم على الإنسان، بدل الوعي القومي المخرب".
اقرأ أيضاً: داود أوغلو: النظام السوري وحلفاؤه يرتكبون جرائم حرب
وأكد داود أوغلو أن الدولة ستعمل على رفع الاستثمارات في المنطقة، وتعويض المتضررين.
وأوضح بهذا الصدد، "قمنا خلال الـ 13 عاماً الماضية بإحياء المنطقة اقتصادياً، وسنستمر في ذلك. كما سيتم تعويض كل الحرفيين والفلاحين الذين تضرروا من الإرهاب، وسيتم تأجيل كل ديونهم دون أي فوائد، كما سيتم منحهم قروضاً جديدة بدونها". وأضاف "كما سنبدأ حملة لتخفيض معدلات البطالة في المنطقة".
وتابع رئيس الوزراء التركي، "سنبذل جهودنا لإعادة إحياء المدن ذات النسيج التاريخي، سواء في الغرب أو في الشرق، عبر العمل على قوانين جديدة. سنعيد بناء حي سور الأثري في ولاية دياربكر، وسنجعل منه منارة ومصدر إلهام للإنسانية جمعاء". وشهدت المنطقة التي تحدث عنها أوغلو، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن التركية والعمال الكردستاني، على مدى الشهور الماضية، دمرت معظم أجزائها.
وأكد داود أوغلو، خلال حديثه للصحافيين الذين رافقوه خلال حضوره مؤتمر المانحين في لندن، بأنه "لم يعد هناك مكان لعبد الله أوجلان، زعيم العمال الكردستاني في المفاوضات، لأنه لا يسمع لأوامره أحد".
وشدد على أنه "لم يعد هناك مكان لأوجلان، ففي الأيام العشرة الأخيرة، أطلقت حوارات كثيرة، لم يكن أوجلان أو الأشخاص القلائل الذين معه بين الحاضرين فيها، ولم يكن فيها كوادر حزب العدالة والتنمية، بل إن معظمهم كانوا من المساندين لحزب الشعوب الديمقراطي (الجناح السياسي للعمال الكردستاني)، وكذلك ممثلون عن منظمات المجتمع المدني وبعض أصدقاء الراحل طاهر إلجي (نقيب المحامين في دياربكر)".
وأضاف "من الآن فصاعداً سيكون هذا هو شكل طاولة الحوار، ووجهت تعليماتي للولاة، بأن عليهم الاجتماع بممثلي منظمات المجتمع المدني، وليس فقط بالموظفين الذين يعملون معهم، وأن عليهم أن يشكلوا مجلساً استشارياً لهم، يجتمعون معه أسبوعياً".
يذكر أن الأشهر الماضية، شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن التركية وعناصر العمال الكردستاني، طاولت عدداً من مدن وبلدات جنوب شرقي تركيا ذات الغالبية الكردية، واستطاعت قوات الأمن التركية إعادة السيطرة على غالبيتها، مكبدة العمال الكردستاني خسائر كبيرة.
اقرأ أيضاً: مصلحة مشتركة بتمتين التحالف السعودي التركي وتخطي عقبة السيسي