في دبلن، تتنوع النشاطات الترفيهية، لكن المتعة الحقيقية في حضور المهرجانات التي تقام خلال هذه الفترة من العام. مهرجانات تعكس روح وطبيعة الشعب، طريقة عيشهم، عاداتهم وتقاليدهم.
تتنوع المهرجانات من مسرحيات غنائية تروي تاريخ إيرلندا، إلى حفلات موسيقية تراثية تعم الشوارع، وصولاً إلى مهرجانات الطعام وغيرها الكثير. كما تمتاز دبلن بطبيعتها الخلابة، أماكنها التراثية، وغيرها الكثير من المقومات التي تجعل السائح يقع في حب المدينة من اللحظات الأولى لزيارتها.
الرحلة إلى الطبيعة
تتميز دبلن عن غيرها من العواصم الأوروبية، بكثرة المتنزهات والمحميات الطبيعية، يقصد السائح متنزه فينكس، أكبر المتنزهات العامة في أوروبا للاسترخاء.
يعود تاريخ إنشائه إلى القرن الثالث عشر، حيث تم تصميمه كحديقة صيد للنخبة، ثم عام 1660 اعتبر رسمياً حديقة ومتنزه صيد ملكي، إلى أن افتتحت أبوابه للجمهور عام 1747.
يتضمن المتنزه غابات شاسعة، وبحيرات بط، وأماكن للترفيه والتسلية. وأروع ما يمكن أن يصادفه السائح مرور قطعان من الأيل الأسمر الأوروبي النادر أمامه.
وإن أراد السائح التنزه في حديقة ذات طابع ملكي، فلا بد من زيارة حديقة سانت ستيفنز جرين التي تتميز ببحيراتها، شلالاتها، ومنحوتاتها الصخرية الضخمة. كما تمتاز الحديقة بوجود شروحات بلغة البريل الخاصة بالمكفوفين على جدرانها ونصبها التذكارية، لتساعدهم على فهم تاريخ البلاد.
تراث وتاريخ
من يزُر دبلن، عليه التخطيط لقضاء جزء من إجازته في زيارة القلاع والحصون، ببساطة، لأن هذه القلاع تروي حقبة تاريخية تعود للقرنين الثاني عشر والثالث عشر ميلادي. البداية من قلعة دبلن، والتي أصبحت اليوم مجمعاً حكومياً.
استخدمت القلعة لعدة قرون كبرج مراقبة، ومقر ملكي للدولة البريطانية. هناك يقصد السائح قاعة القديس باتريك، تحفة فنية، تم تصميم جدرانها وأسقفها وفق الفن التقليدي الإيرلندي القديم.
يقضي السائح نهاره داخل القلعة برفقة دليل سياحي للتعرف على تاريخ البلاد، الغزوات التي تعرضت لها، وما أن تنتهي الجولة، حتى تبدأ جولة أخرى في الحدائق المحيطة. جنة من الأشجار والزهور، لا يمكن تصورها.
أما في قلعة مالاهايد الواقعة شمال مدينة دبلن، وقلعة صخرة كاشيل، فاستعد عزيزي الزائر للغوص في التاريخ الإيرلندي القديم.
معالم وحكايات
جغرافية دبلن ومرور نهر ليفي في منتصفها زادها جمالاً وتألقاً. يقسم نهر ليفي المدينة إلى نصفين، ويعد المشي على طول ضفة النهر من أكثر الأشياء متعة. وإن كنت من محبي المغامرات، فيمكن استئجار قارب والتنزه داخل النهر لاكتشاف جمال المدينة.
وللانتقال بين شطري المدينة، أي بين منطقتي ساينت كابل وأوكونيل، يقصد السائح جسر ليفي أو جسر هابيني، والذي يعتبر واحداً من أجمل الجسور في المدينة. تم بناؤه في القرن الثامن عشر.
أضف إلى ذلك، تضم دبلن معالم طبيعية أخرى ساحرة، أبرزها منحدرات موهير، الواقعة غرب البلاد، وتمتاز هذه المنطقة بمناظر طبيعية ساحرة تنتهي بانحدار يصل في بعض المناطق إلى أكثر من 650 قدماً ويصل مباشرة إلى المحيط الأطلسي.
تسوق وحدائق للحيوان
تمتاز دبلن بشوارعها وأسواقها، التي تقود السائح لاختيار ما يناسبه من هدايا تذكارية، ثياب تقليدية، والكثير من البضائع الحرفية.
يقصد السائح سوق غراند سوشيال، حيث يقدم الباعة أنواعاً مختلفة من البضائع الحرفية المصنوعة يدوياً تحاكي جميع الأذواق والميزانيات.
كما تنتشر في الأسواق التقليدية الكثير من المطاعم والحانات التي تقدم أطباقاً تقليدية، كالسجق والبطاطا، وشطائر التفاح.
وللأطفال أيضاً حصتهم من المرح في دبلن، ما رأيكم بزيارة حديقة حيوانات دبلن؟ تعتبر الحديقة من أهم الحدائق في أوروبا الخاصة بتربية الحيوانات والاهتمام بها.
تتميز الحديقة بتقسيماتها وتنوعها البيولوجي، فهناك أجزاء ذات طابع أفريقي، وأخرى ذات طابع أوروبي، يقضي الأطفال فيها أوقاتاً رائعة برفقة الحيوانات والطيور، كما تضم سلسلة من المطاعم ومراكز التسلية.
تكاليف زيارة دبلن
تعتمد دبلن بشكل رئيسي على قطاع السياحة، وبحسب المجلس العالمي للسفر والسياحة، فإن دبلن تحقق أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي للدولة في قطاع السياحة والسفر وتعتمد بدرجة كبيرة على الزوار الدوليين. وبحسب المجلس، فإن قطاع السياحة والسفر في دبلن يساهم بنحو 59.1% من إجمالي الناتج المحلي.
وتعمل السلطات المحلية في دبلن على تسهيل الإجراءات السياحية، عن طريق خفض التكاليف، وإقامة المهرجانات، وغيرها من الأمور اللوجستية لجذب أكبر عدد ممكن من السياح. ربما تسأل عن التكاليف المادية لبدء مغامرة جديدة، إليك بعض الأرقام التي تساعدك في زيارتك مدينة المغامرات دبلن.
تشير أرقام مواقع الحجوزات الإلكترونية، كـ"بوكينغ.كوم"، و"تريفاغو"، إلا أن متوسط الإقامة في الليلة الواحدة في دبلن، أو في مناطق محيطة بها، يتراوح بين 70 دولاراً و350 دولاراً، تبعاً لعدد نجوم الفندق، فالفنادق المصنفة 5 نجوم، يتراوح سعر الإقامة الليلية بين 140 و350 دولاراً، فيما تنخفض في الفنادق ذات أربعة نجوم، وتتراوح بين 90 و140 دولاراً، وتنخفض في الفنادق ذات ثلاثة نجوم، لتتراوح بين 40 و80 دولاراً، شاملة وجبة الفطور.
وتتميز دبلن بانتشار بيوت الشباب، أو الفنادق البسيطة، والتي تتميز بجودة عالية، لكن أسعارها رخيصة نسبيا، إذ يمكن قضاء ليلة بنحو 20 دولاراً تقريباً.
بعيداً عن اسعار الإقامة في دبلن، يحتاج السائح معرفة التكاليف اليومية، من مأكل ومشرب، وهنا يمكن أن يجد عدة خيارات أمامه، وبحسب موقع numbeo المتخصص بالتكاليف المعيشية، فإن سعر الوجبة الواحدة في المطاعم تتراوح بين 15 و20 دولاراً، أي بمعدل 17 دولاراً تقريباً، إلا أن أسعار السندويشات بطبيعة الحال ليست مرتفعة، ويمكن شراء سندويش بسعر يبدأ من 5 دولارات.
وفي حال قررت عزيزي السائح، تناول كوب من القهوة، أو الشاي، فإن الأسعار لا تتعدى ثلاثة دولارات، ما يعني أن التكاليف اليومية في دبلن، لن تتخطى ثلاثين دولاراً كأقصى حد، خاصة وأن أسعار الحافلات العامة ليست مرتفعة، وهي تربط أجزاء المدينة ببعضها البعض، وإن قررت أن تستقل سيارة أجرة خاصة، عليك الانتباه إلى أن كل كيلومتراً تقطعه السيارة يكلف نحو دولار و34 سنتاً.
وننصحك عزيزي السائح، بضرورة الحجز مبكراً للحصول على تذكرة سفر بسعر مناسب، خاصة وأن الاسعار تشهد بعض الارتفاعات خلال فصل الصيف، حيث يرتفع عدد السياح الوافدين، ولكن بمجرد الحجز قبل أسبوع أو أسبوعين من موعد الرحلة، ستحظى بسعر مناسب.