لا يبدو الطريق ممهداً أمام القيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، للوصول إلى الرئاسة الفلسطينية، على الرغم من الدعم الذي يحظى به من دول إقليمية، واستمرار الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإجراء مصالحة معه، ومعهما الرغبة الإسرائيلية في استبدال عباس بدحلان.
في هذا السياق، يبدو دحلان غير مهيأ للوصول إلى سدة الرئاسة في السلطة الفلسطينية، فهو لا يملك برنامجاً وطنياً، ولا يستند إلى قاعدة شعبية واضحة وقوية، وقاعدته تضمّ حتى الآن كل المستفيدين منه مادياً، وليست نابعة من أفكاره ومعتقداته ومشاريعه.
والعقبة التي تواجه دحلان أيضاً في الوصول إلى الرئاسة الفلسطينية تكمن في رفض التيار الوطني والإسلامي الجارف لدحلان وسياساته، داخلياً وخارجياً، والذي بدا واضحاً من تدخلاته التخريبية في المنطقة العربية. وعلى الرغم من تحفّظ أنصار هذا التيار على إعلان موقف حتى الآن، إلا أنّ الكواليس تكشف أنّ لا أحد من الفصائل الفلسطينية، مستعد لدعم دحلان في الوصول إلى الرئاسة.
وقد طفت على السطح قضية دحلان، مع ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية من أنّ تعيين أفيغدور ليبرمان وزيراً للأمن في حكومة بنيامين نتنياهو، سيُسهّل طريق "صديقه" دحلان في الوصول إلى الرئاسة، في ظلّ الغضب الإسرائيلي من عباس. ويتزامن ذلك مع ما كشفه الصحافي البريطاني، ديفيد هيرست، في تقرير نشره موقع "ميديل إيست أي" البريطاني، من أنّ "الإمارات ومصر والأردن تخطط لمرحلة ما بعد عباس، وتمهّد الطريق، وفق خطط سرية، لدحلان".
ويلفت هيرست الخبير في قضايا الشرق الأوسط، إلى أن "الإمارات قامت بالفعل بإجراء اتصالات مع إسرائيل، للوصول إلى اتفاق ووضع استراتيجية وتثبيت دحلان، بعد رحيل محمود عباس، وبمجرد التوصل إلى اتفاق، سيتم إعلام السعودية بالاتفاق النهائي".
اقــرأ أيضاً
ويشير رباح إلى أنّ "تكرار الحديث عن ضغوط يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ودولة الإمارات مجرد شائعات، مرتبطة بزيارة عباس للقاهرة بشكل دائم، على الرغم من استمرار إغلاق هذا الملف بشكل كلي". ويوضح أنّ "ملف دحلان لا يمكن حلّه إلا من خلال برنامج حركة فتح الداخلي، والقوانين التي تحكم الحركة، بعيداً عن الضغوط أو التدخلات العربية لإعادة دحلان إلى الحركة مجدداً، بعد فصله منها قبل سنوات عدة".
في هذا السياق، يرى مدير مركز "أبحاث المستقبل" بغزة، إبراهيم المدهون، في حديث إلى "العربي الجديد"، أنّ "الرئيس عباس لن يسمح بإعادة دحلان للمشهد الفلسطيني الرسمي خلال الفترة المقبلة، وسيعمل جاهداً على رفض كل الضغوط التي تبذلها مصر والإمارات لإعادة الأخير للساحة السياسية".
ويضيف المدهون أنّ "هناك رفضاً داخلياً في أروقة حركة فتح والسلطة الفلسطينية لإعادة القيادي المفصول دحلان للحركة، وتولّيه أي منصب خشية من انتقامه وقيامه بتنفيذ أجنداته الخاصة"، مشيراً إلى أنّ "عباس يدرك جيداً أنّ عودة دحلان للمشهد السياسي الفلسطيني يعني خروج عباس منه بشكل نهائي".
ويوضح المدهون أنّ "شعرة معاوية بين عباس ودحلان انقطعت بشكل نهائي، في ظلّ عدم تقبّل فكرة إعادة دحلان لحركة فتح أو منظمة التحرير الفلسطينية، مع وجود طموحات لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، بخلافة عباس بالإضافة لطموحات الأسير مروان البرغوثي".
وينبه إلى أنّ "هناك حالة من الرفض الواسع داخل أروقة القيادة في فتح بالضفة الغربية لدحلان، بالإضافة إلى الإعلاميين، وغيرهم من دوائر صنع القرار، فضلاً عن المؤسسة الأمنية التي يترأسها رئيس جهاز الاستخبارات العامة ماجد فرج، المقرّب جداً من عباس".
ويبينّ المدهون أنّ "سمعة دحلان التي عمل على تشويهها بنفسه، تجعله غير مقبول في الشارع الفلسطيني، خصوصاً بعد اتهامه بالوقوف وراء اغتيال القائد العام لكتائب القسام ذراع حركة حماس العسكرية صلاح شحادة، وتورّطه في علاقات مع شخصيات إسرائيلية، والفساد المالي الذي اتهم به".
ويشدّد المدهون على أنّ "وصول ليبرمان إلى منصبه الوزاري، وهو يُعدّ أحد أصدقاء دحلان، لن يؤثر كثيراً في فرص الأخير للعودة إلى المشهد، بفعل الخشية الإسرائيلية من انفلات الأوضاع الأمنية نظراً لرفض القيادات الأمنية الفلسطينية عودته".
من جهته، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، حاتم أبو زايدة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك نظرة عربية تجاه السلطة الفلسطينية تقوم على إعادة دحلان إلى المشهد الفلسطيني المحلي، من قبل الإمارات والأردن ومصر، بالإضافة إلى أطراف أخرى لخلافة عباس".
ويقول أبو زايدة إنّ "هذه الأطراف تريد إعادة دمج دحلان في حركة فتح والسلطة الفلسطينية، والعمل على توحيد حركة فتح في ظلّ سيطرة دحلان على الحركة بشكل كبير في غزة، ثم الانتقال لتشكيل حكومة وحدة وطنية لتمرير مشروع سياسي معين".
ويضيف أنّ "رفض عباس المستمر لعودة دحلان مرتبط باعتقاده وجود أجندات خارجية ومخططات خاصة للأخير، بالإضافة إلى خشية عباس من مصير الراحل ياسر عرفات، حينما جرى فرضه عليه من قبل مختلف الأطراف كي يكون رئيساً للوزراء".
في هذا السياق، يبدو دحلان غير مهيأ للوصول إلى سدة الرئاسة في السلطة الفلسطينية، فهو لا يملك برنامجاً وطنياً، ولا يستند إلى قاعدة شعبية واضحة وقوية، وقاعدته تضمّ حتى الآن كل المستفيدين منه مادياً، وليست نابعة من أفكاره ومعتقداته ومشاريعه.
وقد طفت على السطح قضية دحلان، مع ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية من أنّ تعيين أفيغدور ليبرمان وزيراً للأمن في حكومة بنيامين نتنياهو، سيُسهّل طريق "صديقه" دحلان في الوصول إلى الرئاسة، في ظلّ الغضب الإسرائيلي من عباس. ويتزامن ذلك مع ما كشفه الصحافي البريطاني، ديفيد هيرست، في تقرير نشره موقع "ميديل إيست أي" البريطاني، من أنّ "الإمارات ومصر والأردن تخطط لمرحلة ما بعد عباس، وتمهّد الطريق، وفق خطط سرية، لدحلان".
ويلفت هيرست الخبير في قضايا الشرق الأوسط، إلى أن "الإمارات قامت بالفعل بإجراء اتصالات مع إسرائيل، للوصول إلى اتفاق ووضع استراتيجية وتثبيت دحلان، بعد رحيل محمود عباس، وبمجرد التوصل إلى اتفاق، سيتم إعلام السعودية بالاتفاق النهائي".
أما الضغوط على عباس للمصالحة مع دحلان فتبدو عبثية حتى الآن، وحتى لو نجحت، وهذا مستبعد كثيراً من جهة الرئيس الفلسطيني، فإنّ القاعدة الفتحاوية لا ترغب في دحلان رئيساً، ولا بعودته مسؤولاً حركياً، في ظلّ الاتهامات الموجهة إليه بتدمير بنية الحركة الداخلية. وهو ما يؤكده القيادي في حركة "فتح"، يحيي رباح، في حديثه إلى "العربي الجديد"، إذ قال إنه "من غير المقبول إعادة دحلان إلى المشهد السياسي الفلسطيني بهذه الطريقة، عبر سلسلة من الضغوط التي يقوم بها عدد من الدول العربية، في ظل وجود نظام داخلي يحكم الحركة".
ويشير رباح إلى أنّ "تكرار الحديث عن ضغوط يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ودولة الإمارات مجرد شائعات، مرتبطة بزيارة عباس للقاهرة بشكل دائم، على الرغم من استمرار إغلاق هذا الملف بشكل كلي". ويوضح أنّ "ملف دحلان لا يمكن حلّه إلا من خلال برنامج حركة فتح الداخلي، والقوانين التي تحكم الحركة، بعيداً عن الضغوط أو التدخلات العربية لإعادة دحلان إلى الحركة مجدداً، بعد فصله منها قبل سنوات عدة".
في هذا السياق، يرى مدير مركز "أبحاث المستقبل" بغزة، إبراهيم المدهون، في حديث إلى "العربي الجديد"، أنّ "الرئيس عباس لن يسمح بإعادة دحلان للمشهد الفلسطيني الرسمي خلال الفترة المقبلة، وسيعمل جاهداً على رفض كل الضغوط التي تبذلها مصر والإمارات لإعادة الأخير للساحة السياسية".
ويضيف المدهون أنّ "هناك رفضاً داخلياً في أروقة حركة فتح والسلطة الفلسطينية لإعادة القيادي المفصول دحلان للحركة، وتولّيه أي منصب خشية من انتقامه وقيامه بتنفيذ أجنداته الخاصة"، مشيراً إلى أنّ "عباس يدرك جيداً أنّ عودة دحلان للمشهد السياسي الفلسطيني يعني خروج عباس منه بشكل نهائي".
ويوضح المدهون أنّ "شعرة معاوية بين عباس ودحلان انقطعت بشكل نهائي، في ظلّ عدم تقبّل فكرة إعادة دحلان لحركة فتح أو منظمة التحرير الفلسطينية، مع وجود طموحات لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، بخلافة عباس بالإضافة لطموحات الأسير مروان البرغوثي".
وينبه إلى أنّ "هناك حالة من الرفض الواسع داخل أروقة القيادة في فتح بالضفة الغربية لدحلان، بالإضافة إلى الإعلاميين، وغيرهم من دوائر صنع القرار، فضلاً عن المؤسسة الأمنية التي يترأسها رئيس جهاز الاستخبارات العامة ماجد فرج، المقرّب جداً من عباس".
ويشدّد المدهون على أنّ "وصول ليبرمان إلى منصبه الوزاري، وهو يُعدّ أحد أصدقاء دحلان، لن يؤثر كثيراً في فرص الأخير للعودة إلى المشهد، بفعل الخشية الإسرائيلية من انفلات الأوضاع الأمنية نظراً لرفض القيادات الأمنية الفلسطينية عودته".
من جهته، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، حاتم أبو زايدة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك نظرة عربية تجاه السلطة الفلسطينية تقوم على إعادة دحلان إلى المشهد الفلسطيني المحلي، من قبل الإمارات والأردن ومصر، بالإضافة إلى أطراف أخرى لخلافة عباس".
ويقول أبو زايدة إنّ "هذه الأطراف تريد إعادة دمج دحلان في حركة فتح والسلطة الفلسطينية، والعمل على توحيد حركة فتح في ظلّ سيطرة دحلان على الحركة بشكل كبير في غزة، ثم الانتقال لتشكيل حكومة وحدة وطنية لتمرير مشروع سياسي معين".
ويضيف أنّ "رفض عباس المستمر لعودة دحلان مرتبط باعتقاده وجود أجندات خارجية ومخططات خاصة للأخير، بالإضافة إلى خشية عباس من مصير الراحل ياسر عرفات، حينما جرى فرضه عليه من قبل مختلف الأطراف كي يكون رئيساً للوزراء".