علم "العربي الجديد"، أن مسؤولين سعوديين، تدخلوا الأحد الماضي، في اللحظات الأخيرة، لمنع تفجّر أزمة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والسلطات المصرية، خلال حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقالت المصادر إن القيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، كان من ضمن الشخصيات التي ستحضر حفل التنصيب كمستشار لولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، وهو ما أثار استياء الرئيس الفلسطيني محمود عباس المشارك في مراسم التنصيب.
وبحسب المصادر، طلب عباس من رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، محمد التهامي، التدخل لمنع حضور دحلان الحفل، وإلا سينسحب ويعود إلى رام الله، فطلب التهامي بعض الوقت للتدخل، وبعد أربع ساعات جاء الرد سلبياً، ومفاده أن السيسي مُصرٌّ على حضور دحلان.
وتتابع المصادر أن عباس، الذي حضر قبل يومين من حفل التنصيب إلى القاهرة، انزعج بشدة من الأمر، وكان ينوي عدم حضور المراسم، لولا تدخل مسؤول سعودي رفيع المستوى لدى السيسي، للحؤول دون حضور دحلان الاحتفال.
ثم اقتنع السيسي بوجهة نظر السعوديين بأنه لا داعي لحضور دحلان الحفل، لكن ذلك أزعج ولي عهد أبو ظبي، الذي أعرب عن استغرابه إزاء الحادثة، فاستبق السيسي الأمر بدعوة محمد بن زايد ودحلان إلى منزله، في جلسة خاصة ليل السبت/ الأحد.
لم تنتهِ القصة عند هذا الحد، وفق مصادر "العربي الجديد"؛ فعند التنصيب، ظهرت مصافحة السيسي لعباس فاترة بوضوح، ما أزعج الفلسطينيين مجدداً، وهو ما أدّى إلى إلغاء لقاء كان يفترض أن يتم بين الرئيسين الفلسطيني والمصري، يوم الاثنين الماضي، على أثر التوتر الذي نتج عن الخلاف السابق.
وكان السيسي، قد طالب عباس، عقب انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013، بإجراء مصالحة مع دحلان "بدلاً من التركيز على مستقبل العلاقة مع حركة حماس، والمصالحة معها"، في ظل التوتر بين القاهرة والحركة عقب عزل الرئيس محمد مرسي.
وفي حينها، رفض عباس هذا الطلب، وأصرّ على القول إنه لا خلاف شخصي مع دحلان، وإن دحلان "أصبح مسؤولاً إماراتياً" بعد فصله من حركة "فتح"، ولا علاقة له بالحركة الفلسطينية. آنذاك، اختُتم اجتماع السيسي وعباس بعد عشر دقائق فقط من بدئه، على غير العادة، وفي أجواء مشحونة.