دخل "ساهر" البالغ أكثر من8 مليارات ريال يغضب السعوديين

06 يوليو 2015
الهدف ضبط السرعة وجني الأموال (العربي الجديد)
+ الخط -



للمرة الرابعة، خلال أقل من شهرين، عاد نظام الرصد الآلي للمخالفات المرورية "ساهر" ليثير الجدل في السعودية.

بعد سلسلة من الفتاوى المتناقضة حول شرعية التحذير منه، أشعل رجل الأعمال، صالح كامل، الشارع السعودي، عندما وصف السائقين الذين ينبهون بعضهم بعضاً من الكاميرات بالغشاشين.

كما أثار خطاباً تم تسريبه من الشركة المشغلة للكاميرات، والتي أرسلته لإدارة المرور، سخط السعوديين بسبب اللغة التجارية التي استخدمتها الشركة، واصفةً فيها الغرامات التي تفرضها على السائقين بالدخل والأرباح.

واعتبر مختصون التسريب دليلاً على أن الهدف من "ساهر" هو جبي الأموال لا التقليل من السرعة، خصوصاً وأن الشركة كانت تطلب من إدارة المرور "زيادة السيارات المزودة بالكاميرات، بدلاً من الكاميرات الثابتة، لأن الدخل الذي تجنيه السيارات أكبر".

كما كانت الشركة تشتكي من "تراجع دخل النظام، أخيراً، وزيادة دخل الكاميرات المتحركة"،  وقوّى هذا الاتهام تصريحات كامل التي قال فيها، إن الهدف من وضع الكاميرات هو "صيد المخالفين، وليس التحذير من السرعة"، غير أن أكثر ما أثار الجدل، هو تصريحه بأن "السائقين مع وجود كاميرات ساهر يتساعدون على الغش".


هذا التصريح دفع الداعية وإمام الحرم المكي الشريف السابق، الشيخ عادل الكلباني، للرد عليه قائلاً "يعني هو يغش وما يبي غيره يغش". ومع أن الكلباني لم يوضح ماذا يقصد بالغش، إلا أنه عبر عن سخط السعوديين من النظام بعد أن كشفت تقارير مرورية أن كاميرات "ساهر" جنت أكثر من 8 مليارات ري،ال في العام الماضي، وبحسب إدارة المرور السعودية، رصدت كاميرات "ساهر" أكثر من 9 ملايين مخالفة في العام الماضي 2014.

وتدافع إدارة المرور عن نظام "ساهر" الذي لا يلاقي ترحيباً من قبل المواطنين، مؤكدةً، أنّه أكثر من مجرد رصد للمخالفات المرورية، وشددت على أن "الإحصائيات الرسمية تؤكد، أن هناك انخفاضاً في أعداد حالات الوفاة والإصابات في الحوادث المرورية في أماكن تواجد أجهزة الرصد الآلي".

ومنذ أربع سنوات ونظام "ساهر" يثير الكثير من الجدل في السعودية، بسبب طريقة تخفي الكاميرات، والتي تحوّل الهدف منها إلى صيد المخالفات لا التحذير من السرعة، وهي أمور كانت محل انتقاد كثير من الإعلاميين والدعاة.

ويلجأ كثير من السعوديين للتحايل على الكاميرات بطمس بعض أرقام اللوحات، ولكن الأكثر تداولاً هو "تنبيه الآخرين بتشغيل الأضواء الخلفية للمركبات"، الأمر الذي أثار جدلاً بين رجال الدين، فقد أكد عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ محمد المختار الشنقيطي، أن تنبيه السائق من وجود كاميرات ساهر مستحب "لما فيه من شفقة على المسلم وماله"، لا إعانة له على السرعة والتهور.

وتتفق هذه الفتوى مع فتاوى رسمية، أكد فيها المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، أنّ "التنبيه من كاميرات ساهر لا مانع منه"، وأيضاً مع فتوى صريحة لعضو هيئة كبار العلماء، الشيخ سعد الخثلان، الذي اعتبر التنبيه من "ساهر" نوعاً من "التعاون على البر والتقوى ولا شبهة فيه". ولكن تتناقض فتوى أطلقها عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور علي الحكمي، قبل نحو الشهر، مع ما سبق، أكد فيها أن "المارة إذا كانوا ينبهون بعضهم بعضاً خشية الوقوع في المخالفة، ومن ثم معاودة السرعة، فهذا تعاون على الباطل لا يجوز شرعاً".

اقرأ أيضاً: تحريم التنبيه من نظام المراقبة "ساهر" يثير جدلاً بالسعودية