وأثارت قضية الطفل إبراهيم صالح، المصاب بـ"فتق مختنق أسفل البطن"، الرأي العام، بعد أن عمم ناشطون وسماً على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان: (#ادخلوا_طفل_الركبان) للمطالبة بإدخاله، وضرورة إعادة النظر في حظر دخول منظمات الإغاثة الأممية إلى المخيم.
وأعلنت القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي)، أنها أدخلت الطفل عقب التوصل إليه إثر نتائج التحرّي الذي قام به فريق متخصص أوفدته القوات المسلحة.
وقال بيان صادر عن القوات المسلحة: "إنها لم تتعامل مع هذه الحالة في وقت سابق، لعدم ورود أي معلومة حولها، وغياب تواصل أي جهة رسمية أو منظمة حقوقية أو عالمية متخصصة بشأنها"، مشددا على الاستمرار في القيام بالواجب الإنساني الذي اتخذته القوات المسلحة على عاتقها منذ اليوم الأول الذي عبر فيه اللاجئون إلى الأردن.
وأغلق الأردن حدوده مع سورية، في 21 يونيو/حزيران الماضي، بعد تعرض نقطة عسكرية قريبة من مخيم الركبان لتفجير انتحاري أدى إلى مقتل سبعة عسكريين أردنيين. ومنذ ذلك التاريخ مُنع على منظمات الإغاثة العمل داخله بالإضافة إلى مخيم الحدلات.
ووثّق الناشطون بالفيديو لحظة دخول الطفل وعائلته إلى الأراضي الأردنية، ووجّه والد الطفل الشكر للحكومة الأردنية على قرارها الذي يساهم- بحسبه- في إنقاذ حياة طفله، فيما دعا ناشطون في مجلس عشائر تدمر والبادية إلى أن يكون السماح بدخول الطفل بداية لإعادة النظر في السياسة المتبعة في التعامل مع المخيم.
وأثيرت قضية الطفل قبل نحو أسبوعين. وكان الجيش الأردني نفى، قبل أربعة أيام، في بيان رسمي "ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، من أنَّ قوات حرس الحدود منعت إدخال طفل من مخيم الركبان إلى الأردن للعلاج"، مؤكدا في بيان صادر حينها "عدم التأكد من أنّ الصور تعود للطفل في مخيم الركبان أم لا، لأنه ليس هناك ما يشير إلى ذلك".
وتعد هذه المرة الثانية التي تُدخل فيها السلطات الأردنية لاجئين سوريين منذ الهجوم الإرهابي، حيث أدخلت نهاية الشهر الماضي 20 لاجئا أصيبوا بقصف روسي قرب الحدود الأردنية.
وحذّرت منظّمة "أطبّاء بلا حدود"، قبل يومين، من انتشار الأمراض المعدية بين اللاجئين، الذين يتوزّعون على مخيّمين حدوديّين هما الركبان والحدلات، والذين يبلغ عددهم نحو 75 ألف لاجئ. وأشارت إلى تسجيل إصابة 30 شخصاً بينهم باليرقان، بالإضافة إلى إصابة بعض اللاجئين بالإسهال وأمراض في الجهاز التنفسي.
ووفقا لإحصائيات المكتب الإعلامي لمجلس عشائر تدمر والبادية، فقد سُجلت ثماني وفيات بين الأطفال منذ بداية أغسطس/آب الجاري نتيجة إصابتهم باليرقان، يضافون إلى 11 طفلاً آخرين تُوفّوا خلال يوليو/تموز الماضي، من دون أن تؤكد جهات مستقلة تلك الإحصائيات.