كثفت قوات النظام السوري هجماتها العسكرية على بلدات وقرى "مثلث الموت" حيث التقاء أرياف دمشق بـالقنيطرة ودرعا جنوبي البلاد، بينما تتواصل المعارك بينها وبين الفصائل المعارضة في مناطق قريبة لا سيما حول تل الحارة الإستراتيجي.
وكثفت قوات النظام هجماتها البرية وضرباتها الجوية والمدفعية في بلداتٍ وقرى "مثلث الموت"، مع تعثر بسط نفوذها في بعض المناطق عبر مفاوضات التهجير المعروفة بـ"اتفاقات المصالحة".
وتشهد بلدات وقرى: عقربا والمال وتل المال وتل الحارة، بريف درعا الشمالي الغربي، قصفاً مكثفاً بالطيران الحربي والمروحي والمدفعية، من قبل قوات النظام.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اليوم الإثنين، إنّه وثّق شنّ قوات النظام أكثر من 228 غارة في منطقة "مثلث الموت"، منذ صباح أمس الأحد، مشيراً إلى أنّ الضربات طاولت في معظمها تلة الحارة وتل مسحرة.
وتواصل قوات النظام، بحسب المرصد، قصفها الصاروخي على المنطقة، إذ ارتفع إلى أكثر من 1040 عدد القذائف المدفعية والصاروخية التي استهدفت المنطقة، منذ الصباح.
وكان الجنوب السوري الذي يضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، يشهد وقفاً لإطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطن وعمان، منذ يوليو/تموز الماضي، بعدما أُدرجت المنطقة في محادثات أستانة برعاية روسية وإيرانية وتركية، كإحدى مناطق "خفض التصعيد" الأربع في سورية.
وفي السياق، قالت وسائل إعلامٍ موالية للنظام، إنّ قواته التي فتحت عدة محاور قتال شمال غربي درعا، أحرزت تقدماً في بلدة الطيحة، التي تقع شمالي تل الحارة بنحو عشرة كيلومترات.
وواصلت قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، قصفها المدفعي والجوي المُكثف، في منطقة تل الحارة وبعض القرى المُحيطة بها، شمال غربي درعا.
وسُجل خلال ساعات الليل، وصباح اليوم، تواصل القصف العنيف، الذي يأتي عقب رفض بعض الفصائل المعارضة هناك، تسليمها لتل الحارة، وسط حديث مصادر النظام، عن إحرازه تقدماً ميدانياً في منطقة الطيحة.
وتخوض قوات النظام أيضاً معارك عنيفة، بينما تسعى للسيطرة على منطقة تل الحارة، التي تسيطر عليها حالياً فصائل معارضة، وتعتبرها أهم ورقةٍ بيدها، في وجه أي اتفاقٍ يحاول المفاوض الروسي فرضه عليها.
وتل الحارة هو التل الأكثر ارتفاعاً في شمال درعا، إذ يمنح ارتفاعه الجهة المُسيطرة عليه السيطرة نارياً، على معظم مناطق الريف الشمالي الغربي في درعا.
وتشنّ قوات النظام السوري، منذ 19 يونيو/حزيران الماضي، عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا جنوبي سورية، انضمّت إليها حليفتها روسيا، وحققت بفضلها تقدماً سريعاً على حساب الفصائل المعارضة، وأجبرت عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار من بلداتهم وقراهم.