دعاة افتراضيون في لبنان: "عيشها صح"

في مقر العمل يستعرض الشاب أحمد علي حلقة اليوم من برنامجه"#عيشها_صح". يتواصل مع أصدقائه لإعلامهم بموعد النشر كي يشاركوها. حققت الحلقة أربعة آلاف مشاهدة، وهو رقم جيد بنظر أحمد. 
ويشير أحمد في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن الفكرة انطلقت من"رغبة في تقديم برنامج تلفزيوني، وضرورة التواصل مع الشباب المسلم وتقريبه إلى الطاعات خلال شهر رمضان".

يظهر أحمد في بداية الحلقة ـ المصورة بكاميرتين احترافيتين ـ ليخبر المشاهدين عن "أهمية معالجة المشاكل الحياتية بطريقة إسلامية". بعدها تتحوّل الحلقة إلى "اسكتش" يستعرض ثلاثة نماذج لفتيات محجبات وهن يتعاملن مع: نادل في مطعم، موظف في محطة محروقات، ومعلم "صحية". ويبيّن أحمد في نهاية الحلقة "ضرورة التعامل مع الناس باحترام وإيفائهم حقوقهم المادية". وهذا هو مفهوم "الشكر". ولخدمة الفكرة، موّل أحمد تصوير الحلقات التسع، واستعان بمخرج شاب لتصوير العمل.
في المقابل، قرر الناشط صلاح الدين منقارة الانطلاق بإمكانات بسيطة مستخدماً كاميرا هاتفه المحمول، وإيصال "الرسالة" من خلال سلسلة حلقات أسبوعية تحت عنوان "قبسات مشرقة". ويقول منقارة في حديث لـ"العربي الجديد" إنه يستعرض "شخصيات إسلامية قديمة ومعاصرة بعيداً عن أسلوب المحاضرات التقليدي، مستفيداً من عدد كبير من الأصدقاء على موقع فيسبوك".
يجلس منقارة على كنبة المنزل ويصوّره صديقه محدّثاً المشاهدين عن "الصحابي جُلَيبيب، مستعيناً بالمراجع التاريخية وأقوال العلماء".
وإلى جانب المبادرات الفريدة، تقدّم إذاعة "طريق الارتقاء" السلفية في طرابلس شمالي لبنان سلسلة حلقات إذاعية يُعاد نشرها عبر موقع "يوتيوب" تحت عنوان "دبابيس". يشير الموظف في الإذاعة بلال مواس إلى "أن الحلقات تبثّ بعد عرضها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون حافزاً للجمهور، تقدّم له نصائح وتوجيهات لطيفة ذات محتوى ديني، بلغة عامية، مفهومة".
ويستعرض المواس في إحدى الحلقات ظاهرة "رمضان والإنترنت"، مقدماً نصائح مشجّعة للمستمعين: "وقتك مبارك ليش تقتل نهارك؟ تارك العبادة والصوم، ومقضاها نت ونوم ...".
كما أطلقت جمعية "الإرشاد والإصلاح" الخيرية حملة تحت عنوان "#اختر_رمضانك_صح" لمواكبة النشاطات التقليدية إلكترونياً. تشير مسؤولة المكتب الإعلامي في الجمعية جنان منيمنة إلى "اعتماد سبعة نشاطات تفاعلية مع جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، كاستقبال فيديو يحمل شعار الحملة من مختلف أرجاء العالم، ومسابقة تصوير، وأخرى للصغار تتم كلها عبر موقع فيسبوك".
بين تقليدية البرامج التلفزيونية الدعوية وإمكاناتها الإنتاجية الكبيرة، يبدو صعباً على حلقات "الدعاة الجدد" المنافسة. لكنها تشكّل محطة أولى لتطوير الأفكار والإنتاج للوصول إلى كل مستخدم لمواقع التواصل.