الطرق التقليدية في الزراعة وتربية الحيوانات، ما زالت هي الأكثر رواجاً في اليمن، ما يسبب تراجعاً في الإنتاج ويسمح بانتشار بعض الأمراض.
ظروف وعوامل مختلفة تجعل من إنتاج الفلاح حسن قديمي ضعيفاً، منها ما هو متعلق بعدم توفر بعض الأدوات التي عادة ما يستخدمها الفلاحون لزيادة الإنتاج أو جهله بالأساليب المثالية والحديثة. يؤكد قديمي لـ"العربي الجديد" أنّه ما زال يستخدم أدوات وأساليب ورثها عن والده المتوفي في حرث الأرض وريّها لكنّها اليوم غير مجدية. يفسر: "نستخدم على سبيل المثال طريقة الغمر لريّ الأرض فنحن نعتمد منذ القِدم على الآبار الجوفية التي توفر لنا المياه، لكنّها لم تعد نافعة إذ تضاءلت المياه بشكل كبير. وبسبب شح المياه، بات المحصول النهائي من الذرة والطماطم وغيرها من الخضار والفواكه قليلاً جداً وبالكاد يكفي أسرنا في بعض الأحيان".
يشير إلى أنّ بعض المنظمات الدولية قدمت لفلاحين في المنطقة مساعدات متمثلة بأنابيب
تساعدهم في توفير المياه والريّ بالتقطير، وهو ما أدى إلى مضاعفة المحاصيل لديهم. يحاول قديمي من جهته البحث عن منظمة تساعده في ذلك.
وفقاً لتقارير رسمية يمنية، فإنّ 70 في المائة من السكان يعيشون في الريف، كما أنّ 50 في المائة من اليد العاملة على مستوى البلاد تعمل في الزراعة والنسبة الأكبر منها من النساء، فالمرأة ترى في هذا العمل في الحقول التابعة للأسرة امتداداً لعملها المنزلي.
اقــرأ أيضاً
تقدم بعض المنظمات الدولية دعماً لسكان الأرياف ليبقوا قادرين على توفير ما يساعدهم على العيش في ظل استمرار الحرب وتفاقم الوضع الإنساني. وفي السياق، استفادت فاطمة مرعي من الدورات التدريبية المقدمة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالتعاون مع عدد من المنظمات المحلية في محافظة الحديدة (غرب). تقول لـ"العربي الجديد": "أشارك أفراد أسرتي زراعة ما نملكه من أرض، وتقع عليّ مسؤولية تربية المواشي وقد تلقيت دورة تدريبية في إدارة المشاريع الصغيرة وتربية الأبقار وإنتاج الألبان ومشتقاتها". تشير إلى أنّها حصلت على منحة مالية لتمويل مشروع صغير في مجال تربية المواشي وزيادة إنتاج الحليب: "كان الدعم مشجعاً وساعد في تحسين ظروفي بعدما كنت أعتمد طرقاً بدائية في جمع الحليب وتربية المواشي ولم يكن هناك عائد مادي كبير، فقد كان الإنتاج قليلاً جداً. وما أنتجه اليوم بات أكثر سلامة لأنّ الدورة عززت فهمي للأساليب اللازمة من أجل الحصول على منتج نظيف وخالٍ من الأمراض". تضيف: "قدم لي البرنامج معدات لجمع الحليب منها براميل بسعات مختلفة وخضاضات حليب وعبوات يود لتعقيم ضروع الأبقار، بالإضافة إلى أدوات لتصنيع الحليب تتكون من قدر مع المغرفة ومصاف ودلاء وغيرها".
الفلاح محمد أبكر أطلق مشروعه الخاص بتربية النحل بعد حصوله على تمويل من إحدى المنظمات العاملة في دعم المزارعين بمحافظة حجة في إطار مشروع تعزيز الصمود في المناطق الريفية. يقول لـ"العربي الجديد": "بدأت المشروع من الصفر، بعدما تلقيت دورة تدريبة حول إدارة المشاريع الصغيرة. وها أنا اليوم أعمل في تربية النحل وإنتاج العسل بطرق حديثة". يشير إلى أنّ الدورة أكسبته الخبرة الكافية إلى جانب المال والأدوات حتى أصبح قادراً على إدارة مشروعه بنفسه.
اقــرأ أيضاً
ينفذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالتعاون مع عدد من المنظمات المحلية أنشطة تستهدف صغار الفلاحين في الأرياف، والفئات الأشد فقراً، بهدف رفع مستوى معيشتهم وتحسين ظروفهم الاقتصادية. في السياق، تقول رئيسة مؤسسة التنمية المستدامة في اليمن آسيا المشرقي، إنّ المشروع يستهدف عدداً من المديريات في محافظتي الحديدة وحجة، في مجال زراعة الخضر والفواكه وتربية الثروة الحيوانية والنحل وإنتاج العسل بالإضافة إلى حرف يدوية أخرى. تؤكد المشرقي لـ"العربي الجديد" أنّ المشروع درّب 13.645 شخصاً في مجال المهارات الحياتية وإدارة المشاريع الصغيرة في المحافظات المستهدفة. كذلك، تشير إلى تمويل مشاريع لـ975 مستفيداً ومستفيدة في مجالات عدة. أكثر من 25 في المائة من المشاريع المنفذة هي في مجال الزراعة وتربية الثروة الحيوانية، و15 في المائة مشاريع خدمية وتجارية ونوعية مدرّة للدخل للفئات الضعيفة في المجتمع الريفي. تلفت إلى أنّ عدد المستفيدين من الأنشطة التي جرى تنفيذها خلال فترة المشروع بلغ 150 ألف شخص في أربع مديريات بمحافظتي الحديدة وحجة.
إلى ذلك، كانت دراسة صادرة عن برنامج الأغذية العالمي قد أشارت إلى أنّ وسائل إنتاج الألبان في مناطق عدة من اليمن ما زالت بدائية جداً وغير منظمة، وأنّ المرأة هي القوة العاملة النشطة التي تعمل في هذا المجال. وقالت إنّ 16 في المائة ممن يعملون في إنتاج الألبان لبيعها، لا تتخطى منتجاتهم أسواق المناطق القريبة محلياً، فيما 85 في المائة منهم يصنفون على أنهم فقراء أو فقراء جداً.
ظروف وعوامل مختلفة تجعل من إنتاج الفلاح حسن قديمي ضعيفاً، منها ما هو متعلق بعدم توفر بعض الأدوات التي عادة ما يستخدمها الفلاحون لزيادة الإنتاج أو جهله بالأساليب المثالية والحديثة. يؤكد قديمي لـ"العربي الجديد" أنّه ما زال يستخدم أدوات وأساليب ورثها عن والده المتوفي في حرث الأرض وريّها لكنّها اليوم غير مجدية. يفسر: "نستخدم على سبيل المثال طريقة الغمر لريّ الأرض فنحن نعتمد منذ القِدم على الآبار الجوفية التي توفر لنا المياه، لكنّها لم تعد نافعة إذ تضاءلت المياه بشكل كبير. وبسبب شح المياه، بات المحصول النهائي من الذرة والطماطم وغيرها من الخضار والفواكه قليلاً جداً وبالكاد يكفي أسرنا في بعض الأحيان".
يشير إلى أنّ بعض المنظمات الدولية قدمت لفلاحين في المنطقة مساعدات متمثلة بأنابيب
تساعدهم في توفير المياه والريّ بالتقطير، وهو ما أدى إلى مضاعفة المحاصيل لديهم. يحاول قديمي من جهته البحث عن منظمة تساعده في ذلك.
وفقاً لتقارير رسمية يمنية، فإنّ 70 في المائة من السكان يعيشون في الريف، كما أنّ 50 في المائة من اليد العاملة على مستوى البلاد تعمل في الزراعة والنسبة الأكبر منها من النساء، فالمرأة ترى في هذا العمل في الحقول التابعة للأسرة امتداداً لعملها المنزلي.
تقدم بعض المنظمات الدولية دعماً لسكان الأرياف ليبقوا قادرين على توفير ما يساعدهم على العيش في ظل استمرار الحرب وتفاقم الوضع الإنساني. وفي السياق، استفادت فاطمة مرعي من الدورات التدريبية المقدمة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالتعاون مع عدد من المنظمات المحلية في محافظة الحديدة (غرب). تقول لـ"العربي الجديد": "أشارك أفراد أسرتي زراعة ما نملكه من أرض، وتقع عليّ مسؤولية تربية المواشي وقد تلقيت دورة تدريبية في إدارة المشاريع الصغيرة وتربية الأبقار وإنتاج الألبان ومشتقاتها". تشير إلى أنّها حصلت على منحة مالية لتمويل مشروع صغير في مجال تربية المواشي وزيادة إنتاج الحليب: "كان الدعم مشجعاً وساعد في تحسين ظروفي بعدما كنت أعتمد طرقاً بدائية في جمع الحليب وتربية المواشي ولم يكن هناك عائد مادي كبير، فقد كان الإنتاج قليلاً جداً. وما أنتجه اليوم بات أكثر سلامة لأنّ الدورة عززت فهمي للأساليب اللازمة من أجل الحصول على منتج نظيف وخالٍ من الأمراض". تضيف: "قدم لي البرنامج معدات لجمع الحليب منها براميل بسعات مختلفة وخضاضات حليب وعبوات يود لتعقيم ضروع الأبقار، بالإضافة إلى أدوات لتصنيع الحليب تتكون من قدر مع المغرفة ومصاف ودلاء وغيرها".
الفلاح محمد أبكر أطلق مشروعه الخاص بتربية النحل بعد حصوله على تمويل من إحدى المنظمات العاملة في دعم المزارعين بمحافظة حجة في إطار مشروع تعزيز الصمود في المناطق الريفية. يقول لـ"العربي الجديد": "بدأت المشروع من الصفر، بعدما تلقيت دورة تدريبة حول إدارة المشاريع الصغيرة. وها أنا اليوم أعمل في تربية النحل وإنتاج العسل بطرق حديثة". يشير إلى أنّ الدورة أكسبته الخبرة الكافية إلى جانب المال والأدوات حتى أصبح قادراً على إدارة مشروعه بنفسه.
ينفذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالتعاون مع عدد من المنظمات المحلية أنشطة تستهدف صغار الفلاحين في الأرياف، والفئات الأشد فقراً، بهدف رفع مستوى معيشتهم وتحسين ظروفهم الاقتصادية. في السياق، تقول رئيسة مؤسسة التنمية المستدامة في اليمن آسيا المشرقي، إنّ المشروع يستهدف عدداً من المديريات في محافظتي الحديدة وحجة، في مجال زراعة الخضر والفواكه وتربية الثروة الحيوانية والنحل وإنتاج العسل بالإضافة إلى حرف يدوية أخرى. تؤكد المشرقي لـ"العربي الجديد" أنّ المشروع درّب 13.645 شخصاً في مجال المهارات الحياتية وإدارة المشاريع الصغيرة في المحافظات المستهدفة. كذلك، تشير إلى تمويل مشاريع لـ975 مستفيداً ومستفيدة في مجالات عدة. أكثر من 25 في المائة من المشاريع المنفذة هي في مجال الزراعة وتربية الثروة الحيوانية، و15 في المائة مشاريع خدمية وتجارية ونوعية مدرّة للدخل للفئات الضعيفة في المجتمع الريفي. تلفت إلى أنّ عدد المستفيدين من الأنشطة التي جرى تنفيذها خلال فترة المشروع بلغ 150 ألف شخص في أربع مديريات بمحافظتي الحديدة وحجة.
إلى ذلك، كانت دراسة صادرة عن برنامج الأغذية العالمي قد أشارت إلى أنّ وسائل إنتاج الألبان في مناطق عدة من اليمن ما زالت بدائية جداً وغير منظمة، وأنّ المرأة هي القوة العاملة النشطة التي تعمل في هذا المجال. وقالت إنّ 16 في المائة ممن يعملون في إنتاج الألبان لبيعها، لا تتخطى منتجاتهم أسواق المناطق القريبة محلياً، فيما 85 في المائة منهم يصنفون على أنهم فقراء أو فقراء جداً.