وتشير الصحيفة إلى أنّ نتنياهو الذي توجّه إلى واشنطن للتباحث مع أوباما حول "المقابل" الذي يمكن أن تحصل عليه إسرائيل في أعقاب الاتفاق النووي مع إيران، حاول استخلاص تعهّد من الإدارة الأميركية بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الهضبة السورية المحتلة. وعلى الرغم من أن صحيفة "هارتس" نقلت في عددها الصادر، في اليوم الثاني مباشرة (أمس الأوّل الخميس) عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله، إن الإدارة الأميركية لا يمكن أن تغيّر موقفها من مستقبل هضبة الجولان بصفتها منطقة محتلة، إلّا أنّ الأوساط اليمينية في إسرائيل، ترى أن الظروف الحالية تسمح بالحصول عل اعتراف أميركي بقرار ضم الجولان لإسرائيل الذي اتخذته حكومة مناحيم بيغن عام 1981.
ويقول السكرتير السابق للحكومة الإسرائيلية، القيادي في حزب "الليكود" الحاكم تسفي هاوزر، إنّ الظروف السياسية الداخلية في الولايات المتحدة تمكّن إسرائيل من بلورة إجماع بين الديمقراطيين والجمهوريين حول هذه القضية. وفي عدد من التغريدات كتبها على حسابه عبر "تويتر"، الأربعاء الماضي، يقول هاوزر، إنّه لا توجد مشكلة في اقناع المرشحين الجمهوريين الالتزام بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، مشيراً إلى أنّ فرص قبول المرشحة الرئاسية الديمقراطية، هيلاري كلينتون بهذا الالتزام كبيرة جداً.
ويبرّر هاوزر، في كلمته أمام "مؤتمر السلام" الإسرائيلي الذي نظّمته صحيفة "هارتس" في تل أبيب، هذا الأسبوع، المطالبة بضرورة تسليم المجتمع الدولي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، معتبراً أنّ الانسحاب الإسرائيلي "سيفضي إلى توفير الظروف التي يمكن أن تقود إلى نشوب قتال بين إيران من جهة وكل من جبهة النصرة وداعش للسيطرة على ساحل بحيرة طبريا من جهة أخرى".
ويشدّد هاوزر في كلمته التي نشرها موقع "هارتس"، الأربعاء الماضي، على أنه "في ظل الأحداث التي تشهدها سورية حالياً، تبيّن أنه لو اتخذت أية حكومة إسرائيلية سابقة قراراً بالانسحاب من الجولان، لكان "خطأً استراتيجياً".
اقرأ أيضاً بوتين يطمئن نتنياهو: الأسد لن يفتح "جبهة ثانية" بالجولان
ويعود وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بنات، إلى موقفه الداعي إلى ضرورة اعتراف المجتمع الدولي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، على اعتبار أن هذه الخطوة تفرضها التحولات التي تشهدها سورية والمنطقة. ونقلت الإذاعة العبرية، الثلاثاء الماضي، عن بنات قوله، إن "إسرائيل مطالبة بتعزيز مشاريع البناء في مستوطنات الجولان وجلب المزيد من المستوطنين إليها على اعتبار أن هذا ما تفرضه متطلبات الأمن القومي الإسرائيلي".
وفي سياق متصل، يقول المعلّق العسكري، أمير بوحبوت إنّ الغارات الجوية التي استهدفت، الأربعاء الماضي، أهدافاً في محيط مطار دمشق ونُسبت لإسرائيل، تدلّ على أن التنسيق الإسرائيلي الروسي في سورية يعطي نتيجة، ويسمح لإسرائيل بالحفاظ على مصالحها الاستراتيجية.
وفي مقال نشره موقع "والا"، أمس الأوّل الخميس، يشير بوحبوت إلى أن الجيش الإسرائيلي "يطبق المبدأ البسيط الذي بلوره وزير الدفاع، موشيه يعلون الذي طالب بوجوب العمل على إحباط أية محاولة لنقل سلاح نوعي إيراني كاسر للتوازن من إيران إلى سورية ".
وعلى صعيد منفصل، يتوقّع "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، أن يواجه الروس مشاكل كبيرة في محاولاتهم فرض حل عسكري في سورية. وفي تقدير موقف نشره، أخيراً، على موقعه عبر الإنترنت، ينوّه المركز أن مشكلة التحرك العسكري الروسي في سورية تكمن في حقيقة أن الغطاء الجوي والمساعدات اللوجستية والاستخبارية التي تقدم للجيش السوري النظامي غير كافية للتغطية على المشاكل الكبيرة التي يعاني منها هذا الجيش، لا سيما تهاوي الروح المعنوية لجنوده وضباطه.
ويلفت المركز في تقريره، إلى أنّه على الرغم من بعض النجاحات التي حققها الجيش النظامي السوري بعد التدخل الروسي، فإن هناك ما يدلّ على أن فصائل المعارضة المسلحة استعادت زمام المبادرة وأصبحت تتعايش مع الضربات الجوية الروسية. ويخلص المركز إلى القول، إنّ هناك ما يؤشر إلى أنّه بات لدى القيادة الروسية قناعة بأنّ الخيار العسكري في سورية قد استنفد، وأنه يتوجب البحث عن حلّ سياسي.
اقرأ أيضاً: إسرائيل لا تريد قوات روسية وإيرانية في الجولان