"كل يوم بدون علاج يُنقِص من عُمر المريض يوماً إضافياً"، بهذه الكلمات بدأت نائلة اللولو الطبيبة المشرفة والمتابعة لحالة الأسير المحرر والمبعد إلى غزة طارق عز الدين حديثها عن حالته الصحية المتدهورة، وهو الذي يعاني من "لوكيميا الدم"، ويعتبر من أخطر أنواع السرطان التي قد تصيب الإنسان.
جاء حديث الطبيبة المشرفة، خلال الوقفة التضامنية التي نظمتها لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في ساحة مستشفى الرنتيسي في مدينة غزة اليوم الاثنين، والتي ناشدت مصر رئاسة وحكومة بفتح معبر رفح على وجه السرعة لإنقاذ حياة الأسير المحرر والمبعد من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
وتقول الطبيبة اللولو إنه تم تشخيص حالة الأسير المحرر طارق عز الدين قبل نحو شهر، واكتشاف إصابته بمرض سرطان الدم، مضيفة: "يعتبر مرض اللوكيميا من أسوأ أنواع السرطانات على الإطلاق، ويكون معدل حياة الشخص المصاب به من شهرين إلى ثلاثة أشهر".
وتشير اللولو إلى أن الأسير عز الدين لم يتلق العلاج المطلوب منذ شهر، ما يعرض حياته لخطر إضافي، مشيرة إلى أنّ المريض بحاجة إلى استكمال التشخيص والفحوصات، إذ إن هذه الفحوصات غير متوفرة في قطاع غزة، كذلك يحتاج إلى غرف عزل تتناسب مع حالته، التي تنعدم فيها نسبة المناعة وتصل إلى صفر، علاوة على حاجته الدائمة إلى الصفائح الدموية، والدم اللازم.
وكانت السلطات المصرية منعت الأسير المحرر طارق عز الدين من السفر خلال يومي فتح المعبر الجمعة والسبت الماضيين، رغم الوعود الكثيرة وورود اسمه ضمن كشوف التنسيق الخاصة بالسفر بدعاوى مختلفة، لكن الثابت أنّ المنع نتيجة نشاطه السابق في المقاومة الفلسطينية.
وناشد الأسير المحرر، رامز الحلبي، صديق ومرافق الأسير المحرر عز الدين، الجهات المعنية في جمهورية مصر العربية بفتح معبر رفح البري. وقال الحلبي لـ"العربي الجديد": "الأسير عز الدين نجا من محاولات اغتيال إسرائيلية، ولا يجوز أن يموت بسبب إغلاق المعبر في وجهه، وحرمانه من تلقي العلاج"، مبيناً أن الوقفة التضامنية مع الأسير عز الدين، جاءت لإشعاره بأنه ليس وحيداً، وأن الجميع معه.
ويقول نشأت الوحيدي من لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن المرض يهدد حياة الأسير المحرر طارق عز الدين بفعل الحصار والحواجز والحدود، التي باتت سكيناً تهدد حياة الشعب الفلسطيني، موضحاً أن الأسرى المحررين يستحقون من المجتمع العربي والإسلامي والإنساني والدولي العمل من أجلهم، والوقوف بجانبهم.
ويوضح الوحيدي خلال كلمته في الوقفة أن الأسير المحرر طارق عز الدين عاد من معبر رفح ثلاث مرات، على الرغم من وجود اسمه في كشوفات التنسيق، مضيفاً: "نبرق باسم شعبنا الفلسطيني والأسرى المحررين بالتحية لجمهورية مصر العربية، ونتمنى من الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يعمل لسفر طارق عز الدين، الذي يعاني من مرض الموت، فهو بحاجة إلى علاج عاجل، إذ لا علاج له في قطاع غزة نتيجة الحصار".
ويطالب الوحيدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والسفارة المصرية، والسفير الفلسطيني في مصر دياب اللوح، وجامعة الدول العربية لإنقاذ حياة الأسير المحرر، والعمل على سفره لتلقي العلاج بأسرع وقت، قبل فوات الأوان.