واصلت الطبقة السياسية في إسرائيل، خصوصاً خصوم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مطالبة الأخير، بالامتناع عن إلقاء كلمة أمام الكونغرس الأميركي، وتفضيل "المصلحة العامة لإسرائيل" على مصلحته الانتخابية، والتوقف عن مواصلة إلحاق الضرر بالعلاقات بين البلدين.
وشن خصوم نتنياهو عليه هجوماً مكثفاً، بعد إعلان نائب الرئيس الأميركي، جون بايدن، عدم مشاركته في الجلسة التي سيلقي فيها نتنياهو خطابه أمام الكونغرس، فيما كرر نتنياهو ادعاءاته بأن أمن إسرائيل يدفعه إلى الإصرار على إلقاء الخطاب، لشرح "موقفه، وتوضيح مخاطر الملف الإيراني والاتفاق المرتقب بين إيران والدول الغربية".
ودعا زعيم "المعسكر الصهيوني"، يتسحاق هرتسوغ، من ميونيخ في ألمانيا، حيث يشارك في مؤتمر الأمن الأوروبي، نتنياهو إلى "عدم إلقاء الخطاب، والتصرف كوطني إسرائيلي، وعدم إلقاء مصالح أمن إسرائيل تحت عجلات حافة الانتخابات".
واعتبر المحلل في صحيفة "هآرتس"، براك ربيد، أنه "خلافاً للبلاغة الخطابية التي يستخدمها نتنياهو في هذا الشأن للتحذير من الخطر الإيراني، فإن سلوكه وأداءه يسببان ضرراً غير محدود للجهود الدولية الرامية إلى كبح جماح إيران ووقف مشروعها الذري".
وأشار إلى أن "القطيعة مع إدارة أوباما تمنح الإيرانيين شعوراً بالنصر. لقد تحوّل نتنياهو عملياً في مواقفه هذه إلى سلاح فعال بأيدي إيران".
ولفت المحلل العسكري، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، إلى أن "العنوان الصحيح للموضوع الإيراني ووقف المشروع الإيراني، ليس البيت الأبيض ولا الولايات المتحدة، فأوباما لن يستطيع طرح أي اتفاق على الكونغرس الأميركي قبل أن يصل إلى تفاهم بشأنه مع حلفائه في كل من فرنسا وبريطانيا، وبالتالي فإن على نتنياهو أن يوجه جهوده إلى لندن وبارس بدلاً من المناكفات مع إدارة أوباما".
وفي الصحيفة ذاتها، اعتبر الكاتب بن درور يمين، أنه "على الرغم من صحة موقف نتنياهو المبدئي، بشأن طرح وشرح الأخطار المحتملة من الاتفاق مع إيران، إلا أنه في ظل تفاقم الأمور وإعلان بايدن عن مقاطعة الجلسة ومعه عدد من أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي، فإن على رئيس الوزراء أن يتراجع عن هذه الخطوة، وأن يثبت أن دوافعه هي مصلحة إسرائيل وليست دوافع حزبية وانتخابية، وبالتالي تفضيل الحفاظ على العلاقات والتحالف مع الولايات المتحدة على إلقاء خطاب سيعود بالضرر على العلاقات بين الدولتين".