لغة الإنسان هي هُويته الأبدية واستمرار وجوده، وعمق انتمائه، وهي أيضاً ذاكرته للغد القريب والبعيد. هي ذاته التي يُعبر من خلالها عن كل شيء، فهي إحدى أدوات ممارسة حياته، وهي ثقافته المبدعة، كما أنها قلم التاريخ الذي يشهد حضارته ويُسجّل تطوره وتقدّمه.
إلاّ أن اللغة العربية تبقى ذات طابعٍ فريد، تتسّم بحميمية وكأن لها روحاً متجسدة، تصبغ المعاني والجمل بعذوبة ألحان موسيقية لا تستطيع محوها من ذاكرتك، فهي حدود عالمنا الشاسع ومعالمه وملامحه، كما أنها الرمز القويّ لتوحدنا وترابطنا، وهي وطننا وأمتنا، ورغم ذلك لم يعد أحد يتفاخر بكونها لغته الأمّ، بل ويسعى إلى اكتساب لغات أخرى ذات حضارات مختلفة عنه، ليتباهى بها ويدفن لغته وأصله معها!
إن القوة تكمن في اللغة والتي بها تتواجد لغة دون اللغات الأخرى تهيمن على العالم وتسيطر عليه وتجعل من نفسها اللغة الأساسية للأمم الأخرى، ومع تراجع اللغة العربية وضعفها بعدما كانت اللغة الأقوى على مدار 14قرناً، فإن الشباب العربي بدأ فعلياً يتنصّل من لغته العربية ويبحث عن لغة عالمية تعززّ من مكانته وطموحه دون لغته الأم!
فالعالم المسيطر يمارس ألاعيبه الخبيثة الساحرة، حيث أبهر الشباب باللغة الأساسية المتداولة في دول العالم، وأنها اللغة التي تفتح له جميع الأبواب المغلقة، وتحقق له طموحه في أحلامه ووظائفه، وبدأ بصهر لغته الأم في بواتق الصعوبة وعدم التداول والانحسار وعدم التطور!
أذاب العالم شخصية الشباب العربي بتغلغله في مجتمعه والسيطرة عليه بحضارته وترويج لغته، وكان الشباب لديه الاستعداد الكامل للتخلّي عن لغته الأم في سبيل التحقيق الوهمي لذاته والانبهار بالآخر، أياً كان، فراح يدرس علومه بلغة العالم المسيطر ويقوم ببحوثه العلمية والفكرية من خلالها، وراحت اللغة العربية تنحسر داخل الكتب والصفوف الدراسية والنوادي الفكرية، حتى هذا الثلاثي كان يُنفّر الشباب باستخدامه المصطلحات صعبة التناول والفهم.
وللمجتمع العربي يدٌ طولى لتراجع اللغة العربية، فهو يتعامل بطبقية مع مَن لا يُتقن اللغات الأجنبية المغايرة للغته الأم، وينتقص من تقديره كما يُقصيه من دوائره العليا وينظر له نظرة دونية لا يتخلص منها إلا بتعلم اللغة الأخرى، التي ستُبرز مكانته وتُعلي من شأنه.
ولا يجب أن ننكر أن الأنظمة العربية، باستبداديتها طويلة الأجل، عجزت عن بناء دولة حديثة قائمة على القانون والحقوق، مما جذّر أزمة الهوية واللغة لدى الشباب، وجعلها أزمة ثقيلة التركة والتبعات.
ثم بدأ الشباب العربي يُجهز على لغته الأم باستخدامه لغة هجينة أسماها الـ "فرانكو أرابيك"، أضاعت ملامح اللغة العربية وشوهت حروفها، فأصبحت مبتذلة ورخيصة!
ومن المقلق والمحزن في ذات الوقت أن منظمة اليونسكو أصدرت عام 2006 قائمة بما يقرب من 300 لغة انقرضت تماماً في القرن العشرين، وأن هناك لغات من المتوقع انقراضها في القرن الواحد والعشرين، من بينها اللغة العربية!
إن اللغة تحيا بالاستخدام المستمر لها وإتقان تناولها والإبداع العلمي في تداولها، لذا علينا العمل على بناء مشاريع للقيام باللغة العربية مرة أخرى والعمل على تدفّق الدماء في أوصالها مجدداً..
لذا علينا كشباب احترام لغتنا الأم والتعايش معها والتفاخر بها، وتطويرها لتنافس باقي لغات العالم وتصبح في مصافه، كما علينا القيام بتعريب العلوم الفكرية والعلمية واللغوية لتسقط التبعية والانقياد للآخر، وتبدأ في صنع حضارتنا من جديد، فالخروج من التبعية يمكّننا من تدريس العلوم بلغتنا.
دعونا نتعلمها كلغة جديدة وحياة جديدة وثقافة جديدة، دعونا نتعرف عليها كما لم نعرفها من قبل، كما لو أنها نحن فنتعرف علينا من خلالها.
إلاّ أن اللغة العربية تبقى ذات طابعٍ فريد، تتسّم بحميمية وكأن لها روحاً متجسدة، تصبغ المعاني والجمل بعذوبة ألحان موسيقية لا تستطيع محوها من ذاكرتك، فهي حدود عالمنا الشاسع ومعالمه وملامحه، كما أنها الرمز القويّ لتوحدنا وترابطنا، وهي وطننا وأمتنا، ورغم ذلك لم يعد أحد يتفاخر بكونها لغته الأمّ، بل ويسعى إلى اكتساب لغات أخرى ذات حضارات مختلفة عنه، ليتباهى بها ويدفن لغته وأصله معها!
إن القوة تكمن في اللغة والتي بها تتواجد لغة دون اللغات الأخرى تهيمن على العالم وتسيطر عليه وتجعل من نفسها اللغة الأساسية للأمم الأخرى، ومع تراجع اللغة العربية وضعفها بعدما كانت اللغة الأقوى على مدار 14قرناً، فإن الشباب العربي بدأ فعلياً يتنصّل من لغته العربية ويبحث عن لغة عالمية تعززّ من مكانته وطموحه دون لغته الأم!
فالعالم المسيطر يمارس ألاعيبه الخبيثة الساحرة، حيث أبهر الشباب باللغة الأساسية المتداولة في دول العالم، وأنها اللغة التي تفتح له جميع الأبواب المغلقة، وتحقق له طموحه في أحلامه ووظائفه، وبدأ بصهر لغته الأم في بواتق الصعوبة وعدم التداول والانحسار وعدم التطور!
أذاب العالم شخصية الشباب العربي بتغلغله في مجتمعه والسيطرة عليه بحضارته وترويج لغته، وكان الشباب لديه الاستعداد الكامل للتخلّي عن لغته الأم في سبيل التحقيق الوهمي لذاته والانبهار بالآخر، أياً كان، فراح يدرس علومه بلغة العالم المسيطر ويقوم ببحوثه العلمية والفكرية من خلالها، وراحت اللغة العربية تنحسر داخل الكتب والصفوف الدراسية والنوادي الفكرية، حتى هذا الثلاثي كان يُنفّر الشباب باستخدامه المصطلحات صعبة التناول والفهم.
وللمجتمع العربي يدٌ طولى لتراجع اللغة العربية، فهو يتعامل بطبقية مع مَن لا يُتقن اللغات الأجنبية المغايرة للغته الأم، وينتقص من تقديره كما يُقصيه من دوائره العليا وينظر له نظرة دونية لا يتخلص منها إلا بتعلم اللغة الأخرى، التي ستُبرز مكانته وتُعلي من شأنه.
ولا يجب أن ننكر أن الأنظمة العربية، باستبداديتها طويلة الأجل، عجزت عن بناء دولة حديثة قائمة على القانون والحقوق، مما جذّر أزمة الهوية واللغة لدى الشباب، وجعلها أزمة ثقيلة التركة والتبعات.
ثم بدأ الشباب العربي يُجهز على لغته الأم باستخدامه لغة هجينة أسماها الـ "فرانكو أرابيك"، أضاعت ملامح اللغة العربية وشوهت حروفها، فأصبحت مبتذلة ورخيصة!
ومن المقلق والمحزن في ذات الوقت أن منظمة اليونسكو أصدرت عام 2006 قائمة بما يقرب من 300 لغة انقرضت تماماً في القرن العشرين، وأن هناك لغات من المتوقع انقراضها في القرن الواحد والعشرين، من بينها اللغة العربية!
إن اللغة تحيا بالاستخدام المستمر لها وإتقان تناولها والإبداع العلمي في تداولها، لذا علينا العمل على بناء مشاريع للقيام باللغة العربية مرة أخرى والعمل على تدفّق الدماء في أوصالها مجدداً..
لذا علينا كشباب احترام لغتنا الأم والتعايش معها والتفاخر بها، وتطويرها لتنافس باقي لغات العالم وتصبح في مصافه، كما علينا القيام بتعريب العلوم الفكرية والعلمية واللغوية لتسقط التبعية والانقياد للآخر، وتبدأ في صنع حضارتنا من جديد، فالخروج من التبعية يمكّننا من تدريس العلوم بلغتنا.
دعونا نتعلمها كلغة جديدة وحياة جديدة وثقافة جديدة، دعونا نتعرف عليها كما لم نعرفها من قبل، كما لو أنها نحن فنتعرف علينا من خلالها.
دعونا ننظر لها برُقيّ ولا نزدريها، ونكون سبباً في حياتها لا أن نطمسها، فهي التي تُخلّد الأمة وليس غيرها..
راسلونا على: Jeel@alaraby.co.uk
راسلونا على: Jeel@alaraby.co.uk