وتأتي هذه الشحنة متأخرة نحو 13 يوماً، عن الموعد الذي كان مزمع إدخال المساعدات فيه، إذ كان من المتفق أن تدخل المساعدات الإنسانية في الـ17 من كل شهر".
وقالت مصادر مطلعة من داخل مدينة مضايا المحاصرة، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "نحو 40 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، منها ما يحمل شعار الهلال الأحمر ومنها ما يحمل شعار الصليب الأحمر، ترافقها خمس سيارات هلال أحمر وخمس سيارات إسعاف".
وبينت المصادر أن "مشكلة فقر السلة الغذائية بالخضار والفواكه لا تزال تزيد من معاناة أكثر من أربعين ألف إنسان محاصرين في هذه المدن"، مضيفة كما أن "الأهالي يعانون اليوم من عدم وجود وقود لطهو طعامهم، في ظل عدم توفر المحروقات من مازوت وبنزين وغاز منزلي، حتى الحطب لم يعد متوفراً، في وقت مضى على انقطاع الكهرباء بشكل كامل أكثر من عام، ما يهدد الأهالي بتناول طعامهم نيئاً".
من جانبها، قالت "هيئة الإغاثة الموحدة في مضايا والزبداني"، إن "المادة المعتمدة للطهو هي إما ما تبقى من أثاث المنازل والذي استهلك السكان منه كثيراً، أو تلك المادة المستخرجة من إذابة البلاستيك بطرق بدائية والحصول منها على مواد (حارقة) تشبه إلى حد ما المازوت والبنزين والكاز. وتعتبر هذه طريقة خطرة نوعاً ما، لما لها من أضرار خاصة مع انبعاث غاز أحادي أكسيد الكربون والذي لا يمكن تمييزه لأن لا لون له ولا رائحة ويعتبر غازاً ساماً".
وأضافت "في الآونة الأخيرة، عمد بعض السكان الاستفادة من أشعة الشمس، بحيث صنعوا ما يشبه الطاهي الشمسي، إذ جلب أحدهم صحن مستقبل قنوات، ووضع عليه قطعاً من المرايا بشكل منحنٍ ليتم من خلالها تركيز أشعة الشمس على نقطة معينة أعلا الصحن، تكون مكان الطهو، ولكن هذه الطريقة تحتاج الكثير من الوقت ليغلي إبريق شاي".
وفي سياق آخر، قام عدد من الأطفال المحاصرين في مضايا، بوقفة تضامنية مع حلب، في ظل العمليات العسكرية والمجازر التي تتعرض لها، رافعين عدة يافطات إلى جانب سيارات وفد الأمم المتحدة، منها ما كتب عليه "دولة تغتال طبيب أطفال لا يليق بمجلس الأمن أن يعترف بها، حلب تحترق"، و"مجلس أحد أعضائه روسيا السفاحة هو مجلس الإرهاب وليس مجلس الأمن"، و"ويلات الحرب تجمعنا، وضربات المدافع توحدنا، غارات الغدر تقتلنا، أطفال مضايا تتألم لألمكم"، ووقت اليافطات "حلب تحترق".
وأفادت معلومات واردة من مضايا، أن سيارتين تابعتين للهلال الأحمر دخلتا، اليوم، مضايا قبل دخول قافلة المساعدات، حيث قامت بتلقيح عدد من الأطفال باللقاحات المعتادة، في حين لا يزال كثير من العائلات متخوف من أن تكون تلك اللقاحات فاسدة أو تحتوي على جراثيم"، ما يدفعها لمنع أبنائها من أخذ اللقاحات، في وقت يستمر الكادر الطبي في المشفى الميداني في تلقيح الأطفال.