اعتدى عدد من عناصر "حزب الله" اللبناني، أمس السبت، على الأمين العام لـ"حزب التضامن" محمد أبو قاسم، مع أعضاء المكتب السياسي للحزب لدى عودتهم من منطقة الزبداني إلى دمشق، حيث تم تهديدهم بالقتل والدفن في الزبداني.
وقال أبو قاسم في بيان مقتضب، استلمت "العربي الجديد" نسخة منه، إنه "بعد زيارة الأمين العام لحزب التضامن محمد أبو قاسم اليوم مدينة الزبداني مع أعضاء المكتب السياسي للحزب، ولدى عودته إلى دمشق وعلى حاجز مفرق نبع بردى التابع لجيش حزب الله تم اعتراض نزول السيارات التي تقلهم، وتم تهديد الأمين أبو قاسم بدفنه ومن معه من الحزب في منطقة الزبداني، وتكسير السيارات من قبل عناصر تتحدث اللهجة اللبنانية وبعلم اللواء قائد الفيلق الثاني في الجيش السوري، وعليه سيصدر حزب التضامن غداً بياناً رسميا بذلك ويوجه إلى وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والاعلام".
وقال مصدر مسؤول في "حزب التضامن"، طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "حزب الله اللبناني اعتدى على وفد الحزب برئاسة أمينه العام، ومنعه من إنزال بعض الحالات الإنسانية التي كان يصطحبها إلى دمشق، في محاولة منه لعرقلة التسوية الشاملة، التي يعمل الحزب ولجنة المصالحة الوطنية في المنطقة وبمشاركة الروس على الوصول إليها، الأمر الذي يجعل ملف المنطقة من سرغايا إلى الزبداني خارج سيطرة الحزب".
اقرأ أيضا: روسيا تنتزع ملف الزبداني من إيران: تسوية خلال أيام؟
وتابع: "الحزب كان قبل وقت قصير الحاكم العرفي للمنطقة، حتى أنه غيّب القوات النظامية تماما عن أي قرار يخص المنطقة وحصارها، ولكن مع تدخّل الروس في ملف التسوية، تم تحجيم دور الحزب، وسحب العديد من النقاط التي كان يسيطر عليها لصالح الفرقة العاشرة في القوات النظامية".
وبين المصدر أن "عناصر حزب الله سبق لهم أن داهموا مقرات حزب التضامن في منطقة الزبداني ومضايا، وهي مناطق خارج سيطرة المعارضة، حيث تم تفتيش المقار والاعتداء على أعضاء وقيادات الحزب الموجودين داخلها، كما تم تهديدهم بالقتل".
كما أطلق "حزب التضامن"، على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، بيان "تضامن ومطالبة محاسبة المسؤولين عما تعرض له وفد الحزب"، للتوقيع عليه من قبل السوريين، قالوا فيه "نعلن نحن الموقعين تضامننا وإدانتنا لهذا التصرف غير المحسوب العواقب بحق شخصيات اعتبارية بموجب القانون والدستور السوري ونطالب الدولة السورية بمحاسبة المسؤولين عن هذا التصرف الأرعن وغير المحسوب العواقب وفتح تحقيق كامل بما حدث، وإذا كان لشخصية اعتبارية سورية أن تهان من قبل أشخاص غرباء عن سورية، فما الذي يحدث للمواطن السوري العادي يومياً من إهانة على أيديهم".
وأفادت مصادر أهلية في مضايا في حديث مع "العربي الجديد" أن "هناك أنباء عن بدء تطبيق التسوية الشاملة خلال أيام، حيث سيتم إخراج الجرحى، وترحيل المقاتلين الرافضين للتسوية إلى مدينة إدلب، وإدخال المواد الغذائية والطبية إلى البلدات المحاصرة"، معقبين أن "هذه الأنباء إلى اليوم غير مؤكدة، حيث سبق أن تم الحديث عن أكثر من موعد لبدء تطبيق التسوية، إلا أنه لم يتم الأمر إلى اليوم".
وكان "العربي الجديد" قد نشر مؤخرا تفاصيل "التسوية الشاملة"، التي يدعم الروس تطبيقها، في المنطقة الممتدة من سرغايا إلى الزبداني، وتنهي كل مظاهر الوجود العسكري المعارض فيها، مقابل إنهاء الحصار.
اإقرأ أيضا: الزبداني بعد الهدنة... تدمير ممنهج لجعلها غير صالحة للسكن