قصفت طائرات النظام السوري المروحية، مساء أمس الإثنين، الأنبوب الرئيسي الذي ينقل مياه الشرب إلى العاصمة دمشق، والواقع في وادي بردى، بعدّة براميل متفجرة، ما أدّى إلى حدوث أضرار بالغة فيه.
وذكرت "الهيئة الإعلامية في وادي بردى" على صفحتها الرسمية، بموقع "فيسبوك"، أنّ "القناة (الأنبوب) الواقعة في قرية بسيمة، غربي دمشق، أُصيبت بدمار وأضرار بالغة، نتيجة تعرّضها لقصف بالبراميل المتفجرة من قبل طائرات النظام المروحية".
وأوضح الناشط الإعلامي، أبو محمد الدمشقي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأضرار ستمنع وصول مياه الشرب إلى دمشق، وستساهم في عطش ملايين المدنيين داخل العاصمة". وأشار إلى أنّ "النظام يسعى لتشويه سمعة مقاتلي المعارضة في منطقة وادي بردى، من خلال قصف مصادر المياه، واتهامهم باستهدافها عبر ماكيناته الإعلامية".
وكانت قوات النظام قصفت منشأة "نبع الفيجة" التي تزوّد العاصمة بمياه الشرب، ما أدّى إلى خروجها من الخدمة، في ظل محاولاته لاقتحام المنطقة. وناشدت كافة المؤسسات والفعاليات المدنية في وادي بردى بريف دمشق، في وقت سابق أمس، المجتمع الدولي للتدخل وإنقاذ دمشق من العطش.
وبرر النظام غياب المياه عن دمشق، بأنه اضطر إلى قطعها، متهماً فصائل المعارضة بتلويثها بالمازوت، وهو ما نفاه جميل الجندي، من وادي بردى، موضحاً أن "قصف نبع الفيجة تسبب بتدفق مازوت الخزانات واختلاطه مع المياه، وهذا يأتي ضمن محاولات النظام للضغط على سكان المنطقة للخضوع لاتفاق تهجير كما حدث مع العديد من المناطق الأخرى في ريف دمشق".
واشتكت غالية، التي تعيش في مدينة دمشق، قائلة "نفدت مياه الخزانات، كان الانقطاع مفاجئا ولم يكن لدى كثيرين مياه كافية في الخزانات، وكأنه لا يكفينا انقطاع الكهرباء والغاز الوقود. نشتري عبوات المياه عادة، في اليوم التالي لانقطاع المياه صار سعرها مضاعفا".
ويقول صلاح الشهاب، الذي يعمل في أحد المطاعم في دمشق: "توقفنا أمس عن تقديم الوجبات الغذائية في المطعم، نحن عاجزون عن تأمين مياه كافية للتنظيف وتحضير الطعام، خاصة أن الطلبات على الطعام تضاعفت في اليومين الماضيين لأن البيوت لا يوجد بها الماء الكافي للطهو والتنظيف".
وقالت أم محمد من دمشق "لا يمكن العيش بدون ماء، ولا قدرة لنا على شراء المياه من الأسواق إلى الأبد، من أين نشرب؟ قالوا إنهم سيضخون من خزانات المياه الاحتياطية ولم تصل قطرة مياه واحدة إلى بيتنا منذ ثلاثة أيام، من يومين لا نأكل إلا الطعام الناشف ونشرب مياه معلبة، لم نغسل أو ننظف أو نستحم، لا يوجد بئر مياه في منطقتنا وليس هناك أي مصدر بديل".
ويتداول الدمشقيون شائعات وروايات مختلفة عن أسباب انقطاع المياه، إذ يتخوفون من استمرار الأزمة، واستخدام المياه كوسيلة حرب على غرار ما عاشته مدينة حلب طوال السنوات الأربع الماضية.