وخلال أيام قليلة جرى جمع ما يقارب 750 ألف كرونه دنماركية ذهبت مباشرة لـ"مجلس مساعدة اللاجئين"؛ مؤسسة رسمية مسؤولة عن دمج اللاجئين، والمفارقة أن المتبرع يقول: أتبرع بهذا المبلغ باسم راسموس بالودان. أي في كل مرة يتبرع فيها الآلاف من الدنماركيين يظهر بالودان وكأنه هو المتبرع بالأموال.
وعلى مدى أسبوعين تسبب رئيس حزب "سترام كورس" الدنماركي، راسموس بالودان، وهو محام، بحالة من الصدامات في العاصمة الدنماركية، كوبنهاغن، متصدرا وسائل الإعلام المحلية، التي وصفت تحركاته بالاستفزازية.
ومن ناحيته، ذكر صاحب المبادرة، نيكولاي فورتز، للصحافة المحلية في الدنمارك أنه "مثل العديدين شعر بإحباط وقنوط في كل مرة جرت فيها مواجهات في منطقة نوربرو، وشمال غرب العاصمة (كوبنهاغن)، بسبب مجيء راسموس بالودان للتظاهر فيها". وبالرغم من أن نيكولاي يؤيد "100 في المائة حرية التعبير بشكل سلمي وأعارض العنف، إلا أنني في الواقع أرفض قيامه (راسموس بالودان) بإهانة القرآن بلحم الخنزير المقدد (بايكون)".
وأدت الصدامات مع سكان منطقة نوربرو، ومجموعات شبابية يسارية دنماركية، إلى أعمال شغب واحتراق سيارات وتدخل قوي للشرطة لفض الاحتجاجات والقيام بترحيل سريع للسياسي المتظاهر بالودان.
ويعبر آلاف المتبرعين الدنماركيين عن إحباطهم ورفضهم لتصرفات هذا السياسي، الذي اضطرت الشرطة الدنماركية خلال الأيام الماضية، لحظر تظاهره، لأول مرة في تاريخ حرية التعبير في الدنمارك، متذرعة بأنه يتسبب بالقلاقل والشغب وأن "المنع حفاظا على أمن المجتمع". والمثير بالنسبة لمعارضي "استعراضات" بالودان التكلفة المالية التي يتحملها دافعو الضرائب في بلده. فخلال تحركاته هذا العام فقط، وتحديدا في الأسابيع الماضية، تكلفت الدولة ما يقارب 6 ملايين كرونه للدفع بالشرطة ولتقديم حماية له ولحفنة صغيرة من مؤيديه من حزبه، ليضاف ذلك المبلغ المعلن عنه إلى نحو 24 مليون كرونه تكاليف حمايته منذ تأسيس حزبه، سترام كورس، قبل عامين.
المبادرة التي تجمع التبرعات، وحتى في أيام عطلة الفصح، "تستحق الشكر للجميع كدعم إيجابي، إذ ستذهب التبرعات إلى دعم المجتمعات المحلية حيث يعمل المتطوعون على جمع اللاجئين والدنماركيين لمساعدة بعضهم"، بحسب ما ذكر رئيس مجلس مساعدة اللاجئين كريستيان فريس باك أمس الجمعة، تذهب إلى تدعيم "نوادي ومقاهي لقاء الدنماركيين واللاجئين"، وهو ما أثار حنق بالودان الذي قال لصحيفة "بيرلنغسكا"، إن صرف المال الذي يجمع بهذا الشكل "مناف للمنطق، فكان الأولى أن يرسلوا المبالغ للاجئي الخيام في المناطق القريبة من مناطق النزاعات الذين يموتون من الجوع بدل صرفها على لقاءات باللاجئين هنا". وبالطبع لم يبد إعجابه بجمع التبرعات باسمه أو كما توصف محليا "برعاية راسموس بالودان المزيد من الدنماركيين واللاجئين يلتقون حول طاولات الطعام والتعارف".
ويتهم معارضون من معسكر اليمين خطاب وتحركات بالودان بحجة أنه "يؤسس بتصرفاته لكي تصبح الحكومة بعد الانتخابات القادمة بيد اليسار ويسار الوسط".
ويهدف حزبه، سترام كورس، منذ تأسيسه من بين أشياء كثيرة معادية للمهاجرين إلى التركيز في برنامجه وهدفه السياسي على ضرورة: منع المسلمين منعا باتا من إظهار أنهم مسلمون، وإغلاق دور العبادة، وإقامة معسكرات اعتقال لمن يخالف، ريثما يجري ترحيلهم، ترحيل كل شخص من غير خلفية غربية مقيم في الدنمارك، إعادة دراسة الجنسيات التي منحت للمهاجرين بهدف سحبها منهم.
أما هؤلاء الذين حصلوا على لجوء، فيجب بطبيعة الحال إعادتهم فورا، حسبه، ويسري ذلك على من ينحدر من أصول اللاجئين، ولنبدأ على الفور بترحيل البوسنيين والكوسوفيين كبداية.
ومن بين أهدافه كذلك، أنّ كل شخص غير حاصل على إقامة وينتظر البت بأمره يجب سجنه إلى حين ترحيله. ولا يدرس طلب إقامة أي شخص بدون إرساله إلى بلده أولا، ثم تتابع القضية بينما لا يكون في البلد.