الوفاء ليس بتقبيل الشعار، بل بالتأكيد على الاستمرار مهما كانت الدوافع المغرية، هكذا كانت رسالة جمهور ميلان إلى الحارس الشاب جيانلويجي دوناروما، بعد أنباء رفضه تجديد عقده مع ميلان، والذي ينتهي في صيف 2018 أي بعد عام واحد فقط من الآن. لقد تحولت أخبار الحارس الصغير إلى قضية رأي عام في إيطاليا، الكل يتحدث عن عرض النادي اللومباردي ورغبة خليفة بوفون في الاستفادة المادية، مع اتهام الجمهور له بالخيانة خصوصا أنه يلعب مع ميلان منذ 2013، وقالها مرارا وتكرارا إنه يريد الاعتزال داخل مدرجات السان سيرو، لكن ظلت هذه التصريحات مجرد كلام على ورق، بفضل وكيله ومدير أعماله والشخص الذي يتحكم في كل خطواته، مينو رايولا عاد إليكم من جديد.
عقل بوغبا
كتب بول بوغبا تغريدة غاية في الغرابة خلال الأيام الماضية، ليكتب عن دوناروما ويصفه بالأفضل في العالم قريبا، وأنه يستحق الاحترام على ما قدمه. يلعب الفرنسي في مانشستر يونايتد ومن قبل مع يوفنتوس، ولم يتزامل أبدا مع جيانلويجي، لا في الأندية ولا بالمنتخبات، لذلك جاءت تصريحاته غير موفقة على الإطلاق كما أشارت الصحف الإيطالية، لأن هذا الأمر في النهاية بين دوناروما وميلان فقط، اللاعب والمدرب والإدارة والجمهور، حتى زملاؤه بالروسونيري فضلوا الابتعاد عن القصة والاكتفاء بالسكوت والمتابعة من بعيد، لكن أغلى لاعب في العالم كان له رأي مغاير، ويعود السر أيضا لرايولا.
رايولا هو وكيل أعمال بوغبا، إنه الشخص الذي جعله الأغلى خلال الموسم الماضي، بفضل العمل الكبير الذي قدمه في تسويقه، وقيامه بدور همزة الوصل بين يوفنتوس واليونايتد، حتى وصول رقم الانتقال إلى مبلغ فلكي غير متوقع، 105 ملايين يورو بالتمام وفق موقع "ترانسفير ماركت"، وبالتالي فإن الفرنسي يدين بالكثير لوكيله الإيطالي، ويؤمن بأنه صاحب فضل كبير عليه، لذلك لا مانع من الدخول على الخط والوقوف بجواره، عن طريق تشجيع دوناروما، أحد لاعبيه في بورصة الانتقالات الحالية.
وكشفت صحية "دير شبيغل" الألمانية في تسريباتها الأخيرة عن قيمة العمولة التي تحصل عليها رايولا من صفقة بوغبا، وكانت المفاجأة حاضرة بكل تأكيد، لأنه حصل على عمولات تقدر بـ 49 مليون يورو، جزء من يوفنتوس وجزء من مانشستر، وجزء ثالث من بول نفسه، وبالتالي فإن مينو سيحصل على رقم كبير أيضا إذا نجح في تحويل وجهة دوناروما إلى أحد عمالقة إنكلترا أو إسبانيا، لأن اللاعب سينتقل برقم بسيط نتيجة وجود عام واحد في عقده، أو حتى يذهب بالمجان الصيف المقبل، إنها القواعد الكروية الجديدة من وجهة نظر بائع البيتزا السابق.
البائع المتحول
في كتاب "أنا زلاتان"، خصص إبرا فصلاً كاملاً للحديث عن مينو رايولا، الرجل الذي بدأ حياته كبائع للبيتزا في هولندا، قبل أن يحترف مهنة وكيل اللاعبين ويتحدى الاتحاد الهولندي بقوانينه التي تسمح ببيع بعض اللاعبين مجانا وفق عمرهم وبعض الإحصائيات الأخرى، ليدخل هذا العالم المريب من الباب الكبير، بمساعدته دينيس بيركامب على الانتقال من هولندا إلى إنترميلانو في التسعينيات، قبل أن يتعمق أكثر ويلعب دور البطل في صفقة انتقال نيدفيد من لاتسيو إلى يوفنتوس.
يعترف زلاتان بأن رايولا له دور محوري في مسيرته، وساعده في التحول من مجرد لاعب مهاري إلى نجم كبير ومتدرب رائع، وقام رايولا بالتعاون مع لاعبه في شن حرب قوية ضد غوارديولا، ليتم تصدير نظرية المؤامرة إلى كافة وسائل الإعلام، بأن فشل إبرا في برشلونة كان نتاج المدرب وليس للاعب أي دور، وهذا ما جعل إبرا يتجه إلى أغلفة الصحف بشكل أكبر منذ رحيله عن برشلونة، لقد عرف السر بالتعاون مع مدير أعماله.
ودون الدخول في تفاصيل فنية عن مشكلة زلاتان مع بيب، فإن رايولا نجح في تحويل لاعبه إلى ضحية مكتملة الأركان. وفي أغسطس/ آب 2010 أتم رايولا الصفقة التي سماها بأنها أعظم صفقة على الإطلاق وفق شبكة "ويكبيديا"، حين استطاع نقل إبرا إلى الميلان بإعارة مع خيار الشراء بمبلغ 24 مليون يورو على دفعات، بعد أن طلب برشلونة 60 مليون يورو كسعر أولي. وكانت هذه العملية بمثابة نقطة الانطلاق الحقيقية لرايولا، ليتسابق اللاعبون على العمل معه والاستفادة من قدراته، ويصبح وكيلا لكل من مخيتاريان، بوغبا، دوناروما، لوكاكو، ماتويدي، بالوتيلي، وعدد كبير من النجوم في الوقت الحالي.
ذكاء ميلان
حاول مينو رايولا وضع كل الضغط على ميلان وإدارته، بالمماطلة والتأخر في الجلوس معهم من أجل مفاوضات التجديد، لقد رغب في تمديد الفترة قدر المستطاع حتى ينتهي الصيف، ويلعب دوناروما الموسم القادم مع الفريق ثم يرحل مجانا، ويحصل وقتها الوكيل الإيطالي على رقم فلكي من ناديه الجديد. ويركز رايولا منذ فترة على التعامل مع أندية الليغا والبريميرليغ، حتى يحصل على عمولات أكبر ويستفيد الجميع من القيمة الإعلامية لهذه الدوريات، وبالفعل أشارت بعض الصحف المقربة من الريال إلى أن الفريق فكر فعليا في جلب دوناروما بعد تعثر انتقال دي خيا.
تعامل ميلان بذكاء شديد مع الأزمة الطارئة التي صنعها رايولا من الألف للياء، من خلال الحديث مباشرة مع اللاعب بمجرد انتهاء الموسم الماضي، ليتصل المدير الرياضي ماسيمليانو ميرابيلي بالحارس ويطلب منه التجديد. وقتها فقط شعر مينو بالخطر، ليغضب بشدة نتيجة تجاهله ويضع مزيدا من التعقيدات أمام إدارة النادي الإيطالي، كتصدير المشكلة إلى وسائل الإعلام، والحديث عن صعوبة التجديد في الوقت الحالي، مع كلام عن عروض مالية هزيلة من ميرابيلي وشركاه في ميلانو.
دعت الإدارة بعد ذلك مينو رايولا ولاعبه للتفاوض الرسمي، رغم علمهم الكامل بنوايا وكيله، لكنهم رغبوا في نقل الصورة كاملة إلى وسائل الإعلام والجمهور، بأننا نريد استمرار لاعبنا، وسنعرض عليه راتباً ممتازاً قياسا بعمره وظروف السوق. كل هذا للتأكيد على رغبتهم في استمرار اللاعب بأي طريقة ممكنة، والدلالة على أن الرفض هذه المرة جاء من دوناروما ومينو رايولا، خصوصا عندما تحدث الصحفيون عن راتب 3.5 ملايين يورو في العام، الذي قدم لدونا، ليقابله المدير الرياضي سريعا بالنفي، ويؤكد أنهم عرضوا راتبا أكبر من ذلك بوضوح، مع مزايا أخرى كشارة القيادة وحوافز إضافية، وتقوية المشروع الرياضي ككل بالتعاقد مع نجوم جدد، لعودة الفريق إلى منصات التتويج في أقرب وقت.
نقل الضغط
عمل ماركو فاسوني مدير ميلان مع طاقمه بطريقة حديثة في مرحلة ما بعد غالياني، باستخدام خاصية "الفيديو" لنقل كل ما يحدث داخل النادي خلال عملية الانتقالات وتجديد العقود، برصد تحركات اللاعب أثناء وصوله، وإجراء الكشف الطبي، والتوقيع على الأوراق في حالة جلب لاعب جديد أو استمرار نجم قديم لفترة قادمة. وانعكست ظاهرة "الشفافية" الجديدة على تعامل الصحافيين مع القضية بأكملها، بعد التأكد من جدية مشروع ميلان، ورغبته في إضافة مزايا عديدة لحارسه، سواء بالمقابل المادي أو المعنوي، وبالتالي رمى مديرو النادي الكرة في ملعب دوناروما وحده، مع عنوان واضح وصريح، أنت فقط من تقرر القادم.
رفض الحارس بمساعدة رايولا كل العروض المقدمة، لأنه رغب فقط في الخروج من النادي في أقرب وقت، حتى يحصل على مزايا مالية أكبر في دوري آخر، ويتضاعف رصيد مينو في البنوك بعمولة أخرى، لكن كل هذا أيضا له ضريبته وثمنه، فالصحف الصادرة من إيطاليا ألقت الاتهامات على اللاعب بأنه سعى فقط وراء المادة، وانفجر غضب الجمهور الميلاني في كل مكان، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو في نوادي التشجيع، لدرجة رمي بعضهم "دولارات" على جيانلويجي أثناء مشاركته مع منتخب إيطاليا في بطولة اليورو 21 بدولة بولندا.
يبدو أن القصة لها نهاية مغايرة في القادم، لأن دوناروما ربما رفض وصفه بالخائن، ولم يقتنع من داخله بأن الزمن كفيل بجعل الناس تنسى ما حدث، كذلك رايولا هو الآخر فشل في إخراج سيناريو متكامل كما فعل مسبقا مع بوغبا وزلاتان وآخرين، وبالطبع فإن صراحة ملاك ميلان الجدد وتأكيدهم على ترك الحارس بالدكة دون مشاركة، مع رفضهم تماما بيعه بمبلغ بسيط خلال الصيف الحالي، كلها عوامل تدخلت بقوة في جعل العملية أكثر تعقيدا على الجميع.
ونتيجة كل ما سبق، فإن الخبر الجديد جاء من شبكة "سكاي" الموثوق في مصادرها، بأن دوناروما وميلان توصلا لنقطة تلاقي أخيرا، باستمرار الحارس مع الفريق لخمس سنوات مقبلة، مع رفع الراتب المادي بعض الشيء ليقترب من حاجز الستة ملايين يورو بالموسم الواحد. بالتأكيد ستكون هناك عمولة لرايولا، لكنها أقل بمراحل مما كان سيحصل عليه في حالة انتقال موكله إلى إسبانيا أو إنكلترا!
اقــرأ أيضاً
عقل بوغبا
كتب بول بوغبا تغريدة غاية في الغرابة خلال الأيام الماضية، ليكتب عن دوناروما ويصفه بالأفضل في العالم قريبا، وأنه يستحق الاحترام على ما قدمه. يلعب الفرنسي في مانشستر يونايتد ومن قبل مع يوفنتوس، ولم يتزامل أبدا مع جيانلويجي، لا في الأندية ولا بالمنتخبات، لذلك جاءت تصريحاته غير موفقة على الإطلاق كما أشارت الصحف الإيطالية، لأن هذا الأمر في النهاية بين دوناروما وميلان فقط، اللاعب والمدرب والإدارة والجمهور، حتى زملاؤه بالروسونيري فضلوا الابتعاد عن القصة والاكتفاء بالسكوت والمتابعة من بعيد، لكن أغلى لاعب في العالم كان له رأي مغاير، ويعود السر أيضا لرايولا.
رايولا هو وكيل أعمال بوغبا، إنه الشخص الذي جعله الأغلى خلال الموسم الماضي، بفضل العمل الكبير الذي قدمه في تسويقه، وقيامه بدور همزة الوصل بين يوفنتوس واليونايتد، حتى وصول رقم الانتقال إلى مبلغ فلكي غير متوقع، 105 ملايين يورو بالتمام وفق موقع "ترانسفير ماركت"، وبالتالي فإن الفرنسي يدين بالكثير لوكيله الإيطالي، ويؤمن بأنه صاحب فضل كبير عليه، لذلك لا مانع من الدخول على الخط والوقوف بجواره، عن طريق تشجيع دوناروما، أحد لاعبيه في بورصة الانتقالات الحالية.
وكشفت صحية "دير شبيغل" الألمانية في تسريباتها الأخيرة عن قيمة العمولة التي تحصل عليها رايولا من صفقة بوغبا، وكانت المفاجأة حاضرة بكل تأكيد، لأنه حصل على عمولات تقدر بـ 49 مليون يورو، جزء من يوفنتوس وجزء من مانشستر، وجزء ثالث من بول نفسه، وبالتالي فإن مينو سيحصل على رقم كبير أيضا إذا نجح في تحويل وجهة دوناروما إلى أحد عمالقة إنكلترا أو إسبانيا، لأن اللاعب سينتقل برقم بسيط نتيجة وجود عام واحد في عقده، أو حتى يذهب بالمجان الصيف المقبل، إنها القواعد الكروية الجديدة من وجهة نظر بائع البيتزا السابق.
البائع المتحول
في كتاب "أنا زلاتان"، خصص إبرا فصلاً كاملاً للحديث عن مينو رايولا، الرجل الذي بدأ حياته كبائع للبيتزا في هولندا، قبل أن يحترف مهنة وكيل اللاعبين ويتحدى الاتحاد الهولندي بقوانينه التي تسمح ببيع بعض اللاعبين مجانا وفق عمرهم وبعض الإحصائيات الأخرى، ليدخل هذا العالم المريب من الباب الكبير، بمساعدته دينيس بيركامب على الانتقال من هولندا إلى إنترميلانو في التسعينيات، قبل أن يتعمق أكثر ويلعب دور البطل في صفقة انتقال نيدفيد من لاتسيو إلى يوفنتوس.
يعترف زلاتان بأن رايولا له دور محوري في مسيرته، وساعده في التحول من مجرد لاعب مهاري إلى نجم كبير ومتدرب رائع، وقام رايولا بالتعاون مع لاعبه في شن حرب قوية ضد غوارديولا، ليتم تصدير نظرية المؤامرة إلى كافة وسائل الإعلام، بأن فشل إبرا في برشلونة كان نتاج المدرب وليس للاعب أي دور، وهذا ما جعل إبرا يتجه إلى أغلفة الصحف بشكل أكبر منذ رحيله عن برشلونة، لقد عرف السر بالتعاون مع مدير أعماله.
ودون الدخول في تفاصيل فنية عن مشكلة زلاتان مع بيب، فإن رايولا نجح في تحويل لاعبه إلى ضحية مكتملة الأركان. وفي أغسطس/ آب 2010 أتم رايولا الصفقة التي سماها بأنها أعظم صفقة على الإطلاق وفق شبكة "ويكبيديا"، حين استطاع نقل إبرا إلى الميلان بإعارة مع خيار الشراء بمبلغ 24 مليون يورو على دفعات، بعد أن طلب برشلونة 60 مليون يورو كسعر أولي. وكانت هذه العملية بمثابة نقطة الانطلاق الحقيقية لرايولا، ليتسابق اللاعبون على العمل معه والاستفادة من قدراته، ويصبح وكيلا لكل من مخيتاريان، بوغبا، دوناروما، لوكاكو، ماتويدي، بالوتيلي، وعدد كبير من النجوم في الوقت الحالي.
ذكاء ميلان
حاول مينو رايولا وضع كل الضغط على ميلان وإدارته، بالمماطلة والتأخر في الجلوس معهم من أجل مفاوضات التجديد، لقد رغب في تمديد الفترة قدر المستطاع حتى ينتهي الصيف، ويلعب دوناروما الموسم القادم مع الفريق ثم يرحل مجانا، ويحصل وقتها الوكيل الإيطالي على رقم فلكي من ناديه الجديد. ويركز رايولا منذ فترة على التعامل مع أندية الليغا والبريميرليغ، حتى يحصل على عمولات أكبر ويستفيد الجميع من القيمة الإعلامية لهذه الدوريات، وبالفعل أشارت بعض الصحف المقربة من الريال إلى أن الفريق فكر فعليا في جلب دوناروما بعد تعثر انتقال دي خيا.
تعامل ميلان بذكاء شديد مع الأزمة الطارئة التي صنعها رايولا من الألف للياء، من خلال الحديث مباشرة مع اللاعب بمجرد انتهاء الموسم الماضي، ليتصل المدير الرياضي ماسيمليانو ميرابيلي بالحارس ويطلب منه التجديد. وقتها فقط شعر مينو بالخطر، ليغضب بشدة نتيجة تجاهله ويضع مزيدا من التعقيدات أمام إدارة النادي الإيطالي، كتصدير المشكلة إلى وسائل الإعلام، والحديث عن صعوبة التجديد في الوقت الحالي، مع كلام عن عروض مالية هزيلة من ميرابيلي وشركاه في ميلانو.
دعت الإدارة بعد ذلك مينو رايولا ولاعبه للتفاوض الرسمي، رغم علمهم الكامل بنوايا وكيله، لكنهم رغبوا في نقل الصورة كاملة إلى وسائل الإعلام والجمهور، بأننا نريد استمرار لاعبنا، وسنعرض عليه راتباً ممتازاً قياسا بعمره وظروف السوق. كل هذا للتأكيد على رغبتهم في استمرار اللاعب بأي طريقة ممكنة، والدلالة على أن الرفض هذه المرة جاء من دوناروما ومينو رايولا، خصوصا عندما تحدث الصحفيون عن راتب 3.5 ملايين يورو في العام، الذي قدم لدونا، ليقابله المدير الرياضي سريعا بالنفي، ويؤكد أنهم عرضوا راتبا أكبر من ذلك بوضوح، مع مزايا أخرى كشارة القيادة وحوافز إضافية، وتقوية المشروع الرياضي ككل بالتعاقد مع نجوم جدد، لعودة الفريق إلى منصات التتويج في أقرب وقت.
نقل الضغط
عمل ماركو فاسوني مدير ميلان مع طاقمه بطريقة حديثة في مرحلة ما بعد غالياني، باستخدام خاصية "الفيديو" لنقل كل ما يحدث داخل النادي خلال عملية الانتقالات وتجديد العقود، برصد تحركات اللاعب أثناء وصوله، وإجراء الكشف الطبي، والتوقيع على الأوراق في حالة جلب لاعب جديد أو استمرار نجم قديم لفترة قادمة. وانعكست ظاهرة "الشفافية" الجديدة على تعامل الصحافيين مع القضية بأكملها، بعد التأكد من جدية مشروع ميلان، ورغبته في إضافة مزايا عديدة لحارسه، سواء بالمقابل المادي أو المعنوي، وبالتالي رمى مديرو النادي الكرة في ملعب دوناروما وحده، مع عنوان واضح وصريح، أنت فقط من تقرر القادم.
رفض الحارس بمساعدة رايولا كل العروض المقدمة، لأنه رغب فقط في الخروج من النادي في أقرب وقت، حتى يحصل على مزايا مالية أكبر في دوري آخر، ويتضاعف رصيد مينو في البنوك بعمولة أخرى، لكن كل هذا أيضا له ضريبته وثمنه، فالصحف الصادرة من إيطاليا ألقت الاتهامات على اللاعب بأنه سعى فقط وراء المادة، وانفجر غضب الجمهور الميلاني في كل مكان، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو في نوادي التشجيع، لدرجة رمي بعضهم "دولارات" على جيانلويجي أثناء مشاركته مع منتخب إيطاليا في بطولة اليورو 21 بدولة بولندا.
يبدو أن القصة لها نهاية مغايرة في القادم، لأن دوناروما ربما رفض وصفه بالخائن، ولم يقتنع من داخله بأن الزمن كفيل بجعل الناس تنسى ما حدث، كذلك رايولا هو الآخر فشل في إخراج سيناريو متكامل كما فعل مسبقا مع بوغبا وزلاتان وآخرين، وبالطبع فإن صراحة ملاك ميلان الجدد وتأكيدهم على ترك الحارس بالدكة دون مشاركة، مع رفضهم تماما بيعه بمبلغ بسيط خلال الصيف الحالي، كلها عوامل تدخلت بقوة في جعل العملية أكثر تعقيدا على الجميع.
ونتيجة كل ما سبق، فإن الخبر الجديد جاء من شبكة "سكاي" الموثوق في مصادرها، بأن دوناروما وميلان توصلا لنقطة تلاقي أخيرا، باستمرار الحارس مع الفريق لخمس سنوات مقبلة، مع رفع الراتب المادي بعض الشيء ليقترب من حاجز الستة ملايين يورو بالموسم الواحد. بالتأكيد ستكون هناك عمولة لرايولا، لكنها أقل بمراحل مما كان سيحصل عليه في حالة انتقال موكله إلى إسبانيا أو إنكلترا!