نقلت ألمانيا 35 جندياً يخدمون في العراق إلى الأردن المجاور والكويت، اليوم الثلاثاء، وسط توترات بسبب قتل قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، على يد الولايات المتحدة في غارة جوية في بغداد، الأسبوع الماضي.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية آنيغريت كرامب-كارنباور، ووزير الخارجية هايكو ماس، في رسالة لنواب البرلمان، إن ّالقوات الموجودة في قواعد عراقية بمدينتي بغداد والتاجي "سيتم نقل عناصرها مؤقتاً"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية الرسمية، اليوم الثلاثاء. وأكد الوزيران أن المحادثات مع الحكومة العراقية بشأن استمرار مهمة تدريب القوات العراقية "ستستمر".
ولدى ألمانيا حوالي 120 جندياً في العراق، بالرغم من أنّ الأغلبية لا تتمركز في التاجي وبغداد، وإنما في مناطق أخرى.
وذكرت وزارة الدفاع الألمانية، لاحقاً الثلاثاء، أنّ الجنود المتمركزين في التاجي نقلوا جواً ليلاً إلى قاعدة الأزرق الجوية في الأردن، حيث تتواجد طائرات ألمانية تساعد في المعركة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي. وأضافت أنّ مقر عملية التصدي للتظيم قام بنقل ثلاثة جنود في بغداد مع زملاء من دول أخرى إلى الكويت.
وقالت الوزارة، في بيانها، "سيُنقل الجنود المنتشرون هناك إلى الأردن والكويت، وتمكن إعادتهم إذا استؤنفت التدريبات".
من جانبه، صرح رودريش كيسفيتر النائب في حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وعضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني لراديو "دويتشلاندفونك": "جنودنا باقون في المنطقة وستظل البعثة كما هي الآن، بالرغم من أنها ستعلق هذا الأسبوع بانتظار استشارات أخرى."
وتابع أن هذه "خطوة جيدة للغاية لمنح الحكومة العراقية الوقت لتقييم الموقف" بعد أن دعا البرلمان العراقي لانسحاب القوات الأجنبية.
وسيتعين على التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم "داعش" أن يناقش كيفية الاستمرار، وفقاً للنائب. وكانت ألمانيا أمرت جنودها في التاجي وبغداد بعدم مغادرة قواعدهم عقب مقتل سليماني، الأسبوع الماضي، بالقرب من مطار بغداد.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع في كرواتيا، سحب 14 جندياً من العراق إلى الكويت، وذلك، في بيان أوضح أن خطوات مستقبلية من المقرر اتخاذها بالتشاور مع حلفاء حلف شمال الأطلسي "ناتو".
وأعلنت سلوفاكيا أنها نقلت 7 من جنودها من العراق إلى موقع غير محدد. غير أنّ سلوفينيا قالت إن جنودها الستة باقون في العراق بقاعدة في إربيل شمالاً بالتحديد. وقالت وزارة الدفاع إنها "تراقب الوضع في العراق باستمرار وسوف تتخذ قراراتها في المستقبل بناء على التطورات هناك".
أما عن قرار بريطانيا، فقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، رداً على سؤال عن احتمال سحب قوات بلاده من العراق، إنً الحكومة "تراجع دوماً تدابير الحماية للقوات المسلحة".
وبعد اجتماع لكبار أعضاء مجلس الوزراء، جدد جونسون التأكيد على وجهة نظره بأنه ينبغي لجميع الأطراف العمل على تهدئة التوتر في المنطقة، بعد مقتل سليماني.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء، بحسب ما أوردته "رويترز"، إنّ "الحكومة اتفقت على أن سليماني كان مسؤولاً عن سلوك مزعزع للاستقرار بالمنطقة، وكان تهديداً لمصالح بريطانيا". وصوّت البرلمان العراقي في جلسة استثنائية، عقدها مساء الأحد، على قرار يلزم الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، وتضمن القرار فقرات عدة أبرزها إلزام الحكومة بإلغاء طلب المساعدة من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد "داعش"، بعد انتهاء العمليات العسكرية والحربية، والعمل على إنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية.