أثارت عودة المدافع البرازيلي ديفيد لويز إلى نادي تشلسي، الكثير من علامات الاستفهام، بعد دفع الأخير مبلغاً كبيراً وصل إلى 32 مليون جنيه إسترليني لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي.
قد يرى البعض أن لويز يفتقد مهارة المدافعين، أو أنه يتسم في بعض الأحيان بالتهور والاندفاع بسبب الحماس الزائد إلى الأمام، ما يجعل خطوط الفريق الخلفية مكشوفة، وبالتالي قد يتعرض الفريق لأهداف سهلة بأخطاء ربما يمكن تفاديها. ومن الواضح أن اللاعب البرازيلي لم يكن الهدف الأول للمدرب الإيطالي أنتونيو كونتي في سوق الانتقالات.
قد يسأل آخرون أنفسهم في أي مركز سيلعب لويز تحت قيادة مدرب يعتمد بشكل كبير على الانضباط التكتيكي والالتزام بالخطط والمراكز من أجل تأمين الفوز والانتصار، مثلما كان يحصل مع يوفنتوس ومنتخب إيطاليا، وربما من الصعب في الدوري الإنكليزي أن يلعب الفريق بنظام 3-5-2 إلا إذا كان الهدف تأمين نتيجة التعادل، فكونتي يعتمد بشكل كبير على الظهيرين اللذين يعتبران بنظره جناحين متأخرين.
الفرق بين طريقة كونتي في وضع ثلاثة مدافعين في الخلف وبين مدرب آخر، هي أن الرجل الإيطالي يسعى إلى تحقيق الفعالية الهجومية أكثر من الناحية الدفاعية، فعلى سبيل المثال تقدم إيطاليا في يورو 2016 إلى ربع النهائي لم يكن وليد الصدفة، فالجناحان المتمركزان في الخلف شكلا نقطة كبيرة في العمليات الهجومية، فيما يتمحور دور لاعبي الوسط في خطف الكرات وعدم خسارتها، ويقع على المهاجمين واجب القتال على الكرات العالية.
ويحاول كونتي دائماً كبح جماح مدافعيه من الناحية الهجومية، ففي يوفنتوس وإيطاليا لم يكن لاعبو الخط الخلفي يتقدمون كثيراً إلى ما بعد منتصف الملعب، وكان بونوتشي دائماً يلعب دور الممر المميز لزملائه ويقف بعد ذلك، لكن لويز ليس من هذا النوع.
ويعتبر اللعب أمام المدافعين مباشرة مكاناً مناسباً للويز، فمدافعو الدوري الإنكليزي مثلاً يحاولون التخلص من الكرة وتشتيتها بسرعة، لكن قد نرى مع اللاعب البرازيلي أمراً مختلفاً، إذ يمسكها ويتقدم بها إلى الأمام، خاصة أنه يجيد في الناحية الهجومية.
وحين كان لويز في باريس سان جيرمان كان يندفع إلى الأمام بشكل متهور ويترك خلفه ثغرات دفاعية، مما كلف فريقه أهدافاً سهلة، وبالتالي بات ماركينوس وتياغو سيلفا الخيار الأفضل للمدرب هناك لحفظ التوازن في الخلف، ولكن قد يكون تعاقد البلوز معه من أجل تفعيل دور الهجمات المرتدة أكثر، وهذا الأمر لا ينطبق على جون تيري وكاهيل، وبالتالي قد يلعب في الخط الخلفي مع حمايته من خط الوسط، مما سيعطي فرصة لكونتي للدفع بدييغو كوستا وميتشي باتشواي جنباً إلى جنب في الأمام.
وسيحاول كونتي ربما اللعب بطريقة 3-5-2، والتي تتغير باستمرار لتكون 3-1-4-2 و3-4-2-1، وسيسعى لاعبو الخط الخلفي للضغط إلى الأمام وتضييق المساحات على لاعبي الخصم، ومع وجود الفرنسي نغولو كانتي في الوسط الدفاعي ستكون المهمة أسهل لتطبيق هذه الخطة.
حاول كونتي مراراً وتكراراً في الانتقالات الصيفية جلب أسماء إلى الخط الخلفي، لكنه فشل في خطف أي مدافع من يوفنتوس على غرار بونوتشي وبارازغلي وكذلك جورجيو كيليني، وكذلك حصل مع مدافع ميلان رومانيولي وكاليدو كوليبالي من نابولي.
كونتي يعلم أن لويز ليس الخيار التكتيكي الأفضل له للعب بنظام دفاعي، لكن في الوقت عينه يجد نفسه مرتاحاً في اللعب بنظام الـ3-5-2، والذي خبره في الماضي ونجح فيه كثيراً كمدرب، وفي حال أراد التغيير والعودة إلى أسلوب أكثر كلاسيكية يمكنه الاعتماد على 4 مدافعين في الخلف، وعدم الدفع بلويز إلا عند الحاجة، لأن الأخير قد يكون قنبلة موقوتة ربما تؤثر على أحلام البلوز في الدوري.