تقول كلمات الأغنية: "فزعة فزعة لحوران/ ارفع صوتك وغنّ هذه الأغنية/ بدي حرية/ فزعة فزعة لسورية/ وأنا معكم/ قالوا إنها لن تحصل في هذا البلد/ فهمس الهواء بمطالبنا/ أطفال مدرسة كتبوا على الجدار/ نريد إسقاط النظام/ التقطهم رجال المخابرات، وزجوهم في الزنزانات/ اقتلعوا أظافرهم/ وأذاقوهم أشد أنواع العذاب/ هرع الأهالي يستنجدون بمحافظ المدينة/ نصحهم أن ينسوا أولادهم/ وقال أنجبوا غيرهم إن تجرأتم".
هذه الكلمات ليست تقريراً صحافياً، ولا خطاباً سياسياً، بل هي أغنية للمغني الأميركي، ديلان كونر (Dylan conner)، وكما هو واضح فهي أغنية تتعاطف مع الثورة السورية، وتروي الأحداث التي مرَّت بها منذ انطلاقتها الأولى. وقد صاحبت الأغنية مشهدية بصرية استعرضت جملة من وقائع وأحداث الثورة بكلمات بسيطة، إلى حد تكاد تقترب من السرد اليومي للأحداث. فكما هو واضح من كلماتها، تطرقت الأغنية لحادثة أطفال المدارس في درعا، واقتلاع أظفارهم وللتظاهرات السلمية وللرصاص الذي راح يستهدف المتظاهرين السلميين، ولخروج الدبابات إلى الشوارع. وجدير بالذكر، أنها المرة الثانية التي يقوم فيها المغني، كونر، خلال ثورة الشعب السوري، بإصدار أغنية يتحدّث فيها عن معاناة الناس. الأغنية بعنوان "العالم الغريب"، وتهدف إلى مناشدة العالم، من أجل تحويل أنظاره لما يحدث داخل الأراضي السوريّة من قتل وإبادة وتشريد على يد النظام السوري. وكان كونر قد أصدر أغنية في مطلع الثورة في 2011 بعنوان "Fezaa" أو "الفزعة" لحوران، عندما بدأت شرارة الثورة في درعا.
وظهرت في الفيديو كليب المصاحب للأغنية، مشاهد وصور من الأرشيف، كمظاهرات حمص في ساحة الساعة، وجثامين الضحايا وهي ملفوفة باللون الأبيض، وصور الأطفال المشردين وهم يلتهمون بقايا الطعام، وهروب أطفال آخرين من أصوات الرصاص. بالعموم، كانت الكلمات تصف المشهد، أو يمكن القول، إن المشهد هو من كان يصف الكلمات.
غير أنّ أكثر ما يلفت الانتباه، هو سعي المغني، ديلان كونر، للتماهي مع أحداث الثورة، وكأنه أضحى ثائراً يعيش فيها ومعها وداخل أحداثها اليوميّة. فحينما ألمح في أغنيته إلى شاب يقف في الصفوف الأولى للمظاهرات، وتم إطلاق الغاز المسيل للدموع عليه، عُرِضَت صورة لشاب مُصاب بالرصاص، وهو ينزف دماً، فيجعل المغني من نفسه أباً لهذا الشاب، ويسارع حسب وصف كلمات أغنيته إلى احتضانه، لكن رصاصة القناص كانت أسرع إليه منه.
وقد صرح كونر في أكثر من مناسبة، بأنه لولا ارتباطه عاطفياً بفتاة سورية، لما كان قد تنبه أو غنى للثورة السورية، إذ لمعت في ذهنه فكرة الأغنية، لمّا كان في زيارة لعائلة زوجته الدرعاوية. وقد سمع والد زوجته وهو يشاهد التلفاز، ويهتف: "فزعة فزعة لحوران"، وتلك الحادثة كانت البداية التي ألهمته صناعة هذه الأغنية. مما يعني أنه لو لم يحب فتاة سورية، ويتزوج منها، لما كان قد سمع بالثورة السورية، أو تعاطف معها وغنى لها. يقول كونر في واحدة من نسخ أغنيته هذه مُعرِّفاً بنفسه، ومعلقاً على الأغنية: "أنا أميركي، بس بقلبي أنا حوراني، أنا سوري".
اقــرأ أيضاً
وهنا يحضر سؤال يبدو عبثيّاً، ترى هل كان على كل فتاة سورية أن تغوي عشيقاً أميركياً أو فرنسياً أو بريطانياً حتى يكف العالم عن نهش لحم السوريين، ويتنبه إلى موتهم ويتعاطف ويغني لهم، وذلك لتتحقق وجهة نظر "جلجامش" التي وردت في ملحمة جلجامش الكبرى، لمّا تحدث عن ترويض "أنكيدو الهمجي" قائلاً: "الأشد همجية، مهما كان، تروضه امرأة، فيغدو رقيقاً".
وأخيراً، جاء السطر التالي في كلمات الأغنية "إن ديكتاتور دمشق يرتدي قميصاً وربطة عنق، لكنّ قذائف دباباته تملأ السماء، ومواطنوه يحتمون في الملاجئ".
اقــرأ أيضاً
هذه الكلمات ليست تقريراً صحافياً، ولا خطاباً سياسياً، بل هي أغنية للمغني الأميركي، ديلان كونر (Dylan conner)، وكما هو واضح فهي أغنية تتعاطف مع الثورة السورية، وتروي الأحداث التي مرَّت بها منذ انطلاقتها الأولى. وقد صاحبت الأغنية مشهدية بصرية استعرضت جملة من وقائع وأحداث الثورة بكلمات بسيطة، إلى حد تكاد تقترب من السرد اليومي للأحداث. فكما هو واضح من كلماتها، تطرقت الأغنية لحادثة أطفال المدارس في درعا، واقتلاع أظفارهم وللتظاهرات السلمية وللرصاص الذي راح يستهدف المتظاهرين السلميين، ولخروج الدبابات إلى الشوارع. وجدير بالذكر، أنها المرة الثانية التي يقوم فيها المغني، كونر، خلال ثورة الشعب السوري، بإصدار أغنية يتحدّث فيها عن معاناة الناس. الأغنية بعنوان "العالم الغريب"، وتهدف إلى مناشدة العالم، من أجل تحويل أنظاره لما يحدث داخل الأراضي السوريّة من قتل وإبادة وتشريد على يد النظام السوري. وكان كونر قد أصدر أغنية في مطلع الثورة في 2011 بعنوان "Fezaa" أو "الفزعة" لحوران، عندما بدأت شرارة الثورة في درعا.
وظهرت في الفيديو كليب المصاحب للأغنية، مشاهد وصور من الأرشيف، كمظاهرات حمص في ساحة الساعة، وجثامين الضحايا وهي ملفوفة باللون الأبيض، وصور الأطفال المشردين وهم يلتهمون بقايا الطعام، وهروب أطفال آخرين من أصوات الرصاص. بالعموم، كانت الكلمات تصف المشهد، أو يمكن القول، إن المشهد هو من كان يصف الكلمات.
غير أنّ أكثر ما يلفت الانتباه، هو سعي المغني، ديلان كونر، للتماهي مع أحداث الثورة، وكأنه أضحى ثائراً يعيش فيها ومعها وداخل أحداثها اليوميّة. فحينما ألمح في أغنيته إلى شاب يقف في الصفوف الأولى للمظاهرات، وتم إطلاق الغاز المسيل للدموع عليه، عُرِضَت صورة لشاب مُصاب بالرصاص، وهو ينزف دماً، فيجعل المغني من نفسه أباً لهذا الشاب، ويسارع حسب وصف كلمات أغنيته إلى احتضانه، لكن رصاصة القناص كانت أسرع إليه منه.
وقد صرح كونر في أكثر من مناسبة، بأنه لولا ارتباطه عاطفياً بفتاة سورية، لما كان قد تنبه أو غنى للثورة السورية، إذ لمعت في ذهنه فكرة الأغنية، لمّا كان في زيارة لعائلة زوجته الدرعاوية. وقد سمع والد زوجته وهو يشاهد التلفاز، ويهتف: "فزعة فزعة لحوران"، وتلك الحادثة كانت البداية التي ألهمته صناعة هذه الأغنية. مما يعني أنه لو لم يحب فتاة سورية، ويتزوج منها، لما كان قد سمع بالثورة السورية، أو تعاطف معها وغنى لها. يقول كونر في واحدة من نسخ أغنيته هذه مُعرِّفاً بنفسه، ومعلقاً على الأغنية: "أنا أميركي، بس بقلبي أنا حوراني، أنا سوري".
وهنا يحضر سؤال يبدو عبثيّاً، ترى هل كان على كل فتاة سورية أن تغوي عشيقاً أميركياً أو فرنسياً أو بريطانياً حتى يكف العالم عن نهش لحم السوريين، ويتنبه إلى موتهم ويتعاطف ويغني لهم، وذلك لتتحقق وجهة نظر "جلجامش" التي وردت في ملحمة جلجامش الكبرى، لمّا تحدث عن ترويض "أنكيدو الهمجي" قائلاً: "الأشد همجية، مهما كان، تروضه امرأة، فيغدو رقيقاً".
وأخيراً، جاء السطر التالي في كلمات الأغنية "إن ديكتاتور دمشق يرتدي قميصاً وربطة عنق، لكنّ قذائف دباباته تملأ السماء، ومواطنوه يحتمون في الملاجئ".