نشأت ديمة صرصور في مجتمعها السويدي مع أخويها الأصغرين، عامر وسالم، في قرية صغيرة بريف أوبسالا، حيث "كانت فلسطين أساسيا من اليوميات".
ارتادت ديمة المدارس وفي بالها ذاكرة اليرموك والحجر الأسود، جنوبي دمشق، ما أدى إلى "إشكالات كثيرة جعلتني في الصف أبدو مشاغبة مرات عديدة بسبب السجال عن رفضي أن فلسطين هي إسرائيل في معظم الدروس، فكنت أرفض أن يفرض علي وعي آخر".
طفولة المهجر لم تكن سهلة بالنسبة لديمة في أسألتها عن الذاتية عن المكان "أنت في مكان، ورغم ذلك تنتمي إلى آخر، ففي النقاشات التي كنت أستمع إليها في اليرموك وإن كنت طفلة صغيرة، وحتى في السويد عادت الأسئلة تلح بحثا، كلاجئة مرة أخرى، عن جواب سؤال طفولتي عما تكون صفد وفلسطين".
تغيرت السويد خلال 29 سنة، منذ مجيء أسرة ديمة، ولكن سنوات الهجرة تلك، حيث كبرت ديمة في ريف سويدي جميل، بتربية بلغة وهوية عربيتين، برتابة حياة الريف دفع بالشابة إلى ما يشبه التمرد مع تعاظم أسئلة المحيط عمن تكون، حيث لا أحد من اصل غير سويدي سوى عائلتها. ورغم اكتسابها هوية "شمال أوروبية"، إلى جانب هويتها الأصلية، ظلت الثانية تهيمن في سن المراهقة وأثناء دراسة الثانوية، فاختارت خوض دراسة "الاثنوغرافيا "حبا في البحث عن أجوبة من نكون ولماذا وصلنا من المخيم إلى آخر بقعة مأهولة في شمال أوروبا".
لاحقا اختارت ديمة دراسة "العلوم السياسية" في جامعة أوبسالا وكالمار (جنوب) وفي بلفاست (أيرلندا) لتتخرج في 2012 وتبدأ رحلتها مع "المواطنين الجدد"، كتسمية سويدية للقادمين إليها كمهاجرين ولاجئين، في إدارتها لمشروع "سياسة الدمج" لست عشرة ثانوية سعيا لتحديد ما يجب فعله لتحديد ما هو "الدمج" الذي يراد أن يسري مجتمعيا وبالنسبة لهؤلاء "الجدد".
تطور عمل الشابة لاحقا ليشمل "مديرة تنسيق المشاريع" في الاتحاد الرياضي السويدي الذي يضم 3,2 ملايين عضو، والأمر هنا لا يشمل الرياضة فحسب، فذلك الاتحاد هو مظلة للعديد من مؤسسات المجتمع الشاملة معظم أنشطته، وبينها تلك الساعية لأن يكون "المواطن الجديد" جزءا منها وأنشطتها لأجل الدمج الصحيح من القاعدة. فمفهوم المساواة الذي تعتمده السويد يقوم بالأصل على انخراط الناس على قدم المساواة في مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، التي تشكل منطلقا. التركيز على مسائل الدمج وتعريفاته، مثلما هي حالة البحث عن إنهاء التمييز والعنصرية البنيوية تراها ديمة "فمصاعب هؤلاء اللاجئين والمهاجرين تكمن في الخلل المؤسساتي السويدي الذي ينظر بعضه إلى القادمين الجدد كإشكالية للمجتمع.
اندماج وليس انصهار
استطاعت ديمة صرصور من خلال نشاطها العملي والنظري مع 21 منسقا آخر في عموم السويد خلال السنوات الماضية إدخال تعديلات على مجمل عمل مؤسسات المجتمع المدني وذهبت الحكومة لتبني "إستراتيجة 2025" التي تركز على أن إشكالية الدمج لا تتعلق بالقادمين الجدد بقدر ما ترتبط بالمشاكل البنيوية في المؤسسات السويدية.
تهدف مشاريع السويد، التي تشارك فيها ديمة من خلال موقعها الذي تدرجت فيه إلى مسؤولية المساهمة في الدفع لتقديم تعريفات واضحة للدمج والقيم السويدية وما يجب أن يكون التصرف الصحيح حين الانخراط في مؤسسات المجتمع، إلى عدم تبني سياسة "الصهر" التي تقوم بها على سبيل المثال حكومة الدنمارك، بفرض تبن للثقافة والقيم على القادمين الجدد دون اعتبار للخلفيات العرقية والثقافية والقدرات الفردية والجماعية ولا مستويات التعليم.
وفي ذات السياق استطاعت الشابة "الخجولة" بعد سنوات من فهم ما يدور حولها وفي مجتمعها أن تشق طريقها لتقديم استشارات لأكبر مظلة للمؤسسات المجتمعية السويدية، وباعتراف محيطها بقدراتها على فهم تشابك الحقوق الدستورية وتعددية مجتمعها الذي ترعرعت فيه، إن ثقافيا أو إثنيا، باتت ديمة جزءا من مشهد عام في إقليم يضم عددا كبيرا من فلسطينيي وعرب ومهاجري السويد، في محافظة أوبسالا وبلديتين في العاصمة استوكهولم.
ارتادت ديمة المدارس وفي بالها ذاكرة اليرموك والحجر الأسود، جنوبي دمشق، ما أدى إلى "إشكالات كثيرة جعلتني في الصف أبدو مشاغبة مرات عديدة بسبب السجال عن رفضي أن فلسطين هي إسرائيل في معظم الدروس، فكنت أرفض أن يفرض علي وعي آخر".
طفولة المهجر لم تكن سهلة بالنسبة لديمة في أسألتها عن الذاتية عن المكان "أنت في مكان، ورغم ذلك تنتمي إلى آخر، ففي النقاشات التي كنت أستمع إليها في اليرموك وإن كنت طفلة صغيرة، وحتى في السويد عادت الأسئلة تلح بحثا، كلاجئة مرة أخرى، عن جواب سؤال طفولتي عما تكون صفد وفلسطين".
تغيرت السويد خلال 29 سنة، منذ مجيء أسرة ديمة، ولكن سنوات الهجرة تلك، حيث كبرت ديمة في ريف سويدي جميل، بتربية بلغة وهوية عربيتين، برتابة حياة الريف دفع بالشابة إلى ما يشبه التمرد مع تعاظم أسئلة المحيط عمن تكون، حيث لا أحد من اصل غير سويدي سوى عائلتها. ورغم اكتسابها هوية "شمال أوروبية"، إلى جانب هويتها الأصلية، ظلت الثانية تهيمن في سن المراهقة وأثناء دراسة الثانوية، فاختارت خوض دراسة "الاثنوغرافيا "حبا في البحث عن أجوبة من نكون ولماذا وصلنا من المخيم إلى آخر بقعة مأهولة في شمال أوروبا".
لاحقا اختارت ديمة دراسة "العلوم السياسية" في جامعة أوبسالا وكالمار (جنوب) وفي بلفاست (أيرلندا) لتتخرج في 2012 وتبدأ رحلتها مع "المواطنين الجدد"، كتسمية سويدية للقادمين إليها كمهاجرين ولاجئين، في إدارتها لمشروع "سياسة الدمج" لست عشرة ثانوية سعيا لتحديد ما يجب فعله لتحديد ما هو "الدمج" الذي يراد أن يسري مجتمعيا وبالنسبة لهؤلاء "الجدد".
تطور عمل الشابة لاحقا ليشمل "مديرة تنسيق المشاريع" في الاتحاد الرياضي السويدي الذي يضم 3,2 ملايين عضو، والأمر هنا لا يشمل الرياضة فحسب، فذلك الاتحاد هو مظلة للعديد من مؤسسات المجتمع الشاملة معظم أنشطته، وبينها تلك الساعية لأن يكون "المواطن الجديد" جزءا منها وأنشطتها لأجل الدمج الصحيح من القاعدة. فمفهوم المساواة الذي تعتمده السويد يقوم بالأصل على انخراط الناس على قدم المساواة في مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، التي تشكل منطلقا. التركيز على مسائل الدمج وتعريفاته، مثلما هي حالة البحث عن إنهاء التمييز والعنصرية البنيوية تراها ديمة "فمصاعب هؤلاء اللاجئين والمهاجرين تكمن في الخلل المؤسساتي السويدي الذي ينظر بعضه إلى القادمين الجدد كإشكالية للمجتمع.
اندماج وليس انصهار
تهدف مشاريع السويد، التي تشارك فيها ديمة من خلال موقعها الذي تدرجت فيه إلى مسؤولية المساهمة في الدفع لتقديم تعريفات واضحة للدمج والقيم السويدية وما يجب أن يكون التصرف الصحيح حين الانخراط في مؤسسات المجتمع، إلى عدم تبني سياسة "الصهر" التي تقوم بها على سبيل المثال حكومة الدنمارك، بفرض تبن للثقافة والقيم على القادمين الجدد دون اعتبار للخلفيات العرقية والثقافية والقدرات الفردية والجماعية ولا مستويات التعليم.
وضعت مع زملائها الآخرين بالعمل لسنوات بصمة نحو تغيير جذري في مؤسسات المجتمع أدت إلى فهم آخر لقضية استقبالها للقادمين الجدد، فمن خلال تعديل "بنيوي للمؤسسات" باتت طرق استقبالها لمن يراد دمجهم أكثر سلاسة، وبعيدا عن سياسة التهميش التي انتهجت بسبب خلل في تطبيق الاندماج، وفي إطار قانون يكفل لهؤلاء حقهم في أن يكون لهم مكانتهم، بغض النظر عن اثنياتهم وثقافتهم في مجتمع تعددي. وكمثل على تغيير طرق استقبال الشبان من اللاجئين والمهاجرين الجدد في أندية السويد الرياضية تقول ديمة " اشتراط إجادة اللغة لمن حضر قبل عامين كان أمرا معيقا، ويهدر وقت من أراد ممارسة هوايته المفضلة، فبتنا نضع خططا تقول: لا حاجة لإجادة اللغة إن كان الشخص يتعلم كيف يمارس أية لعبة أرادها، فلغته ستتطور خلال احتكاكه بمحيطه، وبالتالي جرى تبني تغيير جذري بانفتاح على البعض الذي يسير نحو احترافية حتى لو لم يمر وقت طويل على قدومه إلى البلد وهي تغييرات يعمل عليها كجزء من استراتيجية 2025". وترى الشابة الفلسطينية-السويدية أن "هؤلاء الذين حضروا من سورية لاجئين إلى السويد لا يجب النظر إليهم كناقلي مشاكل أو عبئ على المجتمع، بل كقدرات يمكن الاستفادة منهم في المجتمع، ما يتطلب بعض التعديلات والتغييرات البنيوية في المؤسسات المجتمعية المحلية المستقبلة لهم في عموم السويد".
مرشحة وعضو مجلس بلدي
وحتى لو لم تكن ديمة في بدايات عملها على تماس يومي مع اللاجئين والمهاجرين، إنما من خلال البلديات والمؤسسات التي تضع لهم البرامج لتنفيذها، وتقدم الاستشارات فيما يتعلق بتحسين ظروف استقبالهم وجعلهم جزءا فاعلا من المجتمع، إلا أنها باتت وجها معروفا في مجتمعها السويدي وبين اللاجئين والمهاجرين..
في صيف العام الماضي وأثناء الإعداد لانتخابات عامة، تشريعية ومحلية، خطرت فكرة ترشح ديمة صرصور إلى عضوية المجلس البلدي لمحافظة أوبسالا، كأول عربية وفلسطينية في صفوف الحزب الاجتماعي الديمقراطي الحاكم. وتذكر ديمة "بقيت ناشطة سياسية مستقلة لسنوات، ولكن تقدم الحزب العنصري، والتغيرات السلبية التي بدأت السويد تشهدها جعلتني أشارك في الحزب الديمقراطي، وهو ما أتمناه للآخرين باختيار أحزاب والانضمام إليها، على الأقل ليظهروا أنهم موجودون ونشطون وكيلا يسمحوا بتدفق العنصريين وهيمنتهم على أجواء بلد كنا نفتخر بانتمائنا إليه".
جرى اختيارها من قبل حزبها كمرشحة للانتخابات المحلية بعد عام ونصف العام من عضويتها في الاجتماعي الديمقراطي. حصلت ديمة، رغم هرمية الحزب الصعبة التي تتطلب سنوات ليجري ترشيح الشخص للانتخابات، على ثقة حزبها كشابة من خلفية اثنية مختلفة عن الأغلبية "ورأيت هذا الترشيح كإشارة من الحزب على انفتاحه وثقته بالسويديين الجدد، أو الجيل الثاني، وبدل أن يجري التحدث عنا نحن نتحدث عن أنفسنا". حصلت ديمة على المرتبة الثانية من عدد أصوات مرشحي حزبها الذين نجحوا في الانتخابات البلدية، والمرتبة الخامسة بين مرشحي كافة الأحزاب السياسية في أوبسالا. واليوم تأخذ على عاتقها في عضويتها لهذا المجلس قضية تنشيط الجيل الجديد من أبناء المهاجرين ليكونوا جزءا هاما من الخارطة السياسية والحزبية "فإذا كنت أؤمن بالثورات العربية وحق الجيل الشاب بأن يكون هو صاحب المبادرة فلا بد أن يكون لمن تحرر من قيوده في البلد الأصلي أن يستكمل مسيرة الحق والحرية حيث تضمن له القوانين والأجواء أن يفعلها".
110 آلاف من سورية
رغم حداثة وجود نحو 110 آلاف سوري ومن فلسطينيي سورية في اللجوء الجديد في السويد، ترى ديمة أن "إمكانات كبيرة يملكها هؤلاء القادمون، وخصوصا جيل الشباب الذي غامر للوصول إلى أقصى الشمال الأوروبي، وهي مغامرة يتمنى الشاب السويدي أن يكون قادرا على القيام بها". تلك الإمكانيات والطاقات والمواهب تواجه اليوم تحديات كثيرة في مجتمع سويدي يتغير "فحصول حزب إس دي (ديمقراطيو السويد) على أكثر من مليون صوت في انتخابات سبتمبر/أيلول الماضي ليس أمرا هينا". تلك التحديات ترى أنه لا يمكن مواجهتها ببقاء صورة السويد كبلد لطيف وجميل بل "تحتاج مواجهة أخرى، تقوم على المشاركة والتشمير عن السواعد ليكون لنا قيمة ومكانة وندافع عن مصالحنا ومستقبلنا".
وإلى جانب أبناء من حضروا منذ ثلاثة أو أربعة عقود، تؤكد هذه الشابة ضرورة مشاركتهم وتفاعلهم في مجتمع السويد، حيث تتيح قوانين وثقافة البلد الفرص والتمكين.
نشاط شبابي
اقــرأ أيضاً
مرشحة وعضو مجلس بلدي
وحتى لو لم تكن ديمة في بدايات عملها على تماس يومي مع اللاجئين والمهاجرين، إنما من خلال البلديات والمؤسسات التي تضع لهم البرامج لتنفيذها، وتقدم الاستشارات فيما يتعلق بتحسين ظروف استقبالهم وجعلهم جزءا فاعلا من المجتمع، إلا أنها باتت وجها معروفا في مجتمعها السويدي وبين اللاجئين والمهاجرين..
في صيف العام الماضي وأثناء الإعداد لانتخابات عامة، تشريعية ومحلية، خطرت فكرة ترشح ديمة صرصور إلى عضوية المجلس البلدي لمحافظة أوبسالا، كأول عربية وفلسطينية في صفوف الحزب الاجتماعي الديمقراطي الحاكم. وتذكر ديمة "بقيت ناشطة سياسية مستقلة لسنوات، ولكن تقدم الحزب العنصري، والتغيرات السلبية التي بدأت السويد تشهدها جعلتني أشارك في الحزب الديمقراطي، وهو ما أتمناه للآخرين باختيار أحزاب والانضمام إليها، على الأقل ليظهروا أنهم موجودون ونشطون وكيلا يسمحوا بتدفق العنصريين وهيمنتهم على أجواء بلد كنا نفتخر بانتمائنا إليه".
جرى اختيارها من قبل حزبها كمرشحة للانتخابات المحلية بعد عام ونصف العام من عضويتها في الاجتماعي الديمقراطي. حصلت ديمة، رغم هرمية الحزب الصعبة التي تتطلب سنوات ليجري ترشيح الشخص للانتخابات، على ثقة حزبها كشابة من خلفية اثنية مختلفة عن الأغلبية "ورأيت هذا الترشيح كإشارة من الحزب على انفتاحه وثقته بالسويديين الجدد، أو الجيل الثاني، وبدل أن يجري التحدث عنا نحن نتحدث عن أنفسنا". حصلت ديمة على المرتبة الثانية من عدد أصوات مرشحي حزبها الذين نجحوا في الانتخابات البلدية، والمرتبة الخامسة بين مرشحي كافة الأحزاب السياسية في أوبسالا. واليوم تأخذ على عاتقها في عضويتها لهذا المجلس قضية تنشيط الجيل الجديد من أبناء المهاجرين ليكونوا جزءا هاما من الخارطة السياسية والحزبية "فإذا كنت أؤمن بالثورات العربية وحق الجيل الشاب بأن يكون هو صاحب المبادرة فلا بد أن يكون لمن تحرر من قيوده في البلد الأصلي أن يستكمل مسيرة الحق والحرية حيث تضمن له القوانين والأجواء أن يفعلها".
110 آلاف من سورية
رغم حداثة وجود نحو 110 آلاف سوري ومن فلسطينيي سورية في اللجوء الجديد في السويد، ترى ديمة أن "إمكانات كبيرة يملكها هؤلاء القادمون، وخصوصا جيل الشباب الذي غامر للوصول إلى أقصى الشمال الأوروبي، وهي مغامرة يتمنى الشاب السويدي أن يكون قادرا على القيام بها". تلك الإمكانيات والطاقات والمواهب تواجه اليوم تحديات كثيرة في مجتمع سويدي يتغير "فحصول حزب إس دي (ديمقراطيو السويد) على أكثر من مليون صوت في انتخابات سبتمبر/أيلول الماضي ليس أمرا هينا". تلك التحديات ترى أنه لا يمكن مواجهتها ببقاء صورة السويد كبلد لطيف وجميل بل "تحتاج مواجهة أخرى، تقوم على المشاركة والتشمير عن السواعد ليكون لنا قيمة ومكانة وندافع عن مصالحنا ومستقبلنا".
وإلى جانب أبناء من حضروا منذ ثلاثة أو أربعة عقود، تؤكد هذه الشابة ضرورة مشاركتهم وتفاعلهم في مجتمع السويد، حيث تتيح قوانين وثقافة البلد الفرص والتمكين.
نشاط شبابي
بالنسبة لعضو مجلس بلدية أوبسالا فإن أمور كثيرة يعتبرها بعض القادمين الجدد عبارة عن مُسلمات، لكن في الواقع الأمور تطورت بشكل تراكمي "ويهمني كثيرا التركيز على قضية مشاركة اللاجئين والمهاجرين، فالانخراط في المجتمعات المحلية هو أساس الديمقراطية السويدية.. وعلى عكس ما يحمله هؤلاء من تجارب عمل في دولهم، حيث يعتبر أي عمل مدني خطر على حياتهم، فإن هذا العمل في السويد ليس فيه خطر بل بالعكس يضمنه القانون والقيم المجتمعية".
وتذكر ديمة "ثمة من حضر من سورية وفلسطين وغيرهما من الدول من جيل الشباب الذين باتوا يخطون طريقهم بلا خوف، وبعضهم أسس مؤسسات وجمعيات لم يكن متاحاً لهم في مجتمعاتهم الأصلية أن يقوموا بها". ورغم ذلك ترى هذه الشابة السياسية اليوم، مع حفاظها على منصبها الوظيفي، أن "الطريق معبد للجميع ممن يرى لديه قدرة في مجالات عديدة". وتشجع ديمة الشبان المهاجرين حديثا الانخراط في الأحزاب والجمعيات والعمل التطوعي "فمن خلالها يستطيعون أن يكونوا حاضرين ومتفاعلين مع مجتمعهم الجديد، وهي خطوة مهمة في طريق الاندماج ومستقبل هذه الأجيال في بلد اسكندنافي". ومؤخرا أسس لاجئون سوريون "المؤسسة الثقافية" التي تضمهم وفلسطينيين وسويديين، وهي مؤسسة فاعلة اليوم في مجال التشاركية والتفاعل في المجتمع في عموم مقاطعة أوبسالا واستوكهولم.