شقيقة نعمان البحر
شقائق نعمان البحر محاربون مستعمرون
على الصخور والشعاب. تاريخ العالم
مكتوبٌ بعين المستعمر، من يبتهج عند
غرس إصبعه في فم شقيقة النعمان
حدّ السغب.
شقائق النعمان، تقول القديسة تيريزا
هي الروح التي ترجع إلى ذاتها
في "صلاة التأمّل".
أرسطو
ظنّ أرسطو أن ثعابين البحر
هي "أحشاء الأرض".
لو بثعابين البحر استبدلنا "السياسيين"
لهدتنا الصورة إلى إشارة ما. لعلها
لحظة تحوّل المجازات إلى حقائق.
ارتاب براون* في انتحار أرسطو
غرقاً في مضيق إفريبوس.
حين استغلق عليه فهم حركة
الموج، أدرك أرسطو "بلاهة" العقل.
* توماس براون (1605-1682) طبيب وفيلسوف إنجليزي، شكّ في القصة التي تقول إن أرسطو انتحر في مضيق إفريبوس ليعرف نمط الجزر والمد في هذا المضيق.
الدولفين
اعتقد اليونان يوماً
أنَّ الدلافين كانت بشراً. وفي الصين
كان دولفين النهر إلهةَ اليانغتسي.
لو أننا نعدّل بعض جيناتنا
كما يخبرنا العلماء
لصرنا دلافين. أليس في هذا
إن حصل تطوراً عظيماً!
ثعبان البحر
ثعابين البحر كائناتٌ لزجة.
لكنها لا تكذب أبداً. ولو شعرت
بالكذب، وإن صغر، فإنها
ستقضم إصبعك. تفحّص
جيّداً أيدي السياسيين.
عرش
أو هل كان "سين"
إله القمر
في مكانِ أخيه
على ربوة حصار لك
بين نهري دجلة والخوصر
من غيّر مجرى النهر
نحو القصر على تلة كونيج
مدينة بناها العبيد بثماني عشرة بوابةٍ
لمجد آشور المؤثّل
فهي المركز وهي الحدّ
بعد مئتين من السنين
دُفن اسم المدينة العتيق
يحضرني ما قاله زينوفون:
"دمّر الخمينيون المدينة الميديّة"
*
تبلبلَ الواقع
بين الذكريات والأساطير
وتفاسيرها، الجغرافيون والرحالة
تبدّدت في أخبار الأرض، وتجاعيد اللحى
في ظلال النخيل وفُلوس السمك
حكيم الأبكالو ذو الأجنحة، الأرواح الحارسة
والحليّ ذات النقوش
بعض أحجار الأساس
لم يُعرف كنهُ مَعناها حتى انتصف
القرن التاسع عشر
ولمّا يتوقفِ النهب
القناطر تنحني على العرش طمعاً
بالذهب
*
ازدوبار ينشئ مملكة
وفاضت الخزائن
السلع ضعيفة لا يعتدّ بها
دائمة التقلّب
هذه الإنسانية المحروثة
في قلب التاريخ
أجيال تؤخذ قسراً
إلى مخيمات البريّة
من غير قدرة على المسير
إن عالماً بلا أسلحة
هو عالم بلا أبديّة
تلك السلطة في جناح الملك
بعثرت المأساة
* Jeffrey Yang شاعر مقيم في نيويورك، من مواليد 1974. صدرت له مجموعتان شعريتان وترجِمت بعض أشعاره إلى لغات مختلفة. عمل يانج محرّراً لبعض الأنطولوجيات الشعرية منها: "طيورٌ ووحوشٌ وبحار: أشعار عن الطبيعة"، كما عُرف كمترجم لأعمال ليو تشياو بو الحائز على جائزة نوبل للسّلام. يؤمن يانج بتبعية الإنسان للطبيعة، ويقول: "كانت خطيئتنا حين ظننا أنّ الأرض لنا، بينما الحقيقة أننا نحن للأرض".
ترجمة: محمد زيدان