ذاكرة الكلاسيكو..دي ستيفانو يعاقب البرسا بعد "سرقة الريال"

18 نوفمبر 2015
+ الخط -

قبل أيام من انطلاق كلاسيكو الأرض بين برشلونة وريال مدريد، يبدأ "العربي الجديد" بنشر فقرات مستوحاة من أحد أكبر الأحداث في عالم كرة القدم، حيثُ سيقدم لكم أفضل وأبرز اللقطات التي شهدتها مواجهات قطبي الكرة الإسبانية منذ نشأة هذا الصراع الكروي إلى اليوم تحت عنوان "ذاكرة الكلاسيكو".

يعد الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو أحد أهم اللاعبين في تاريخ ريال مدريد، ولكن قصته كادت أن تأخذ منحى مغايراً منذ البداية، إذ كان قاب قوسين أو أدنى من الانضمام للغريم التقليدي برشلونة، لولا مناورة من إدارة النادي الملكي، انتهت بأحد أساطير الساحرة المستديرة داخل أروقة سانتياغو برنابيو.

ولم تغب الإثارة وصراع قطبي الكرة الإسبانية على الصفقات على فترة خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وكان دي ستيفانو هو أحد هذه التعاقدات التي أثارت جدلا واسعا، خاصة أن اللاعب جاء إلى إسبانيا ليتم انتقاله إلى البرسا، لينتهي به الأمر في ريال مدريد، وهي الصفقة التي تصفها الصحافة الكتالونية بـ"السرقة المدريدية".

بداية القصة
بدأ الصراع على الصفقة في عام 1952، عندما أعرب الريال والبرسا رغبتهما في التعاقد مع اللاعب الأرجنتيني، خلال فترة احترافه بفريق ميوناريوس الكولومبي، الذي هرب له بعد أزمة ألمت بفريقه الأصلي ريفر بليت وبالكرة الأرجنتينية بشكل عام.

لم يكن انتقال دي ستيفانو إلى الفريق الكولومبي رسميا، خاصة أن الفيفا لم يكن يعترف به وقتها، وكانت هذه هي الثغرة التي استغلها الريال لخطف الأسطورة الأرجنتيني الراحل؛ فبعد أن اتفقت إدارة برشلونة مع ريفر بليت على ضم اللاعب، لم يوافق الاتحاد الإسباني على إتمام الصفقة من دون موافقة إدارة ميوناريوس.

ولم يكن يعرف دي ستيفانو ما حدث ليتوجه إلى برشلونة ويرتدي قميص الفريق الكتالوني استعدادا لتقديمه في صيف عام 1953، إلا أنه سرعان ما توقفت الصفقة ورفض الاتحاد، والذي تؤكد الصحف الكتالونية أنه جاء بضغط سياسي من الديكتاتور الفاشي فرانكو، اضطر البرسا للانتظار.

وفي هذه الفترة نجح الريال في إقناع ميوناريوس بالتعاقد مع اللاعب الذي كان ينتهي عقده مع الفريق في 1954، ليشتري حقوق اللاعب قبل برشلونة، ويتحول بعدها الصراع من الأرجنتين وكولومبيا إلى مدريد وأقليم كتالونيا.

وفي النهاية اضطر البرسا بعد صراع طويل وبعد أن قرر الاتحاد أن يلعب النجم الأرجنتيني موسمين لكل فريق، وهو ما وافقت عليه إدارة النادي الكتالوني في البداية، قبل أن تقرر الاستسلام بعد أسابيع، وتبيع باقي حقوق اللاعب للغريم التقليدي، الذي خرج فائزا بكل شيء.

هداف الكلاسيكو
قاد دي ستيفانو ثورة في الفريق الملكي من جديد لمنصات التتويج بعد سيطرة كتالونية، ليحقق لقب الدوري في أربعة مواسم متتالية، بالإضافة لقنص لقب أوروبا لخمس نسخ متتالية.

ولم يتأخر الوقت كثيرا حتى يزيد دي ستيفانو من آلام البرسا الذي فرط في التعاقد معه في النهائية، وذلك بعدما شارك في أول كلاسيكو له، في موسم 53-54، وبالتحديد في 25 أكتوبر/تشرين الأول 1953، وأحرز وقتها النجم الأرجنتيني هدفين لصالح "الميرينغي"، وانتهت المباراة وقتها بخسارة كبيرة للبرسا بخماسية نظيفة.

وأحرز دي ستيفانو في مباريات الكلاسيكو بشكل عام 18 هدفا، وكان متصدرا قائمة هدافي أحد أهم المباريات حول العالم، قبل أن يحطم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي رقمه، والذي وصل رصيده إلى 21 هدفا حتى الآن.

المساهمون