ذا غارديان: كيف تم اختراق الدفاعات السعودية وماذا سيحدث مستقبلاً؟

19 سبتمبر 2019
السعودية تعاني من صعود التهديدات منخفضة التكلفة (فرانس برس)
+ الخط -

قالت صحيفة ذا غارديان البريطانية إن الدفاعات السعودية لم تتمكن من التعامل مع الهجمات التي تعرضت لها منشآتها النفطية مؤخراً، رغم إنفاقها العسكري الضخم، مشيرة إلى أن دفاعاتها صممت للتعامل مع تهديدات أخرى، وأنها صُوبت نحو الاتجاه الخاطئ.  
وتشير الصحيفة إلى أن السعودية مثلها، مثل الجيوش التقليدية في المنطقة، تعاني من صعود التهديدات منخفضة التكلفة ومتدنية التقنية.
ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية أنفقت المليارات في السنوات الأخيرة على صواريخ باتريوت أرض جو الأميركية والمخصصة لإسقاط الطائرات أو الصواريخ البالستية، وأن صور الأقمار الصناعية تكشف عن نصب أحدها بالقرب من بقيق التي استهدفت يوم السبت، إلا أن الطائرات المسيرة عن بعد وصواريخ كروز تحلق في مجالات منخفضة لا يستطيع رادار الباتريوت الأرضي اكتشافه، وفقاً للمحلل الاستراتيجي في شركة ستراتفور عمر لعمراني.
وطبقا للصحيفة، فإنه حتى إن تمكنت هذه الأجهزة من كشف هذه التهديدات، فإن أجهزة الدفاع الصاروخية السعودية مصوبه باتجاه إيران في الشرق وبزاوية رؤية قدرها 120 درجة، أو باتجاه الجنوب نحو اليمن، إلا أن عدداً من هذه الصواريخ والطائرات المسيرة عن بعد ضربت السعودية من الغرب.

وتكشف صور بقايا الصواريخ التي ضربت السعودية والتي عرضت في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء أنها من صنع إيراني، القدس 1، وهي ذات مدى أقل من 1000 كيلومتر، وربما 500 كيلومتر، كما تنقل الصحيفة عن مايكل المان من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الذي يشير إلى أن السعودية استهدفت من الأراضي العراقية أو الإيرانية، وليس من اليمن
وتقول الصحيفة نقلا عن الباحث مايكل دوتسمان من مركز دراسات عدم الانتشار الذي يتخذ من مونتيري مقراً له، إن بقيق محاطة أيضاً بأربع أنظمة دفاعية قصيرة المدى مصممة للتعامل مع الأهداف الأصغر، ولكنها كانت إما منصوبة في الجهة الخطأ  أو أنها ربما تمكنت من كشف الطائرات المسيرة، لكنها تأخرت في التعامل معها.



وبالرغم من أن الولايات المتحدة تشارك معلوماتها الاستخبارية مع السعودية إلا أن لهذه المقاربة حدودها أيضاً، وفقاً لرئيس غرفة العمليات المشتركة الجنرال جوزيف دونفورد الذي قال "لا نمتلك قدرة لمراقبة كل ما يجري في الشرق الأوسط في كل الأوقات". 

ومما يعيق رد الفعل السعودي أيضاً طبيعة تنظيم قواتها، فحماية البنية النفطية التحتية تعود إلى وزارة الداخلية السعودية والتي تركز عادة على التهديدات الداخلية.
وبينما يتلقى الجيش السعودي الأسلحة الأميركية، ويشغل الحرس الوطني مجموعة دفاعات جوية خاصة، تكشف طبيعة الهجمات الأخيرة عن إمكانية استهداف البنية التحتية السعودية وخاصة مياه الشرب والأنابيب التي تنقلها للمدن الكبرى.
"ويظهر هذا الاعتداء نوايا إيران وقدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة ضد البنية التحتية النفطية الأهم عالمياً".
وطبقا للصحيفة، ستسعى السعودية في تعاملها مع الحادثة إلى تجنب أي شيء يقود إلى توسعة نطاق الصراع، وخاصة أنها لا تستطيع الاعتماد على الدعم الأميركي، فعلى الرغم من امتلاك السعودية للقدرات الجوية، فإنها تعتمد على الولايات المتحدة في الذخيرة والدعم اللوجستي.
وكان ترامب واضحاً في عدم نيته التوجه إلى حرب شاملة ضد ايران الى جانب السعودية. وترى ذا غارديان أن ما يعقد من الواقع السعودي افتقار المملكة إلى القدرة على التخفيض من التوتر، وأن المطالب الإيرانية برفع العقوبات في يد واشنطن وليس بيد الرياض، كما أن التصعيد الأخير يستبعد احتمال حدوث إنفراج بين الولايات المتحدة وايران على المدى القصير، وسيكون الرد، وفقاً للصحيفة البريطانية، عسكرياً محدوداً بهدف ردع إيران عن مثل هذه الهجمات لاحقاً.