وقفت الطفلة سندس عودة ابنة الأسير وائل عودة المحكوم بالسجن 12 عاماً، إلى جانب عدد من أبناء الأسرى في قطاع غزة، أمام مقر الصليب الأحمر الدولي بالمدينة المحاصرة، لمطالبة المؤسسات الدولية بالتدخل والضغط على الاحتلال لوقف إقرار قانون يمنع الزيارات عن أسرى حركة "حماس".
ورفعت الطفلة عودة وعدد من أبناء الأسرى لافتات وشعارات خلال وقفة احتجاجية أقامتها جمعية "واعد" للأسرى والمحررين ومكتب إعلام الأسرى، اليوم الخميس، أمام مقر مؤسسة الصليب الأحمر بمدينة غزة، تدعو المؤسسات ذات الاختصاص لضرورة التدخل الفوري والعاجل لوقف القانون والسماح لأهالي الأسرى بزيارة أبنائهم.
وأقر الكنيست الإسرائيلي مؤخراً بالقراءة الأولى مشروع قانون ينص على حرمان بعض الأسرى من الزيارات، خاصة أسرى حركة حماس، في الوقت الذي يعاني فيه أهالي أسرى قطاع غزة على وجه الخصوص من معاناة مضاعفة تتمثل في عدم زيارة أبنائهم لفترات طويلة.
وتقول الطفلة عودة لـ"العربي الجديد": إنّ "آخر مرة تمكنت فيها من زيارة والدها كانت قبل أكثر من عام ونصف وبعدها لم تتمكن وعائلتها من زيارته بسبب منع الاحتلال لهم"، وبعد محاولات إقرار القانون الأخير سيعزز ذلك صعوبة رؤيتهم لوالدهم المحكوم بالسجن اثني عشر عاماً قضى منها 4 أعوام.
وتطالب الطفلة الغزية المؤسسات الدولية والصليب الأحمر بالقيام بمهامهم والعمل على السماح لعوائل الأسرى وأبنائهم بزيارتهم في السجن، كما نصت كل القوانين على ذلك.
بدورها، تؤكد نورة عطوة زوجة الأسير طاهر عطوة المحكوم بالسجن 17 عاماً على حجم المعاناة التي تعانيها عوائل الأسرى، وتحديداً أسرى القطاع خلال زياراتهم لأبنائهم عبر التفتيش والإجراءات المشددة التي يتخذها الاحتلال وطول المدة الزمنية التي تبدأ من ساعات الفجر وتنتهي مع حلول المساء.
وتقول عطوة في كلمة ألقتها بالنيابة عن عوائل الأسرى، إنّ أكثر من عام ونصف مر على آخر لقاء جمعها بزوجها الأسير، تغيرت خلاله ملامح الأسرى وعوائلهم، في الوقت الذي ما يزال الاحتلال يمنع الزيارات ويعاني فيه عوائل الأسرى في القطاع من الإجراءات التي تتخذ بحقهم.
وتطالب زوجة الأسير الفلسطيني بحق الأسرى وعوائلهم بزيارتهم بشكل منتظم داخل السجون، وفقاً لما كفلته كل القوانين والأعراف الدولية التي كفلت للأسرى ذلك، خصوصاً أن الزيارات تخفف من المعاناة التي يعانيها الأسرى وذووهم بسبب تغييب السجون لهم.
في الأثناء، يقول مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين، عبد الله قنديل، إن الحركة الأسيرة لن تصمت كثيراً على إجراءات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم وسيكون لها تحرك خلال الفترة القليلة المقبلة.
ويشدد قنديل في كلمته على ضرورة تحرك السلطة الفلسطينية، واستغلال دورها ومكانتها القانونية لنصرة قضية الأسرى، وأن تتحرك الفصائل الفلسطينية والشارع على حدٍ سواء لمساندة آلاف الأسرى في سجون الاحتلال.
ويشير مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين إلى تصاعد الانتهاكات بشكلٍ ملحوظ بحق الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال خلال الآونة الأخيرة، والتي كان آخرها إقرار قانون يمنع أسرى حركة حماس من الزيارة ضمن سلسلة خطوات قد يتخذها خلال الفترة المقبلة.
وخلال الفترة الأخيرة، لجأ الاحتلال لسلسلة من الخطوات التصعيدية بحق الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال وتحديداً التابعين لحركة حماس، أملاً في الضغط عليها لتحريك ملف الجنود الأسرى الذين تحتفظ بهم منذ الحرب الأخيرة على غزة عام 2014.