انفجرت الفلسطينية سمية عصفور، والدة المفقودين رامز وأحمد بالبكاء، وهي تتحدث عن لهفتها وشوقها لإعادة احتضان نجليها المحتجزين في أحد السجون المصرية منذ عام 2014 خلال محاولتهم الهجرة عبر سفينة إلى إحدى الدول الأوروبية.
وشاركت عصفور، اليوم الاثنين، العشرات من أهالي وذوي المفقودين الذين كانوا على متن السفينة التي تعود قصتها إلى سبتمبر/ أيلول 2014، بالاعتصام أمام مقر الجالية المصرية بمدينة غزة.
ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية صوراً لأبنائهم المفقودين، بالإضافة إلى شعارات تطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالإفراج عنهم فوراً وإعادتهم لأسرهم.
وتقول عصفور لـ"العربي الجديد"، إن نجليها رامز وأحمد من مصابي الحروب الإسرائيلية التي شنت على القطاع خلال الأعوام الماضية، وغادرا غزة بطريقةٍ شرعية ورسمية بحثاً عن مستقبل جديد كونهما من خريجي الجامعات والكليات بغزة لكنهما لم يحصلا على فرص عمل.
وتضيف: "أبناؤنا ليسوا مجرمين أو إرهابيين كي يتم احتجازهم طوال هذه المدة، وإخفاؤهم عن ذويهم، ومن حقنا كأسر أن نعرف مصيرهم، نريد عودتهم وألا أن يبقوا رهن الاحتجاز في السجون المصرية المختلفة طوال هذه السنوات".
وتوضح المواطنة الغزية أن العديد من الإفادات والمعلومات التي جمعت خلال السنوات الأخيرة من قبل الأهالي أثبتت أن أبناءهم على قيد الحياة، وأنهم محتجزون في سجون مصرية ويتم القيام بنقلهم بين فينة وأخرى، وفقاً لشهادات أشخاص كانوا محتجزين معهم، وتعرفوا على صورهم بعد العودة للقطاع.
وتطالب عصفور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره المصري ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بالعمل على إنهاء قضية مفقودي السفينة المشهورة بـ"مفقودي سفينة 6 سبتمبر" وإعادتهم لعائلاتهم.
وخلال السنوات الأخيرة تمكن آلاف الغزيين من مغادرة القطاع المحاصر إسرائيلياً للعام الثاني عشر على التوالي، بحثاً عن فرص عمل أو لإتمام الدراسة الجامعية، بالإضافة للهجرة لبعض الدول الأوروبية، في ظل انسداد أفق الحياة وانعدام الأمل بالنسبة لهؤلاء.
وفي الاعتصام، وقف الطفل الغزي عبد الحي محمد بكر ممسكاً بصورة جمعته بوالده التقطت لهما قبل سنوات، مطالباً بإعادة والده المفقود على السفينة ذاتها والذي حرم طوال هذه السنوات من اللقاء به أو احتضانه برفقة عائلته الموجودة بغزة.
"بدي بابا" و"رجعولي أبي"، كانتا هما الجملتان اللتان نطق بهما الطفل بكر في حديثه لـ"العربي الجديد"، عن مطلبه الوحيد من المسؤولين المصريين والفلسطينيين بشأن المفقودين على متن هذه السفينة التي حاول من كانوا عليها أن يشقوا طريقهم للحياة.
أما الغزية أم إبراهيم أبو طعيمة فلم تستطع هي الأخرى أن تخفي حزنها على فقدان نجلها على مدار أكثر عن 4 سنوات، واكتفت طوال هذه المدة بجمع المعلومات والتفاصيل عن مصيره والتي أفضت للإثبات بجوده حياً في سجن الكرموز بمصر.
وتقول أبو طعيمة لـ"العربي الجديد"، إن مواطناً غزياً كان محتجزاً استطاع التعرف على صوره وهويته، قبل أن تقوم السلطات المصرية في وقتٍ لاحق بإعادة نقله إلى سجنٍ جديد هو والعشرات من مفقودي السفينة ضمن إجراءات تعسفية.
وتتابع: "مطلبنا الوحيد اليوم أننا نريد إعادة أبنائنا لغزة كي نتمكن من احتضانهم مجدداً، وندعو الرئيس عباس والسيسي وهنية إلى التدخل الفوري والعاجل لحل هذه القضية وإنهائها كلياً كما حصل مع قضية المفقودين الثمانية أخيراً".
وقبل أيام أفرجت السلطات المصرية عن المختطفين الأربعة المحسوبين على كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، بالإضافة إلى 4 مواطنين غزيين كانوا محتجزين في مصر منذ أعوام في أعقاب زيارة قام بها رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية للقاهرة.