قبل أيام من انطلاق عملية انتخاب المدير العام الحادي عشر لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" تبدو حظوظ المرشح الفرنسي أقوى في مواجهة ستة آخرين، بينهم ثلاثة عرب، ما يرجح عدم فوز أي عربي برئاسة المنظمة، وفق مختصين.
وفي هذه المعركة الانتخابية التي تنطلق الاثنين المقبل، فإنّ ثمة خمسة عوامل تدعم الموقف الفرنسي، وهي: تعدد المرشحين العرب، والأزمة الخليجية، والدعم الفرنكوفوني، وتفضيل الدول الممولة لفرنسا، فضلاً عن كون باريس هي مقر "يونيسكو" التي تأسست عام 1945.
وبدأت محاولات العرب لنيل هذا المنصب، عام 1999، عندما ترشح مدير مكتبة الإسكندرية آنذاك المصري إسماعيل سراج الدين، والأديب والدبلوماسي السعودي غازي القصيبي، فخسر الاثنان أمام الياباني كوشيرو ماتسورا.
مؤتمر المنظمة
وفي مقرّها بباريس، انطلقت، أول أمس الأربعاء، اجتماعات المجلس التنفيذي لـ"يونيسكو"، وتستمر أسبوعين، وعلى رأس مهامها اختيار مدير جديد، ليخلف البلغارية إيرينا بوكوفا، عبر اقتراع سري.
ويُعلن اسم الفائز في المؤتمر العام للمنظمة (جمعية عمومية تضم 193 دولة)، في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ويباشر مهام عمله في اليوم التالي.
ويُنتخب مدير عام المنظمة لولاية من أربع سنوات، وتمكن إعادة انتخابه لولاية ثانية مرة واحدة.
ويُجرى الانتخاب على خمس جولات كحد أقصى، بين 9 و13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، في حال لم يحصد أي مرشح أغلبيةً مطلقةً فى الجولات الأربع الأولى، أي 30 صوتاً على الأقل من أصوات الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي، وهي 58 دولة.
ووفق مبادئها الأساسية، تهدف "يونيسكو" إلى إحلال السلام والأمن عبر رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة، لإحلال الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادئ الحرية.
المدير الحادي عشر
وإيرينا بوكوفا (بلغاريا) هي المديرة العامة الحالية والعاشرة لدورتين متتاليتين، منذ عام 2009، على حساب وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني، وبفارق أربعة أصوات في الدورة الأولى من الاقتراع.
ولخلافة بوكوفا، رشّحت فرنسا وزيرة الثقافة والاتصال أودري أزولاي، في مواجهة المرشحة المصرية مشيرة خطاب، ووزير الثقافة القطري السابق حمد عبد العزيز الكواري، واللبنانية فيرا خوري، التي تعمل في "يونيسكو" منذ 20 عاماً.
ويُضاف إليهم مرشح أذربيجان بولاد أوغلو، ومرشح غواتيمالا جوان فونتسوريا (انسحب الشهر الماضي)، ومرشح العراق صالح الحسناوي (انسحب أمس الخميس)، ومرشح فيتنام فام سان شاو، ومرشح الصين كيان تانع.
عملية معقدة
وخلال الفترة الماضية حاول كل مرشح تقديم رؤيته المتعلقة بالتعليم والعلوم والثقافة، وقبل الرؤية كانت الاتصالات والجولات المكوكية، بعضها رئاسية، لدعم المرشحين.
وفي السياق، وصف جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان المصرية، الانتخابات بأنّها "عملية معقدة بشكل كبير".
وقال لـ"الأناضول"، "النتائج تظهر وفق توازنات، مثلما حدث في الجولة الماضية، التي نافس فيها وزير الثقاقة (المصري الأسبق) فاروق حسني".
بدوره، اعتبر صالح غريب، رئيس قسم الثقافة والفن بجريدة "الشرق" القطرية، والذي عمل لفترة مع المرشح القطري، أنّ "وجود أكثر من مرشح عربي سيجعل فرص فوز أي منهم منعدمة".
وأكد غريب أنّ "الأزمة الخليجية تصدّر إلى العالم صورة الخلاف العربي، وبات الواقع ينبئ بأنّ الخلافات ستعرقل فرص الفوز، ولن تسمح الدول المصوتة بأن يذهب المنصب إلى مرشح عربي خلفه أزمات".
ورجّح فوز المرشح الفرنسي لأسباب، هي: "الخلاف العربي، وكون باريس هي مقر المنظمة، وحشد دعم غالبية الدول الفرنكوفونية، إضافة إلى أنّ الدول الممولة (للمنظمة) ستفضل فرنسا على العرب لتحمل مسؤولية اليونيسكو".
أما وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي، رئيس الحملة الانتخابية لمشيرة خطاب، فقال "إنّ المرشحة المصرية تحظى بتأييد عربي واسع ودعم أفريقي وآسيوي، فضلاً عن دول أوروبية وأخرى في أميركا اللاتينية".. إلا أنه استدرك قائلاً "لكن في النهاية انتخابات اليونيسكو، وكأية معركة انتخابية، تلعب فيها السياسة دوراً كبيراً، ولا تعتمد فقط على الكفاءة".
(الأناضول)