دانت رئاسة البرلمان التونسي تطبيع دولة الإمارات العربية المتحدة مع الكيان الصهيوني، معتبرة أن في ذلك "تعدياً على الشعب الفلسطيني وقضيته".
ونددت رئاسة مجلس الشعب التونسي، في بيان رسمي، بـ"المآلات السيّئة لهذه الخطوة، خاصة في هذا الظرف الذي تتتالى فيه مظاهر الاعتداء على الشعب الفلسطيني، ومضي الكيان الصهيوني في سياسة التوسّع وضمّ المزيد من الأراضي، بما يُكرّس واقعا جغرافيا وديموغرافيا جديدا يُهدّد الوجود الفلسطيني مرّة واحدة".
وجاء هذا البيان كأول موقف رسمي تونسي على الإعلان الأميركي الإسرائيلي الإماراتي، واعتبرت خلاله رئاسة البرلمان "هذه الخطوة تعدّيا على حقوق الشعب الفلسطيني وتهديدا صارخا لحالة الإجماع العربي والإسلامي، خاصة على المستوى الشعبي، الرافضة للتطبيع".
وجددت التأكيد على "وقوفها المبدئي مع القضية الأولى للعالم العربي والإسلامي ومناصري الحريّة والرافضين للاستعمار والاستيطان وانتهاك سيادة الدول والداعمين لحق الشعوب في تقرير مصيرها".
وشدد البرلمان التونسي على "تضامنه المطلق مع الشعب الفلسطيني الشقيق في تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتُها القدس الشريف"، داعيا "البرلمان العربي واتحاد البرلمانات العربية والبرلمانات الإقليميّة والدوليّة وأنصار الحريّة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها في كل دول العالم، إلى إدانة ما حصل وإصدار مواقف واضحة داعمة للحقوق الفلسطينية".
كما ذكّر مجلس الشعب "بمواقف المساندة الدائمة للشعب التونسي بمنظماته الوطنية ونسيجه المجتمعي وممثليه في مجلس نواب الشعب المندّدة بالسياسات الاستيطانية والاستعمارية والداعمة للحقوق الفلسطينيّة".
وبيّن المحلل السياسي، عبد المنعم المؤدب، في تعليقه لـ"العربي الجديد"، أن "موقف البرلمان التونسي مشرّف بالرغم من الصمت غير المفهوم للدبلوماسية الرسمية، ممثلة في رئيس الدولة ووزارة الخارجية، ورغما عن الصورة التي قدمها رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال الحملة الانتخابية حول رفضه القطعي للتطبيع والخيانة".
وأضاف المحلل أنه "في حال عدم تمكن الدبلوماسية الرسمية من الإصداح بموقف من القضية، يمكن للدبلوماسية البرلمانيّة التي تتمتع بحرية ومرونة أكثر في التعبير أن تشجب هكذا موقف"، مشيرا إلى أن "إعلان رئاسة البرلمان يجب أن يعزز بإعلان رسمي للخارجية التونسية".
ولفت المتحدث إلى أن "مواقف تونس كانت دوما إلى جانب الشعب الفلسطيني في الدفاع ونصرة قضيته العادلة، كما أن دور الريادة العربي والإقليمي الذي تلعبه تونس الثورة يحتم عليها القيام بخطوة حتى تنهج على أثرها بقية الدول المترددة"، مشيرا إلى أن "صمت تونس عن الحق قد تنجر عليه انتكاسة عربية، وقد تمكّن الإمارات من جر دول أخرى إلى مربعها".