ووفقاً لما نشرته الصحف والمواقع الإسرائيلية بهذا الخصوص، فقد أشار الجنرال هايمان، إلى أنّ "الوضع في سورية يشهد تحسناً وإعادة تأهيل للجيش السوري تجري أسرع مما كان متوقعا. وفي الوقت ذاته، فإن روسيا تحكم من قبضتها لدرجة أنها تفرض على (رئيس النظام السوري بشار) الأسد تعيين ضباط في درجات عليا في الجيش السوري. أما بخصوص إيران في سورية فليس لدى إسرائيل ما تشكو منه؛ لأن روسيا تقيد التحرك الإيراني في سورية اقتصاديا وعسكريا".
وفي السياق اللبناني، وجّه هايمان تهديدا مبطنا للبنان في كل ما يتصل بمواقع مصانع السلاح دقيق الإصابة التي تحاول إيران إقامتها على الأراضي اللبنانية، زاعما أن "إسرائيل تعرف جيدا وربما أفضل من حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله)، المرحلة التي وصل إليها هذا المشروع"، وهو تعبير رأى فيه رون بن يشاي، معلّق "يديعوت أحرونوت"، رسالة تحذير موجهة للحكومة اللبنانية، على ضوء تحسن فرص التوصل إلى تسوية بين إسرائيل ولبنان في ترسيم الحدود المائية بينهما بفعل وساطة الطرف الأميركي.
مع ذلك، أبرز هايمان أن "الوضع السائد اليوم، ينطوي عمليا على تشويش كبير للحقيقة، بفعل سيادة ثورة الشبكات الاجتماعية والإنترنت، وإمكانيات نقل معلومات غير صحيحة ومشوشة، أو أخبار مزيفة من شأنها أن تقود إلى قرارات خاطئة".
لكن مقابل إشارته إلى وقف تمدد النفوذ الإيراني، فقد لفت إلى أن "إيران تتجه في ظل النظام الحاكم في العراق والموالي لها، إلى نقل مركز الثقل القادم لنشاطها إلى العراق، مع قيامها المستمر بتشكيل مليشيات شيعية تابعة لها هناك، واختيار العراق كنقطة انطلاق لنشاطها، وانتقال هذه المليشيات لسورية في حال اندلاع مواجهة بين القوات الإيرانية وإسرائيل".
أما الاحتمال الآخر في سياق إيران والعراق، بحسب ما أورده رون بن يشاي، فهو "تدريب الحوثيين على السلاح المتطور، وإطلاق العمليات من اليمن في موقع بعيد بما يكفي لأن نتمكن (إسرائيل) من ضربه صاروخيا، لكنه قريب بما يكفي علينا وعلى السعودية، لتشكيل ضغط غير مباشر على الأميركيين".
ومع أن الجنرال هايمان منح الصدارة للولايات المتحدة كدولة صاحبة تأثير في المنطقة، فإنه اعتبر روسيا الدولة الثانية من حيث التأثير، "فهي تنشط من من خلال افتعال الاحتكاكات، ثم تعرض نفسها وسيطا لتحقيق أهدافها... وهي في سورية تمارس ضغوطا هائلة على بشار الأسد العاجز كليا" لانتزاع المزيد من الامتيازات والعقود الاقتصادية هناك، وهم يعينون عبر الضغوط على الأسد قادة في مواقع مهمة في الجيش السوري، ويستخدمون إسرائيل أداة ضغط على الأسد وعلى إيران لتحقيق رغباتهم.
وعلى الصعيد الفلسطيني، فقد اعتبر هايمان أن الأوضاع في الضفة ستبقى في حالة تأرجح ما دام أبو مازن في موقعه، ولم يعتزل أو يتوفَ، مع احتمال أن يؤدي حدث مفاجئ إلى اندلاع الأوضاع فيها. أما في قطاع غزة، فقد اعتبر أن الردع الإسرائيلي قائم ضدّ "حماس"، وأنّ الأخيرة ترغب بالبقاء على مسار معين من التهدئة تتوقع أن يعود عليها بفوائد معينة، وهي غير معنية على الإطلاق بحرب. في المقابل، فإن احتمالات تفجير الأوضاع في القطاع ترتبط بمواقف ونشاط "الجهاد الإسلامي" الذي يفتقر إلى التزامات السيادة والحكم الموجبة لـ"حماس".