ووضع الطيبي على اللافتة صورة لمروان البرغوثي رافعاً يديه المقيدتين وقد كتب عليها: "بلدية "ستان" ملتزمة بالسلام. أطلقوا سراح مروان البرغوثي، مانديلا الفلسطيني".
ووضعت بلدية ستان هذه اليافطة على واجهة مبنى البلدية منذ عام 2009 في الفترة التي كان يشغل فيها عز الدين الطيبي منصب نائب رئيس البلدية. وعند انتخابه عام 2014 رئيساً للبلدية، حافظ الطيبي المنتمي للحزب الشيوعي الفرنسي على اليافطة رغم احتجاجات المعارضة اليمينية.
وقام النائب عن حزب الجمهوريين جوليان موغرين، بتقديم شكوى لمحافظ منطقة سان دوني، مطالباً بنزع اليافطة من واجهة البلدية بدعوى، أنها "تعكس موقفاً سياسياً من نزاع خارجي، وتؤثر سلباً على التماسك الاجتماعي بين سكان المدينة".
وأدلى النائب اليميني بتصريحات للصحافة، اعتبر فيها أن إصرار رئيس بلدية المدينة على وضع اليافطة المساندة للبرغوثي، "ينقل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلى المدينة ويساهم في تصاعد ظاهرة معاداة السامية والطائفية في أوساط المواطنين"، على حد تعبيره.
ونجحت جهود النائب اليميني لدى محافظ منطقة سان دوني، الذي وَجَّهَ في يونيو/حزيران الماضي أمراً بسحب اليافطة، لأن "مساندة البرغوثي ليست قضية محلية ومن شأنها أن تشكل تهديداً للأمن العام"، على حد قوله.
غير أن عز الدين الطيبي أصرّ على بقاء اليافطة في مكانها ما أدى بمحافظ المدينة إلى رفع دعوى قضائية ضده في المحكمة الإدارية.
ودافع الطيبي عن يافطة البرغوثي، مؤكداً أن التمسك بها هو شأن محلي يهم سكان المدينة الذين يساندون في غالبيتهم الشعب الفلسطيني، وقال "الدليل على ذلك أن مدينة ستان متوأمةٌ مع مخيم العمري شمال مدينة رام الله الفلسطينية". وأعلن أن الجمعيات التي نظمت مشاريع اجتماعية مشتركة مع المخيم الفلسطيني ستكون إلى جانبه خلال مثوله أمام المحكمة.
ودعا الطيبي مواطني المدينة إلى التجمع أمام محكمة مونتروي الإدارية، اليوم الإثنين، أثناء مثوله أمامها للتعبير عن تمسكهم ببقاء يافطة البرغوثي في مكانها على واجهة مبنى البلدية، إلى حين إطلاق سراحه من سجون الاحتلال.
اقرأ أيضاً: زوجات فلسطينيين محكومين بالمؤبد: نفتخر بأزواجنا
واعتبر الطيبي أن "من حق المدينة أن تُشهر تعاطفها مع البرغوثي ومع الشعب الفلسطيني. وذلك يعكس قيم المدينة وتَشَبُّث سكّانها بحرية الشعوب في تقرير مصيرها. ونحن لسنا ضد اليهود بل ضد الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف "بالنسبة للبعض في فرنسا أي انتقاد لسياسة إسرائيل يُعتبر معاداةَ للسامية"، وذلك في تلميح إلى تصريحات أدلى بها أخيراً رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس.
وكان فالس قال خلال خطاب ألقاه في مأدبة العشاء السنوية التي ينظمها مجلس المؤسسات اليهودية في فرنسا، إن "معاداة الصهيونية تعادل معاداة السامية". الأمر الذي خلق جدلاً كبيراً في أوساط النخبة السياسية يساراً ويميناً، وفي أوساط منظمات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية التي تنتقد الاحتلال الإسرائيلي وحق الشعب الفلسطيني من دون أن تعادي اليهود.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس بلدية ستان عز الدين الطيبي (50 عاما) هو فرنسي من أصول جزائرية، ونشط لعقود في أوساط الجمعيات المهتمة بشباب الضواحي والمهاجرين. وهو أيضاً معروف بمساندته للقضية الفلسطينية منذ أكثر من عقدين من الزمن، وذلك خلال نشاطه مع منظمات المجتمع المدني الفرنسية المتعاطفة مع الشعب الفلسطيني والمناهضة للاحتلال الإسرائيلي. كما أنه ساند أخيراً حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية.
مع العلم أن مدينة ستان ليست الوحيدة التي تدفع ثمن تعاطفها مع البرغوثي في المحاكم الفرنسية. فقد أصدر القضاء الفرنسي في 7 يوليو/تموز الماضي، حُكماً ضد بلدية مدينة أوبريفيليي الشيوعية، لإلغاء قرار صادر عنها، بمنح البرغوثي لقب مواطن شرفي. في حين لم تتعرض بلدية جونفيليي الشيوعية هي الأخرى لأي مساءلة قضائية، رغم أنها منحت أيضاً عام 2009 البرغوثي نفس اللقب.
اقرأ أيضاً: ناشطون فلسطينيون يبحثون خطوات حركة المقاطعة الاحتلال الإسرائيلي