تطور خطير طرأ على إعلاميي الانقلاب في مصر، فانتقلوا من مرحلة تبرير القتل، إلى مرحلة المزايدة على القتل، والمطالبة بالمزيد. علاء حيدر، رئيس مجلسي إدارة وتحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أكد أنه لو كان محل الرئيس عبدالفتاح السيسي في فض اعتصام ميدان رابعة العدوية الشهير، لقتل مليوناً من المعتصمين، مبرراً ذلك بأنه ضرورة، حتى يعيش 90 مليون مصري في أمان.
وعلى هامش زيارة السيسي الأمم المتحدة، قال حيدر "النظام قتل 150 فقط في رابعة وليس ألفين كما يتردد"، علماً بأن الرواية الحكومية المصرية تقول إنهم خمسة أضعاف ما ذكر، مؤكداً أن "قتلهم كان ضرورة لأنهم كانوا يصلون ويصومون ويعيشون في رابعة، ما ضيق على ساكنيها حياتهم، فلم يكن هناك مفر من قتلهم"، زاعماً أن "المعتصمين أطلقوا النار على الشرطة والجيش"، عندما فاجأه أحد الحاضرين أن كلامه يعني سلمية الاعتصام، ويدحض المبررات التي ساقها النظام لقتلهم.
وسار حيدر على خطى رئيس الوزراء الأسبق، حازم الببلاوي، محاولاً استعطاف الأميركيين، بتذكيرهم باضطرارهم لقتل 100 ألف من أجل أمنهم، وأنهم ألقوا القنبلة الذرية على هيروشيما اليابانية، فالببلاوي، برر قتل المعتصمين بقتل أميركا للفيتناميين في حربهم عليهم.
بدوره، هاجم حيدر ما أسماه "التطرف الإسلامي"، الذي يقف وراء من يقتلون الناس طمعاً في الجنة حسب قوله، ثم ساوى بين المعتصمين السلميين، ومن يقتلون السائحين الأجانب في مصر، بدعوى أن كليهما يريد الجنة، هذا باعتصامه، وهذا برصاصه.
منصات التواصل ساهمت بقوة في نشر مقطع الفيديو الخاص بحيدر، وعبر الناشطون عن استيائهم البالغ لما وصل له إعلاميو السيسي في تبرير القتل والحض عليه، فقال خالد: "علاء حيدر، رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، يلخص مأساة الاعلام الموجه والمنهار في 6 دقائق".
واعتبر "عمدة" أن حيدر وأمثاله من الإعلاميين أصدروا الأحكام العادلة في حق أنفسهم فكتب: "رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط علاء حيدر بيقول: لو مكان السيسي لقتلت مليوناً في رابعة! لقد كتبتم الأحكام على أنفسكم فلا مفر ولا محيص".