وبعد توقيعه على مرسوم تسمية سآكاشفيلي أمس الخميس، أعرب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، عن ثقته في أن تعيينه سيشكل دفعة للمجلس الوطني للإصلاح وسيساعد في تحقيق تغييرات هامة في حياة البلاد.
وجاء تعيين سآكاشفيلي المدان غيابياً في جورجيا بتهمة "استغلال السلطة"، رئيساً للجنة الإصلاح بعد فشل زيلينسكي في تسميته نائباً لرئيس الوزراء لشؤون الإصلاح بسبب افتقاد دعم نواب حزب "خادم الشعب" الحاكم المستوحى اسمه من اسم مسلسل سياسي ساخر أدى الممثل الكوميدي فاسيلي غولوبورودكو الدور الرئيسي فيه.
ومع ذلك، يقلل الصحافي الأوكراني، فيتالي بورتنيكوف، من قدرة سآكاشفيلي على إجراء إصلاحات ناجحة في أوكرانيا في ظروف الأزمة الاقتصادية الراهنة الناجمة عن جائحة كورونا والتي تتطلب إستراتيجية نجاة لا إصلاح، وفق اعتقاده.
ويقول بورتنيكوف، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، من العاصمة الأوكرانية كييف: "أثبت زيلينسكي أنه لا يختلف عن ناخبيه من جهة سعيه في سياسته في مجال الكوادر للبحث عن صانع معجزات وساحر سيحل مشكلات البلاد. رأى الناخبون في زيلينسكي مثل هذا الساحر، بينما يراه زيلينسكي في سآكاشفيلي، آملا في استنساخ التجربة الجورجية الناجحة في مجال الإصلاح في أوكرانيا".
وحول تقييمه لقدرة سآكاشفيلي على إجراء إصلاحات ناجحة في أوكرانيا، يوضح: "حتى إذا افترضنا أن سآكاشفيلي هو إصلاحي ماهر، إلا أن الوضع الراهن لا يتطلب إصلاحات، وإنما إستراتيجية نجاة. لا مجال لإجراء الإصلاحات إلا عند توفر الحد الأدنى من الرخاء".
ويعد سآكاشفيلي شخصية محورية في "ثورة الورود" في جورجيا، والتي أطاحت بالرئيس إدوارد شيفردنادزه الموالي لروسيا في عام 2003. ومنذ ذلك الحين، توجهت جورجيا نحو التقارب مع الغرب وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وسط تنامي الخلافات مع موسكو والتي بلغت ذروتها ووصلت إلى حد مواجهة عسكرية مباشرة في إقليم أوسيتيا الجنوبية الإنفصالي المدعوم من الكرملين في أغسطس/آب 2008.
وبعد خروجه من الرئاسة، شارك سآكاشفيلي في تظاهرات "الميدان الأوروبي" في كييف والتي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش الهارب إلى روسيا منذ فبراير/شباط 2014.
وفي عام 2015، منحه الرئيس الأوكراني آنذاك، بيترو بوروشينكو، الجنسية الأوكرانية، وعيّنه حاكماً لمقاطعة أوديسا الواقعة جنوب البلاد. لكن بعد استقالته من منصبه، بدأ سآكاشفيلي بتوجيه انتقادات لاذعة إلى بوروشينكو، لينتهي الأمر بسحب الجنسية الأوكرانية منه في عام 2017.
إلا أن زيلينسكي قرر بعد تنصيبه رئيساً قبل نحو عام، رد الجنسية الأوكرانية لسآكاشفيلي، مما مهد الطريق لعودته إلى المشهد السياسي في أوكرانيا.