رئيس وزراء أوكرانيا: الاتحاد السوفييتي هو من هاجم ألمانيا

نقلت وكالة "ريا نوفوستي" تصريحاً إشكاليّاً لوزير خارجية أوكرانيا، أرسيني ياتسينيوك، فوجئ به الجميع، وصعب على الخارجية الروسية السكوت عنه. فقد قال في مقابلة أجرتها معه قناة "إي آر دي"، يوم أمس الخميس، أثناء زيارته الرسمية برلين، إن "العدوان الروسي على أوكرانيا، هو هجوم على النظام العالمي وعلى النظام في أوروبا، ونحن جميعاً نذكر هجوم الاتحاد السوفييتي على ألمانيا وعلى أوكرانيا. ولا يجوز أن نسمح بذلك. فلا أحد يملك الحق في تخصيص نتائج الحرب العالمية الثانية. إلا أن الرئيس الروسي بوتين يحاول فعل ذلك".

وسرعان ما حاولت المتحدثة الصحافية باسم رئاسة الوزراء الأوكرانية، أولغا لابو، تصحيح الأمر في مقابلة مع قناة "بي بي سي" الناطقة بالأوكرانية، من خلال تفسير ما أراد قوله ياتسينيوك، حين ذكر بأن "الاتحاد السوفييتي هاجم ألمانيا وأوكرانيا"، فقالت اليوم الجمعة، إن "ما قصده ياتسينيوك، هو تقسيم ألمانيا من الاتحاد السوفييتي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. حتى إن برلين تم تقسيمها بجدار، لكي لا يعود ممكناً تنقّل الألمان بين جزأي المدينة الشرقي والغربي".

ولم تتأخر ردود الفعل الروسية. فقد كتب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما، أليكسي بوشكوف، على صفحته في "تويتر"، تغريدة جاء فيها: "ياتسينيوك، جعل من ألمانيا النازية ضحية". وفي برلين صمت. كيف ذلك، الرايخ الثالث ضحية؟ هل توافق برلين على ذلك؟". وبالتوازي مع تساؤلات بوشكوف، حاولت وكالة "تاس" تبين رأي برلين الرسمي بما قال رئيس الوزراء الأوكراني، حين قلب التاريخ رأساً على عقب، فجعل الاتحاد السوفييتي معتديّاً على ألمانيا النازية، إلا أن برلين الرسمية امتنعت عن التعليق. فقد قال ممثل عن الحكومة الألمانية لمراسل "تاس": "الحكومة الفيدرالية، لا تعلق على تصريحات رئيس الوزراء ياتسينيوك". ولكنّ المسؤول الألماني ذكّر بأن برلين الرسمية لا تضع موضع الشك على الإطلاق "المسؤولية الألمانية عن الضحايا الذين سقطوا من مواطني الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية".

وعلى المستوى الرسمي، طالبت وزارة الخارجية الروسية برلين بإعلان موقفها من تصريحات ياتسينيوك. ذلك ما أكده فلاديمير تيتوف، وهو النائب الأول لوزير الخارجية الروسي. فقال، اليوم الجمعة، إنه "أرسلنا مذكرة إلى وزارة الخارجية الألمانية نطالب فيها بموقف رسمي من تصريحات رئيس الوزراء (الأوكراني) ياتسينيوك المتطرفة التي يزيف فيها التاريخ".