راديو فرانس: الإضراب مستمرّ

10 ابريل 2015
متظاهر يحمل لافتة "الإذاعة الفرنسية غاضبة" (كنزو تريبويارد\فرانس برس)
+ الخط -
إنّه اليوم الثالث والعشرون على الإضراب المفتوح في الاذاعة الفرنسيّة. هذا التحرك المطلبي الأطول في تاريخها، لا يبدو أنّه في طريقه للانتهاء، بعد فشل المفاوضات، وسلبية رئيس مجلس إدارة الإذاعة العامة، ماتيو جاليه.

وفي جلسة استثنائية عقدت خصيصاً من أجل البحث في حلول سريعة للأزمة التي تعصف بـ"راديو فرانس"، لم يأتِ ماتيو جاليه بأي شيء جديد أمام نواب لجنة الشؤون الثقافية التابعة للجمعية الوطنية الفرنسية.

وبدعوة من رئيس اللجنة باتريك لوبوش، حضر جاليه وحضرت معه سياسية "ليّ الأذرع"، كما سمّاها. "إنهم يريدون تلويث سمعتي"، هكذا افتتح جاليه حديثه أمام مجلس النواب الأربعاء، وعلى مدار الساعة ونصف الساعة من الأسئلة المتواصلة حافظ الرجل على هدوء متقطّع، شابه غضب عابر أثارته أسبوعية le canard enchaîné لدى سؤالها المتكرر عن تكاليف المكتب الجديد للسيد جاليه، فيما بيت الراديو يرزح تحت ديون قد تصل إلى 21 مليون يورو.
فقال: "لم أصرف مليون يورو على التجميل وتصفيف الشعر، تكاليف مكتب الرئيس هي من أموال الخزينة العامة ولستُ مخطئاً".

"أستطيع أن أقول صباح الخير"... هكذا ردّ جاليه على تعليق أحد نواب الحزب الاشتراكي الذي طالبه بسعي أكبر لتوطيد العلاقة بالموظفين. وهذا ليس غريبًا على شخص جاليه الذي تعتبره الصحافة الفرنسية "جامدًا وغير اجتماعي".

وفي عرض سريع لأهم ما جاء في الخطة الاستراتيجيّة التي اقترحها جاليه، معتبرًا أنّ الأفكار هي تجسيد لموديل اقتصادي قيد الولادة، أشار إلى أنّ "الاتجاه هو نحو تطوير العلاقة بين الصوت الاذاعي لـ"راديو فرانس" وكل البيئة الفرانكوفونية خارج الأراضي الفرنسية.

وأضاف: "سأعمل على هذا الموضوع لكونه يشكّل أولوية عندي... تطوير الـFIP (فرانس انتر باريس) وهي الذراع الموسيقية لراديو فرانس، إضافةً إلى تكوين علاقة أقوى مع الإعلام المرئي-المسموع". وعمّا إذا كان ينوي الرحيل، قال جاليه "أنا باقٍ على رأس البيت، لدي كثير من العمل قبل الرحيل".

حضر جاليه أمام الجمعية الوطنية الفرنسية وسقطت دعوته للاجتماع في البيت المركزي للاذاعة بسبب عدم حضور عدد كافٍ من الأعضاء ودعوتهم للاستمرار في الإضراب يوم أمس الخميس. وفي ردّ أولي حول دعوة النقابات المنضوية تحت جناح "راديو فرانس" وحول ما جاء في كلام جاليه عن تمسكه بقراراته، علّقت وزيرة الثقافة فلور بيليران: "لقد طالت الأزمة، ليس لدي أية فكرة حول الـ 80 مليون يورو التي تحدث عنها النائب الاشتراكي ميشال فرانسي كمساعدة من الخزينة العامة من أجل إحياء الاذاعة العامة".


إقرأ أيضاً: الإضراب مستمر في "راديو فرانس": المفاوضات إلى نقطة الصفر 


بدوره، نفى جاليه أي علم له بهذه الهبة وقال إنه حتى لو حصل ذلك فهي ستكون خطوة من أجل انتشال الاذاعة وليس بناء الجديد فيها، ودعا وزيرة الثقافة للعب دور أكبر في إطلاق الحوار مجددًا.

لا حلول في البيت الأزرق حتى الآن... في ظلّ سلبيّة جاليه وازدياد الغضب تدريجياً لدى الموظفين المضربين. كُلّ هذا، تختصره تغريدة فابيان سنتيس مقدمة البرنامج الاذاعي 6/9 على "فرانس انفو" حول الكلام المحبط لرئيس الاذاعة: "عندما نعجز عن إيجاد الحلول نعتقد أن لا مشكلة أصلاً".