صدرت أغنية جديدة بعنوان "يا شباب الأمن العام" من الفنان اللبناني الذي عُرف بالغناء الشعبي، أو بتعبير آخر "البلدي"، واسمه ربيع الأسمر.
ولربيع حكاية مع الشهرة والجماهيرية الشعبية التي تقوم على الألحان البلدية المتضمّنة الإيقاع الفلكلوري الذي يُحاكي شريحة كبيرة من اللبنانيين. إضافة إلى قرب هذا اللون الغنائي من الفنّ الشعبي السوري كون "اللهجة" واحدة ولا تبتعد كثيراً، خصوصاً في القرى المتاخمة للبلدين بين لبنان وسورية.
لكن يبدو أنّه مع اشتداد واستمرار الأزمة السورية، فتحت شهية بعض الفنانين اللبنانيين للاستعانة بقضية "الخطف" وتحويلها إلى سلعة متداولة بين أيدي متعطّشي الشهرة، ولو على حساب شعور الناس، أو معاناتهم. خصوصاً اللبنانيين الذين ما زالوا، حتّى اليوم، يعانون من "الخطف" إلى سورية.
اقرأ أيضاً: بالصور: هربت من "داعش" فصارت ملكة جمال العرب
يناشد ربيع الأسمر شباب "الأمن العام اللبناني"، وهو جهاز أمني لبناني، لتخليص حبيبته، المفترضة، كما تقول كلمات الأغنية، من "الخطف"، بعدما ذهبت إلى الشام منذ أشهر، بحسب الصور الشعرية التي كتبها الأسمر بنفسه ولحنّها وأطلقها، لمساندة المخطوفين، ومنهم حبيبته الافتراضية. لكن دون معرفة النهاية السعيدة إلا من خلال التمنّي بأن يعمّ السلام والوئام العالم.
كلمات "يا شباب الأمن العام" جمعت اعتباطاً، وقد اختارها المغنّي الشاب وقشّمها إلى مقاطع وأضاف إليها كلمات أكثر تكلّفاً، بحسب ما تقتضي الحاجة، لينتج أغنية لا نعرف ماذا تعني، وما هو سبب مناجاة الأمن العام بهذه الطريقة الهزلية؟
ظاهرة ربما انوجدت قبل خيال الأسمر في أغنيات "تي رش رش" و"دقّ الماني" حيث كثافة الاقتباس أو الاستنساخ من روح تلك الأغنيات تبدو واضحة. أغنيات لا تتجاوز مدّة كلّ منها الدقائق الأربع، وتنتشر على المحطات الفضائية.
من غير الممكن التعرّف إلى المناسبة أو الشعور الذي انتاب المغني الأسمر ليحاول اختراع نمط جديد من الغناء لمناسبة الخطف، وتوظيف شعبيته داخل نطاق سياسي مجهول وضيّق. فلا أعطى موقفاً ممن اختطف حبيبته في "الشام"، بل اكتفاء بالإيقاع الشعبي اللبناني والتوزيع التقليدي الذي يألفه اللبنانيون.
اقرأ أيضاً: هكذا تطوّرت ألحان لبنان: من زكي ناصيف لزياد برجي
المزاج الشعبي
دون شكّ فإن أغنيات ربيع الأسمر في الفترة الأخيرة تعبّر عن مزاج شعبي لبناني تفضّله أجزاء من الطبقة الكادحة، وهذه الأغنيات لا تغيب عن حفلات الزفاف القروية أو تلك المدينية الفاخرة.. وحتّى نسمعها في الملاهي الليلية.
إذ لا تكتمل سهرات بيروت ولا ينطرب الحاضرون إلا على أنغام "مستنفر" من ألبوم سابق لربيع الأسمر، ابن مدينة بعلبك اللبنانية الشهيرة. وما زاد من نجاحه كونه ابن تلك البيئة التي أغنت المكتبة الموسيقية اللبنانية والعالم العربي بكثير من الأغنيات التراثية.
موسيقى للتغطية
هذه الأغنيات لم تعد في أيّامنا هذا إلاّ مجرد تراث، أو لنقل إنّها شيء من الذاكرة الفنية، نستخدمها ساعة نشاء بحبّ وتفخيم، ونلوّثها ساعة نشاء من خلال الاستعانة بجمل موسيقية تعوّدنا عليها لتقديم مشهد مبتور وغير واضح. تماماً كما هو حال موضوع الخطف في لبنان. إذ لا شيء في القصّة الغريبة يمتّ إلى التراث الموسيقي المستخدم للتغطية على ضعف المحتوى.
سلسلة من الأسئلة يطرحها اتجاه ربيع الأسمر إلى مثل هذه القضية اليوم، وحول أهمية هذه "الأغنية"، لتحتلّ مكانة على الساحة الفنية.
اقرأ أيضاً: فارس كرم في "ع الطيب".. استهلاك الغناء الشعبي
المشكلة لا تكمن في "الأغنية" ذاتها بل في تشويه ألحان لها أهميتها عند اللبنانيين، تماماً كمن يعيد تسجيل أغنية تراثية بتوزيع جديد. الأمر نفسه حصل مع أغنيات وديع الصافي وصباح وغيرهما.
هذا الحال يقودنا إلى زمن أغنية تراثية أردنية اسمها "دقّ الماني"، وتعديلها بإدخال كلمة "تي رش رش". هذه العبارة التي باتت الأكثر شهرة في الحانات والنوادي الليلة كنداء يوجّه إلى الساهرين لرشّ النقود على الراقصة والمغني.
والآن لا فرق في أن نقحم الأمن العام اللبناني في لعبة اخترنا أن تكون أغنية عن قضية إنسانية هي الخطف، وهو الظاهرة التي يعاني منها العالم العربي. كأنّه لا يكفي القتل والقصف الذي تعانيه بلاد الشام. ففي الأغنية يستعمل الأسمر كلمة "الشام" بمعنى سورية. وهي لا تعدو كونها محاولة منه للضحك، من خلال الأغنية، والدعوة فقط إلى الرقص وتشكيل حلقات دبكة بالتوجّه والقول "يا شباب الأمن العام"... وهيلا.
اقرأ أيضاً: أحمد الأسير: فضل شاكر لم يشارك في معارك عبرا
ولربيع حكاية مع الشهرة والجماهيرية الشعبية التي تقوم على الألحان البلدية المتضمّنة الإيقاع الفلكلوري الذي يُحاكي شريحة كبيرة من اللبنانيين. إضافة إلى قرب هذا اللون الغنائي من الفنّ الشعبي السوري كون "اللهجة" واحدة ولا تبتعد كثيراً، خصوصاً في القرى المتاخمة للبلدين بين لبنان وسورية.
لكن يبدو أنّه مع اشتداد واستمرار الأزمة السورية، فتحت شهية بعض الفنانين اللبنانيين للاستعانة بقضية "الخطف" وتحويلها إلى سلعة متداولة بين أيدي متعطّشي الشهرة، ولو على حساب شعور الناس، أو معاناتهم. خصوصاً اللبنانيين الذين ما زالوا، حتّى اليوم، يعانون من "الخطف" إلى سورية.
اقرأ أيضاً: بالصور: هربت من "داعش" فصارت ملكة جمال العرب
يناشد ربيع الأسمر شباب "الأمن العام اللبناني"، وهو جهاز أمني لبناني، لتخليص حبيبته، المفترضة، كما تقول كلمات الأغنية، من "الخطف"، بعدما ذهبت إلى الشام منذ أشهر، بحسب الصور الشعرية التي كتبها الأسمر بنفسه ولحنّها وأطلقها، لمساندة المخطوفين، ومنهم حبيبته الافتراضية. لكن دون معرفة النهاية السعيدة إلا من خلال التمنّي بأن يعمّ السلام والوئام العالم.
كلمات "يا شباب الأمن العام" جمعت اعتباطاً، وقد اختارها المغنّي الشاب وقشّمها إلى مقاطع وأضاف إليها كلمات أكثر تكلّفاً، بحسب ما تقتضي الحاجة، لينتج أغنية لا نعرف ماذا تعني، وما هو سبب مناجاة الأمن العام بهذه الطريقة الهزلية؟
ظاهرة ربما انوجدت قبل خيال الأسمر في أغنيات "تي رش رش" و"دقّ الماني" حيث كثافة الاقتباس أو الاستنساخ من روح تلك الأغنيات تبدو واضحة. أغنيات لا تتجاوز مدّة كلّ منها الدقائق الأربع، وتنتشر على المحطات الفضائية.
من غير الممكن التعرّف إلى المناسبة أو الشعور الذي انتاب المغني الأسمر ليحاول اختراع نمط جديد من الغناء لمناسبة الخطف، وتوظيف شعبيته داخل نطاق سياسي مجهول وضيّق. فلا أعطى موقفاً ممن اختطف حبيبته في "الشام"، بل اكتفاء بالإيقاع الشعبي اللبناني والتوزيع التقليدي الذي يألفه اللبنانيون.
اقرأ أيضاً: هكذا تطوّرت ألحان لبنان: من زكي ناصيف لزياد برجي
المزاج الشعبي
دون شكّ فإن أغنيات ربيع الأسمر في الفترة الأخيرة تعبّر عن مزاج شعبي لبناني تفضّله أجزاء من الطبقة الكادحة، وهذه الأغنيات لا تغيب عن حفلات الزفاف القروية أو تلك المدينية الفاخرة.. وحتّى نسمعها في الملاهي الليلية.
إذ لا تكتمل سهرات بيروت ولا ينطرب الحاضرون إلا على أنغام "مستنفر" من ألبوم سابق لربيع الأسمر، ابن مدينة بعلبك اللبنانية الشهيرة. وما زاد من نجاحه كونه ابن تلك البيئة التي أغنت المكتبة الموسيقية اللبنانية والعالم العربي بكثير من الأغنيات التراثية.
موسيقى للتغطية
هذه الأغنيات لم تعد في أيّامنا هذا إلاّ مجرد تراث، أو لنقل إنّها شيء من الذاكرة الفنية، نستخدمها ساعة نشاء بحبّ وتفخيم، ونلوّثها ساعة نشاء من خلال الاستعانة بجمل موسيقية تعوّدنا عليها لتقديم مشهد مبتور وغير واضح. تماماً كما هو حال موضوع الخطف في لبنان. إذ لا شيء في القصّة الغريبة يمتّ إلى التراث الموسيقي المستخدم للتغطية على ضعف المحتوى.
سلسلة من الأسئلة يطرحها اتجاه ربيع الأسمر إلى مثل هذه القضية اليوم، وحول أهمية هذه "الأغنية"، لتحتلّ مكانة على الساحة الفنية.
اقرأ أيضاً: فارس كرم في "ع الطيب".. استهلاك الغناء الشعبي
المشكلة لا تكمن في "الأغنية" ذاتها بل في تشويه ألحان لها أهميتها عند اللبنانيين، تماماً كمن يعيد تسجيل أغنية تراثية بتوزيع جديد. الأمر نفسه حصل مع أغنيات وديع الصافي وصباح وغيرهما.
هذا الحال يقودنا إلى زمن أغنية تراثية أردنية اسمها "دقّ الماني"، وتعديلها بإدخال كلمة "تي رش رش". هذه العبارة التي باتت الأكثر شهرة في الحانات والنوادي الليلة كنداء يوجّه إلى الساهرين لرشّ النقود على الراقصة والمغني.
والآن لا فرق في أن نقحم الأمن العام اللبناني في لعبة اخترنا أن تكون أغنية عن قضية إنسانية هي الخطف، وهو الظاهرة التي يعاني منها العالم العربي. كأنّه لا يكفي القتل والقصف الذي تعانيه بلاد الشام. ففي الأغنية يستعمل الأسمر كلمة "الشام" بمعنى سورية. وهي لا تعدو كونها محاولة منه للضحك، من خلال الأغنية، والدعوة فقط إلى الرقص وتشكيل حلقات دبكة بالتوجّه والقول "يا شباب الأمن العام"... وهيلا.
اقرأ أيضاً: أحمد الأسير: فضل شاكر لم يشارك في معارك عبرا