قد نسمع أن طفلاً يعمل من أجل الحصول على مصروفه ولإعالة عائلته في ظل الظروف التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني، لكن قصة سليمان شوامرة فريدة، حيث يعمل، إضافة إلى استمراره في الدراسة، ليلبي احتياجات شقيقه الأصغر وتأمين استمرارية تعليمه، في بلد تكالبت عليه الظروف وارتفعت فيه نسبة البطالة إلى نحو 30 في المائة.
في مدينة رام الله، في الأحياء "الراقية"، اعتاد السكان على طفل يتنقل من إشارة مرور إلى أخرى تحت الشمس والأمطار كل يوم بالموعد نفسه. بعد الظهر حين تنتهي الفترة الدراسية، وطيلة أيام العطل المدرسية والعطل الرسمية.
بائع المحارم
هو سليمان ابن الـ 15 سنة، الذي يقول لـ "العربي الجديد": "أعمل في هذه المنطقة منذ أكثر من خمس سنوات، أبيع علب المحارم للسائقين والمارين ولا يهمني حر الصيف أو برد الشتاء حتى أحقق طموحي في أن أكون كهربائي سيارات وألبي احتياجات أخي أمير ابن العشر سنوات لأنني لا أريده أن يعمل أو يترك مدرسته".
ويضيف: "ألبّي احتياجاته كلها وإذا حصلت على مبلغ مالي من البيع أشتري له ما يريد وما يتبقى مما استحصل عليه أصرف به على عائلتي، فنحن 8 أفراد إضافة إلى جدي وجدتي اللذين يسكنان معنا المنزل نفسه في رام الله".
سليمان ابن العائلة التي اضطرتها الظروف الاقتصادية من الانتقال من مدينة دورا قبل عقود إلى رام الله يقول: "أنهي حصصي الدراسية في المدرسة وسرعان ما أتوجه إلى المنزل، أضع حقيبتي وأتناول الغداء بسرعة وأذهب إلى العمل على مفارق الطرقات. وأحياناً اضطر لأخذ العلب معي في الحقيبة لأبيعها أثناء ذهابي وعودتي من المدرسة".
يتابع سليمان: "وضعنا الاقتصادي صعب، وهناك مئات الأطفال الذين يعملون. أعمل ما باستطاعتي بشكل يومي لأحصل على مبلغ بسيط من 10 إلى 20 دولاراً وهذا المبلغ لا يساوي شيئًا في ظل الظروف التي نعيشها وغلاء الأسعار، إذ إنها مصروف لأخي أمير وبعضٌ من مصروف العائلة".
أخ سليمان جريح أقعدته إصابة بالرصاص في مواجهات اندلعت العام الماضي مع جيش الاحتلال احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على غزة. يردد سليمان كثيراً أنه لا يريد أن يرى شقيقه يعمل، ويقول إنه سيعمل كل ما بوسعه لإنهاء العام الدراسي الحالي، والانتقال إلى مدرسة صناعية ليتعلم كهرباء السيارات، ويحقق حلمه في أن يكون لديه محل خاص لتصليح السيارات.
يشرح سليمان: "أطفال فلسطين ينقصهم الكثير، فهم لا يشعرون بالأمان ولا الاستقرار، يواجهون العنف في كل يوم نتيجة الاحتلال حينما يشاهدون اعتقال الأطفال وإطلاق الرصاص عليهم والاقتحامات اليومية للمدن والقرى".
سليمان الذي يكبر أبناء جيله يرى أن الطفولة في فلسطين ليست آمنة، وكذلك حياة أي فلسطيني، يخاف من المستقبل ويؤكد أن الإصرار على العمل والمثابرة هو الطريق إلى النجاح. "لكن من يضمن ذلك؟ لا أحد"، حسب قوله.
والدة سليمان تقول لـ "العربي الجديد": "سليمان طفلي كبر قبل عمره، يعمل بعد المدرسة يومياً، كما أنه لا يستريح أبدا، حتى في الإجازات والأعياد يعمل". وتضيف "هو من تلقاء نفسه يعمل من دون طلب من أحد، في بعض الأحيان وخاصة وقت هطول الأمطار والسيول أطلب منه عدم الخروج من المنزل للعمل، إلا أنه يرفض ذلك ويُصر على الذهاب، ويكون سعيدًا جدًّا عندما يشتري شيئًا لشقيقه أمير".
وتضيف: "شعر سليمان بالمسؤولية مبكرًا بعد أن أقعد المرض والده، حيث كان يعمل ميكانيكاً للمعدات الثقيلة وأحاول جاهدة أن يبقى في مدرسته حتى يحقق طموحه في التعليم بمدرسة صناعية، إلا إنني أخاف عليه كثيراً، وكذلك أخاف ألا يحقق طموحه وأن يصل إلى اليوم الذي يرتاح فيه من كل المشقات".
سليمان الذي اعتبر علاماته متوسطة في المدرسة يرد، "علاماتي ليست جيدة كثيراً، فلا وقت لدي للدراسة، أحاول وبكل جهدي أن أحصل على علامات جيدة إلا إنني لا أستطيع. هذا سيدفعني أكثر للتمسك في طموحي وحلمي في دراسة كهرباء السيارات لأنها لا تحتاج مني مجهوداً في الدراسة، بل حب العمل وتحقيق الطموح الذي سيبني مستقبلي، فأنا حلمت به منذ بدأت أستوعب الحياة".
اقرأ أيضاً:الظروف الاقتصادية لم تمنع شيرين من صناعة الأفلام
في مدينة رام الله، في الأحياء "الراقية"، اعتاد السكان على طفل يتنقل من إشارة مرور إلى أخرى تحت الشمس والأمطار كل يوم بالموعد نفسه. بعد الظهر حين تنتهي الفترة الدراسية، وطيلة أيام العطل المدرسية والعطل الرسمية.
بائع المحارم
هو سليمان ابن الـ 15 سنة، الذي يقول لـ "العربي الجديد": "أعمل في هذه المنطقة منذ أكثر من خمس سنوات، أبيع علب المحارم للسائقين والمارين ولا يهمني حر الصيف أو برد الشتاء حتى أحقق طموحي في أن أكون كهربائي سيارات وألبي احتياجات أخي أمير ابن العشر سنوات لأنني لا أريده أن يعمل أو يترك مدرسته".
ويضيف: "ألبّي احتياجاته كلها وإذا حصلت على مبلغ مالي من البيع أشتري له ما يريد وما يتبقى مما استحصل عليه أصرف به على عائلتي، فنحن 8 أفراد إضافة إلى جدي وجدتي اللذين يسكنان معنا المنزل نفسه في رام الله".
سليمان ابن العائلة التي اضطرتها الظروف الاقتصادية من الانتقال من مدينة دورا قبل عقود إلى رام الله يقول: "أنهي حصصي الدراسية في المدرسة وسرعان ما أتوجه إلى المنزل، أضع حقيبتي وأتناول الغداء بسرعة وأذهب إلى العمل على مفارق الطرقات. وأحياناً اضطر لأخذ العلب معي في الحقيبة لأبيعها أثناء ذهابي وعودتي من المدرسة".
يتابع سليمان: "وضعنا الاقتصادي صعب، وهناك مئات الأطفال الذين يعملون. أعمل ما باستطاعتي بشكل يومي لأحصل على مبلغ بسيط من 10 إلى 20 دولاراً وهذا المبلغ لا يساوي شيئًا في ظل الظروف التي نعيشها وغلاء الأسعار، إذ إنها مصروف لأخي أمير وبعضٌ من مصروف العائلة".
أخ سليمان جريح أقعدته إصابة بالرصاص في مواجهات اندلعت العام الماضي مع جيش الاحتلال احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على غزة. يردد سليمان كثيراً أنه لا يريد أن يرى شقيقه يعمل، ويقول إنه سيعمل كل ما بوسعه لإنهاء العام الدراسي الحالي، والانتقال إلى مدرسة صناعية ليتعلم كهرباء السيارات، ويحقق حلمه في أن يكون لديه محل خاص لتصليح السيارات.
يشرح سليمان: "أطفال فلسطين ينقصهم الكثير، فهم لا يشعرون بالأمان ولا الاستقرار، يواجهون العنف في كل يوم نتيجة الاحتلال حينما يشاهدون اعتقال الأطفال وإطلاق الرصاص عليهم والاقتحامات اليومية للمدن والقرى".
سليمان الذي يكبر أبناء جيله يرى أن الطفولة في فلسطين ليست آمنة، وكذلك حياة أي فلسطيني، يخاف من المستقبل ويؤكد أن الإصرار على العمل والمثابرة هو الطريق إلى النجاح. "لكن من يضمن ذلك؟ لا أحد"، حسب قوله.
والدة سليمان تقول لـ "العربي الجديد": "سليمان طفلي كبر قبل عمره، يعمل بعد المدرسة يومياً، كما أنه لا يستريح أبدا، حتى في الإجازات والأعياد يعمل". وتضيف "هو من تلقاء نفسه يعمل من دون طلب من أحد، في بعض الأحيان وخاصة وقت هطول الأمطار والسيول أطلب منه عدم الخروج من المنزل للعمل، إلا أنه يرفض ذلك ويُصر على الذهاب، ويكون سعيدًا جدًّا عندما يشتري شيئًا لشقيقه أمير".
وتضيف: "شعر سليمان بالمسؤولية مبكرًا بعد أن أقعد المرض والده، حيث كان يعمل ميكانيكاً للمعدات الثقيلة وأحاول جاهدة أن يبقى في مدرسته حتى يحقق طموحه في التعليم بمدرسة صناعية، إلا إنني أخاف عليه كثيراً، وكذلك أخاف ألا يحقق طموحه وأن يصل إلى اليوم الذي يرتاح فيه من كل المشقات".
سليمان الذي اعتبر علاماته متوسطة في المدرسة يرد، "علاماتي ليست جيدة كثيراً، فلا وقت لدي للدراسة، أحاول وبكل جهدي أن أحصل على علامات جيدة إلا إنني لا أستطيع. هذا سيدفعني أكثر للتمسك في طموحي وحلمي في دراسة كهرباء السيارات لأنها لا تحتاج مني مجهوداً في الدراسة، بل حب العمل وتحقيق الطموح الذي سيبني مستقبلي، فأنا حلمت به منذ بدأت أستوعب الحياة".
اقرأ أيضاً:الظروف الاقتصادية لم تمنع شيرين من صناعة الأفلام