20 يوليو 2019
رجل "مناسب" عينه نتنياهو
أحمد الصباهي (فلسطين)
رفع رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سماعة هاتفه، ليعلن لعائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس عن الاسم الجديد لمنسق شؤون الأسرى والمفقودين، معلنا أنّه الرجل "المناسب" لإعادة الأسرى، وملتزما باسم "دولة إسرائيل" إعادة الأسرى إلى عائلاتهم.
ياروم بلوم هو العنوان الجديد لهذه المرحلة بعد استقالة المحامي ليؤور لوتن الذي شغل الموقع ثلاث سنوات، متهما نتنياهو بالتعنّت وبعدم تقديم تنازلات لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ما أثار استياء عائلات الأسرى، إذ وضعت تلك الاستقالة لائحة اتهام لتقاعس الحكومة الإسرائيلية. بلوم خبير في التعامل مع قضايا الأسرى، إذا أخذنا بالاعتبار أنه كان عضوا في طاقم التواصل في المفاوضات التي أدت إلى إطلاق سراح الأسير جلعاد شاليط بألف أسير فلسطيني في العام 2011 في صفقة "وفاء الأحرار"، كما عمل في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وهو عضو في معهد دراسات الإرهاب التابع لمعهد هرتسيليا.
لم يكن التعيين مفاجئا، فبلوم تابع لجهاز أمني ولديه خبرة سابقة في قضايا الأسرى، توجه بالشكر إلى رئيسه، معتبرا أنّ منصبه على جانب كبير من الأهمية الوطنية. لكن ما هو صاعق فعلا ما صرّح به هذا الرجل "المناسب" أنه سيقلب كل حجر في قطاع غزة بحثا عن المفقودين، وهذا يدعونا إلى التساؤل عن أهلية هذا التعيين ومدى مناسبته.
كيف يمكن لرجل خبر قدرة حركة حماس على إخفاء أسير 1941 يوما، ولم يستطع كيان الاحتلال الإسرائيلي، بجيشه وأجهزته الأمنية المختلفة، على مدار تلك الأيام، على الرغم من الجهود الحثيثة والمضنية عبر الوسائل التقنية الإلكترونية الدقيقة، إلى جانب تشغيل عدد هائل من العملاء، وصولا إلى الإعلان عن جائزة تقدر بـعشرة ملايين من الدولارات لإطلاق سراحه، وبلا جدوى .
إن كان هذا التصريح يدل على شيء، فهو يدل على عنجهية تحدث عنها مؤلف كتاب "تحرير شاليط... القناة السرية" الصادرعام 2013 للكاتب الإسرائيلي، غرشون باسكين، الذي استطاع أن يفتح قناة سرية مع الناطق باسم الحكومة التي رأسها إسماعيل هنية عام 2006، غازي حمد، لجلب الجندي شاليط، معتبرا أنّ أكبر مشكلة تمثلت له هي إقناع صناع القرار الإسرائيليين بالحديث مع "حماس"، لأنّ لغة القوة هي الوحيدة السائدة بين الجانبين. وقد لاقي هذا الكتاب رواجا كبيرا، تمتّع بكون مؤلفه متابعا حثيثا لمجريات صفقة شاليط، إذ تضمّن كتابه 700 رسالة سرية أرسلها واستقبلها المؤلف، مشكلة القناة غير الرسمية الموثوقة التي أدت إلى الوصول إلى خاتمة قضية شاليط.
اعترافات قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالفشل في العثور على شاليط، مثل رئيس جهاز الشاباك السابق، يوفال ديسكين، وخلفه يورام كوهين، وحتى رئيس الموساد السابق، مئير دوغان، الذي اعتبر فشله حتى في عدم الحصول على معلومات عن مكان احتجاز شاليط الفشل الأكبر خلال ولايته في الموساد، كفيلة لهذا المتحذلق بلوم، صاحب المنصب الجديد، أن يتواضع في وعوده، وأن يأخذ العبرة ممن سبقوه في تحمّل المسؤولية.
هي "وحدة الظل" التابعة لحركة حماس، والتي تولت مهمة الاحتفاظ بالسرية التامة بكل ما يتعلق بالأسرى الإسرائيليين، ونشرت الحركة معلومات عنها عام 2016، عبر قناة الأقصى التابعة للحركة بفيديو يظهر فيها شاليط، وهو في رحلة بحرية لشاطئ غزة في حفلة شواء، وهو كان يوما ما تحت أنف الطائرات الإسرائيلية التجسّسية ولم تلحظه.
يقول مؤلف كتاب "تحرير شاليط" أن شاليط كان، طوال تلك السنوات الخمس، في مخبأ من طوابق متعدّدة تحت الأرض، وفشلت فيها كل الجهود الإسرائيلية للوصول إليه، فحراس شاليط عاشوا في عزلة عن العالم الخارجي، حتى أنهم انقطعوا عن كل ما يتصل بغرفة الاحتجاز، وتعاملوا بسرية فائقة، حتى في علاج يد شاليط، فأتوا بطبيب غير معروف لعلاجه، حتى لا يتم كشف مكانه، مستخدمين باحترافية كاملة كل السبل لإخفاء كل ما يتعلق به.
سيتعامل بلوم مع وحدة الظل في المرحلة المقبلة التي تركت له تحديا جديدا عليه الإجابة عنه حول العدد الحقيقي للأسرى، فهل لدى "حماس" أربعة أو خمسة أسرى، وهل ميكي أرون الذي ما زال مصيره مجهولا سينضم إلى قافلة الأسرى، هدار غولدن وأورون شاؤول وإبراهام منغيستو وهشام السيد؟ وهل هو صاحب الصورة الخامسة التي رفعها أنصار "حماس" قبالة بيت الأسير الفلسطيني، حسن سلامة، في غزة، والتي تحمل علامة استفهام بدلا من صورة ميكي أرون؟
يقول باسكين إنّ صفقة التبادل مع "حماس" هي أعظم إنجاز في حياته، فنجح حيث فشل الآخرون، فهل سيلجأ بلوم بعد فشله إلى أمثال باسكين؟
ياروم بلوم هو العنوان الجديد لهذه المرحلة بعد استقالة المحامي ليؤور لوتن الذي شغل الموقع ثلاث سنوات، متهما نتنياهو بالتعنّت وبعدم تقديم تنازلات لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ما أثار استياء عائلات الأسرى، إذ وضعت تلك الاستقالة لائحة اتهام لتقاعس الحكومة الإسرائيلية. بلوم خبير في التعامل مع قضايا الأسرى، إذا أخذنا بالاعتبار أنه كان عضوا في طاقم التواصل في المفاوضات التي أدت إلى إطلاق سراح الأسير جلعاد شاليط بألف أسير فلسطيني في العام 2011 في صفقة "وفاء الأحرار"، كما عمل في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وهو عضو في معهد دراسات الإرهاب التابع لمعهد هرتسيليا.
لم يكن التعيين مفاجئا، فبلوم تابع لجهاز أمني ولديه خبرة سابقة في قضايا الأسرى، توجه بالشكر إلى رئيسه، معتبرا أنّ منصبه على جانب كبير من الأهمية الوطنية. لكن ما هو صاعق فعلا ما صرّح به هذا الرجل "المناسب" أنه سيقلب كل حجر في قطاع غزة بحثا عن المفقودين، وهذا يدعونا إلى التساؤل عن أهلية هذا التعيين ومدى مناسبته.
كيف يمكن لرجل خبر قدرة حركة حماس على إخفاء أسير 1941 يوما، ولم يستطع كيان الاحتلال الإسرائيلي، بجيشه وأجهزته الأمنية المختلفة، على مدار تلك الأيام، على الرغم من الجهود الحثيثة والمضنية عبر الوسائل التقنية الإلكترونية الدقيقة، إلى جانب تشغيل عدد هائل من العملاء، وصولا إلى الإعلان عن جائزة تقدر بـعشرة ملايين من الدولارات لإطلاق سراحه، وبلا جدوى .
إن كان هذا التصريح يدل على شيء، فهو يدل على عنجهية تحدث عنها مؤلف كتاب "تحرير شاليط... القناة السرية" الصادرعام 2013 للكاتب الإسرائيلي، غرشون باسكين، الذي استطاع أن يفتح قناة سرية مع الناطق باسم الحكومة التي رأسها إسماعيل هنية عام 2006، غازي حمد، لجلب الجندي شاليط، معتبرا أنّ أكبر مشكلة تمثلت له هي إقناع صناع القرار الإسرائيليين بالحديث مع "حماس"، لأنّ لغة القوة هي الوحيدة السائدة بين الجانبين. وقد لاقي هذا الكتاب رواجا كبيرا، تمتّع بكون مؤلفه متابعا حثيثا لمجريات صفقة شاليط، إذ تضمّن كتابه 700 رسالة سرية أرسلها واستقبلها المؤلف، مشكلة القناة غير الرسمية الموثوقة التي أدت إلى الوصول إلى خاتمة قضية شاليط.
اعترافات قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالفشل في العثور على شاليط، مثل رئيس جهاز الشاباك السابق، يوفال ديسكين، وخلفه يورام كوهين، وحتى رئيس الموساد السابق، مئير دوغان، الذي اعتبر فشله حتى في عدم الحصول على معلومات عن مكان احتجاز شاليط الفشل الأكبر خلال ولايته في الموساد، كفيلة لهذا المتحذلق بلوم، صاحب المنصب الجديد، أن يتواضع في وعوده، وأن يأخذ العبرة ممن سبقوه في تحمّل المسؤولية.
هي "وحدة الظل" التابعة لحركة حماس، والتي تولت مهمة الاحتفاظ بالسرية التامة بكل ما يتعلق بالأسرى الإسرائيليين، ونشرت الحركة معلومات عنها عام 2016، عبر قناة الأقصى التابعة للحركة بفيديو يظهر فيها شاليط، وهو في رحلة بحرية لشاطئ غزة في حفلة شواء، وهو كان يوما ما تحت أنف الطائرات الإسرائيلية التجسّسية ولم تلحظه.
يقول مؤلف كتاب "تحرير شاليط" أن شاليط كان، طوال تلك السنوات الخمس، في مخبأ من طوابق متعدّدة تحت الأرض، وفشلت فيها كل الجهود الإسرائيلية للوصول إليه، فحراس شاليط عاشوا في عزلة عن العالم الخارجي، حتى أنهم انقطعوا عن كل ما يتصل بغرفة الاحتجاز، وتعاملوا بسرية فائقة، حتى في علاج يد شاليط، فأتوا بطبيب غير معروف لعلاجه، حتى لا يتم كشف مكانه، مستخدمين باحترافية كاملة كل السبل لإخفاء كل ما يتعلق به.
سيتعامل بلوم مع وحدة الظل في المرحلة المقبلة التي تركت له تحديا جديدا عليه الإجابة عنه حول العدد الحقيقي للأسرى، فهل لدى "حماس" أربعة أو خمسة أسرى، وهل ميكي أرون الذي ما زال مصيره مجهولا سينضم إلى قافلة الأسرى، هدار غولدن وأورون شاؤول وإبراهام منغيستو وهشام السيد؟ وهل هو صاحب الصورة الخامسة التي رفعها أنصار "حماس" قبالة بيت الأسير الفلسطيني، حسن سلامة، في غزة، والتي تحمل علامة استفهام بدلا من صورة ميكي أرون؟
يقول باسكين إنّ صفقة التبادل مع "حماس" هي أعظم إنجاز في حياته، فنجح حيث فشل الآخرون، فهل سيلجأ بلوم بعد فشله إلى أمثال باسكين؟
مقالات أخرى
04 يوليو 2019
20 يونيو 2019
21 مارس 2019