ونفذت شركة "GoPro" فيلماً قصيراً عنهما، تحت عنوان "ستكون أنت ذراعي، وسأكون عينيك"، ويوثق عملهما في حماية البيئة بقريتهما الصغيرة في مقاطعة خبي بالقرب من بكين.
حيث كانا صديقين منذ الطفولة ويعتبران بعضهما أخوين، ويعملان معاً كشخص واحد لحماية الطبيعة التي شوهها التطور.
وينكي (54 عاماً) فقد ذراعيه عندما كان في الثالثة من عمره حين لامس خطاً كهربائياً، أما هايشيا (55 عاماً) تعرض لحادث عام 2000 تسبب له بالعمى، وكانا يعيشان على الإعانات المالية الصغيرة، ثم بدءا بزراعة الأشجار بعد مدة من إصابة هايشيا بالعمى بهدف جني بعض المال.
لقد كان المشروع صعباً بالنسبة لهما، ففي السنة الأولى زرعا 800 شجرة، لكن اثنتين فقط بقيتا على قيد الحياة، إلا أنهما ثابرا على العمل، وقاما بتحويل بعض المجاري المائية الصغيرة إلى الأراضي الجرداء.
وقال هايشيا "بالنسبة للأشخاص الأصحاء يمكن تحقيق ذلك بالتعب، لكن بالنسبة لنا كشخصين معوقين، تطلب ذلك الدم والدموع".
وبيّن أن السبب الأصلي للبدء بالزراعة كان حصولهما على المال، لكنهما الآن يفعلان ذلك من أجل تحسين جودة الهواء، وقال "ليس لدينا أي دخل، نحن نعتمد على الإعانات الاجتماعية، وحتى وإن كنا فقيرين، فإننا نشعر بالأهمية".
ازدهرت الصناعة في الصين خلال العقود الأخيرة، ما تسبب بالعديد من المشكلات البيئية، بما فيها تلوث الهواء والمجاري المائية، وموت الحيوانات بأعداد كبيرة.
وتعهدت الحكومة بالتعامل مع هذه القضايا خلال السنوات القادمة بدون التضييق على التطور، لكن ذلك ليس سهلاً على بلد يعتبر أكبر مصدر للتلوث الكربوني في العالم.
ومنذ عام 2001 تمكنا من تغطية جزيرة صغيرة بغابة مصغرة، من فروع اقتطعها هايشيا بنفسه، وقطعة الأرض تلك أصبحت ممتلئة بالأشجار الآن، وينويان الانتقال إلى منطقة أوسع، رغم تحدي نقص الماء الذي يواجههما، ويأملان بأن يتمكنا من تغطية الجبل بأكمله بالأشجار، بحسب ما نقلته "Huffington Post".
ورغم كل الصعوبات التي تواجههما بسبب وضعيهما الجسدي، إلا أنهما يقولان بأن الطريق ما يزال طويلاً أمامهما، لأنهما يريدان أن يتيحا للأجيال القادمة هواءً نظيفاً يتنشقونه.
وقال وينكي "لتعرف الأجيال القادمة بعدنا، والناس جميعاً، ماذا أنجز رجلان معاقان، حتى بعد أن نرحل، سيرون أن رجلاً أعمى وآخر مبتور الذراعين تركا لهم غابة".