على أنغام أغنية "لي صديق من كردستان" للفنان سميح شقير، انطلق الفلسطينيان مهند السعافين (مدينة الخليل) وزكي السكسك (قطاع غزة) من إسطنبول برفقة وفد شبابي، ووجهتهم منطقة سوروج على الحدود مع مدينة كوباني/عين العرب السورية، بهدف التضامن مع أهلها اللاجئين وتقديم الدعم لهم ونبذ العنف والتطرف.
الرحلة كانت طويلة من إسطنبول إلى سوروج، استغرقت حوالي 20 ساعة، قضاها الرفاق في متابعة التطورات الأمنية في كوباني والحديث عن الأوضاع السياسية في المنطقة وترديد الأغاني الثورية باللغات العربية والكردية والتركية.
وما إن دخلت القافلة إلى المدينة، حتى خرج الأهالي إلى الطرقات، رافعين علامات النصر. ثم انضمت إلى القافلة مواكب سيارة أكملت طريقها باتجاه مخيمات اللجوء. وبرفقة بحر من البشر، سار الجميع إلى الحدود المقابلة لمدينة كوباني، وهناك شكلوا حلقات رقص للدبكة الكردية مطلقين الهتافات المنادية بالحرية لكوباني، وسط زغاريد النسوة والفتيات اللواتي تزينّ بالزي الكردي التقليدي.
ووسط الرايات المرفوعة لاح العلم الفلسطيني، حمله مهند وزكي وسارا به إلى مقدمة التظاهرة، دون أن يشعرا للحظة بأنهما غريبان عن الحدث. فأكراد كوباني يتقنون لغة الضاد، والتحيات والأحضان التي أمطرهما الأهالي بها، أشعرتهما بأن النضال والقهر والشعب واحد لا يتجزأ.
حمل أكراد كوباني العلم الفلسطيني وقبّلوه، فهو بالنسبة لهم أيضا بمثابة رمز للكفاح، وعبروا عن امتنناهم لحضور الشابان الفلسطينيان. سألوا عن فلسطين، وعن القدس وغزة، وعن أحوال الفلسطينيين تحت ظل الإحتلال.
عمل مهند وزكي خلال إقامتهما في سوروج على المساعدة في بناء الخيام في مخيمات اللجوء، وجد مهند وزكي صعوبة في النوم أثناء الليل، فعلى مسافة ليست ببعيدة، كانت تسمع أصوات القصف بفعل غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، على الطرف الآخر من الحدود.
يقول مهند إن تضامنه مع القضية الكردية نابع من التضامن الفلسطيني مع كافة شعوب الأرض المظلومة وخاصة الشعب الكردي الذي يعاني اليوم من هجمة شرسة لتنظيم داعش المتطرف على مناطقه، وأشار إلى أن الشعور بالألم والمعاناة والظلم يولد تضامن حقيقي مع الأكراد. فالعدو بنظر مهند واحد، وهو الحركة الصهيونية والإمبريالية العالمية والدكتاتورية والاستبداد والإرهاب.
أما زكي، فعبّر عن تضامنه مع أهالي كوباني في وجه ما يتعرضون له من هجمة شرسة من تنظيم داعش الارهابي، وآثر السفر إلى سوروج لمشاركتهم أحزانهم. وأضاف بأنه كفلسطيني يقف معهم ويحيي صمودكم ويدعم نضالكم.
وشبه زكي الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهالي كوباني بتلك التي يعاني منها الفلسطينيون في غزة، فمشاهد اللاجئين ومخيمات اللجوء وأصوات القصف لم تختلف أبدا عن تلك التي عاشها في غزة. كما أن الدمعات التي رآها في عيون الأمهات ونظرات الأمل التي لمحها في عيون الأطفال والهتافات التي خرجت من الحناجر المقهورة وأناشيد الحرية التي سمعها من لاجئي كوباني أشعرته وكأنه في غزة. وبدا زكي واثقا من أن النضال سوف يتكلل بالنصر لكلا الشعبين لا محالة.